الجنة خلقها الله جل وعلا.. وهي الدار التي أعدها تبارك وتعالى لأوليائه وأهل طاعته.. وفيها من النعيم مالا يمكننا أن نتخيله أو نحلم به. (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُن جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة (17) ومن أشكال النعيم في الجنة (سدرة المنتهى).. شجرة الجنة في الجنة شجرة رائعة الجمال تعرف باسم (سدرة المنتهى) هي شجرة سدر عظيمة وساحرة تقع في السماء السابعة جذورها في السماء السادسة ويقال إنها عن يمين عرش الله جل وعلا بها من الحسن ما لايستطيع بشر أن يصفه كما عرفنا من نبينا حينما رآها ليلة أسري به إلى السماوات حيث ذكر في الحديث: (فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها). ولهذه الشجرة أوراق مثل آذان الفيلة في الحجم وثمارها كالقلال أي الجِرار الكبار ومن كثرة وضخامة أوراقها وأغصانها فإن الراكب المسرع يسير في ظلها مائة عام ولا يقطعها.. ويخرج من ساقها أنهار عظيمة ولذيذة المذاق روي أنهم أربعة اثنان ظاهران واثنان باطنان.. وحولها فراش من ذهب وأنوار عظيمه تزيدها جمالا فوق جمالها وهو ماقال فيه نبينا: (ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورًا عظيما) وعند الشجرة ملائكة يسّبحون الله تعالى ليلًا ونهارًا.. سدرة المنتهى في القرآن الكريم. ذكرت سدرة المنتهى في القرآن الكريم في سورة النجم حيث قال تعالى: وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13 عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 16 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى 17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى). ومن الآيات نجد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه جبريل (عليه السلام) ظلا يصعدان حتى وصلا إلى (سدرة المنتهى) وهي المكان الذي ينتهي عنده علم الخلائق كلها إنسًا وجانًا وملائكة.. وعلم كلّ عالم مَلك مقرّب أو نبيّ مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله جل جلاله.. السدرة في تفسير ابن كثير قال أبوجعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي هريرة: لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى إلى السدرة فقيل له إن هذه هي سدرة المنتهى فوجدها وقد غشيها نور الخلّاق وغشيتها الملائكة مثل الطيور حين يقعن على الشجر وكانت أغصان السدرة لؤلؤًا وياقوتًا وزبرجدًا.. وقال ابن زيد قيل: يا رسول الله أي شيء رأيت يغشى تلك السدرة؟ قال: (رأيت يغشاها فراش من ذهب ورأيت على كل ورقة من ورقها ملكًا قائمًا يسبح الله عز وجل).. فرآها النبي (صلى الله عليه وسلم) وأوحى إليه ربه: (يامحمد ارفع رأسك وسل تٌعطى) قال: يارب إنك عذبت قومًا بالخسف وقومًا بالمسخ فماذا أنت فاعل بأمتي.. فقال تعالى: (أنزل عليهم رحمتي.. وأبدل سيئاتهم حسنات.. ومن دعاني أجبته.. ومن سألني أعطيته.. ومن توكل عليّ كفيته.. وأستر على العصاة منهم في الدنيا.. وأشفعك فيهم في الآخرة..).