المونديال الرابع ينطلق اليوم بقاعة (حرشة) الجزائر عاصمة (عالمية) لرياضة الفوفينام تنطلق بعد ظهر اليوم الخميس بقاعة الشهيد (حرشة حسان) بالجزائر العاصمة منافسات الطبعة الرابعة لبطولة العالم للفوفينام فيات فوداو وتدوم إلى السبت المقبل بمشاركة 249 مصارع من 17 دولة. ستكون الجزائر ممثّلة ب 37 مصارعا منهم 9 سيّدات وستتاح الفرصة لبعض الرياضيين الذين تمّ انتقاؤهم لتمثيل الجزائر في هذا الموعد العالمي الكبير لإبراز مواهبهم وتحقيق أكبر عدد من الميداليات الذي قد يسمح للمنتخب الوطني بتحقيق الهدف المسطّر وهو المركز الثاني لكن يبقى الطموح قائما للتنافس على اللّقب العالمي. فحتى وإن بدت المأمورية في غاية الصعوبة إلاّ أن التفاؤل الذي لمسناه من طرف أعضاء المنتخب الوطني قد يحوّل الحلم إلى حقيقة ويكون اللّقب العالمي من نصيب الجزائر. المنتخب المغربي رفض الانصياع للفرنسيين قال أحد المقرّبين من الوفد المغربي المشارك في البطولة إنه رفض الانصياع للطلب الفرنسي بمقاطعة هذه الدورة وقد ألحّ الفرنسيون مرارا وتكرار على وزير الشباب والرياضة المغربية بضرورة سحب منتخب المغرب من المشاركة في البطولة العالمية الرابعة للفوفينام بالجزائر احتراما للتقاليد الأخوية التي تربط الشعبين الجزائري والمغربي. المنتخبات المشاركة في البطولة تشارك في دورة الجزائر 17 بلدا وهي: الجزائر (البلد المنظّم) الفيتنام إيطالياإيرانروسيا البيضاء ألمانياروسياموريتانيابلجيكا المغرب السينغال كمبوديا أفغانستان سويسرا بوركينا فاسو بريطانياالعراق وكوت ديفوار. ومن المنتظر أن يحضر التظاهرة الرياضية التي تنظّمها الجزائر للمرّة الثانية بعد 2006 رؤساء الاتحاد الأوروبي والآسيوي للفوفينام والتحكيم العالمي. قبل صفّارة الانطلاقة محمد جوّاج (رئيس لجنة تنظيم البطولة): (نسعى إلى إبراز مكانة الجزائر محلّيا ودوليا) قال رئيس لجنة تنظيم البطولة الجزائري الأستاذ محمد جوّاج: (نسعى من خلال إقامة هذه البطولة إلى مواصلة إبراز المكانة التي تتبوّأها رياضة الفوفينام فيات فوداو محلّيا ودوليا والإمكانيات التي تزخر بها لتنظيم مثل هذه المنافسات عن جدارة واستحقاق) كما أن الموعد الرياضي يرمي -حسبه- أيضا إلى (تعريف الجمهور بالمستوى التقني الذي وصل إليه هذا الفنّ القتالي الفيتنامي الأصل لنشره عبر كامل الوطن والاحتكاك بالرياضيين الأجانب المتميّزين). وصف إصابات بعض المصارعين بغير المؤثّرة المدرّب الوطني بونجمة بلال: (جاهزون للمنافسة) جدّد مدرّب منتخب الجزائر بلال بونجمة تأكيده على أن المصارعين الجزائريين يتواجدون على أتمّ الاستعداد لدخول البطولة بالرغم من تسجيل بعض الإصابات وصفها بغير المؤثّرة. بلال بونجمة تقدّم بشكره الجزيل إلى كلّ من ساهم في تنظيم هذه النسخة في الجزائر وعن هذه الدورة قال: (أتوقّع أن تشهد تنافسا كبيرا لمشاركة خيرة منتخبات العالم في هذه الرياضة). ويتوقّع بلال بونجمة أن يحدث المنتخب الجزائري المفاجأة ويتوّج باللّقب العالمي وهي الأمنية التي تراوده منذ أن تمّ تعيينه على رأس العارضة الفنّية للمنتخب الوطني. وعليه يقول بونجمة: (نحن جاهزون لهذه الدورة وأملنا أن نؤدّي بطولة جيّدة لكي نحضّر للاستحقاقات القادمة سواء حينما نشارك في البطولات العربية أو الآسيوية أو العالمية) متمنّيا أن يصل بهذا المنتخب إلى تحقيق إنجاز عالمي كبير وهو الفوز بلقب الدورة الرابعة. بونجمة انتهز فرصة حديثه معنا حول هذه البطولة ليوضّح أن نجاح أيّ رياضي في المستقبل يجب أن يبدأ من ممارسة رياضة الفوفينام منذ الصغر بقوله: (أرى أن رياضة الفوفينام فيات فوداو يجب أن تبدأ منذ النشء لهذا بطولة العالم فرصة لهذا التطوير وكمدرّب للمنتخب الجزائري نريد من خلال هذه المشاركات أن نكوّن فريقا يستطيع أن يستفيد منه المنتخب في السنوات القادمة ففكرة رياضة الفوفينام عندنا تشهد مشاركة قوية ونتمنّى أن تكون البطولة فرصة لإبراز قوّة رياضة الفوفينام الجزائرية) وأضاف قائلا: (تحضير فريق قادر على المنافسة يكون منذ الصغر حيث أتوجّه إلى أولياء الأمور برسالة بأن يشجّعوا أبناءهم على ممارسة رياضة الفوفينام بعد أن لمست هناك دعما كبيرا من القائمين على رياضة الفوفينام في الجزائر على رئسهم الأستاذ محمد جوّاج). أوّل من وصل إلى الجزائر المنتخب الفيتنامي مستعدّ للدفاع عن لقبه قال رئيس الوفد الفيتنامي الأستاذ فان تان هين إن منتخب بلاده مستعدّ للدفاع عن لقبه وإن جميع المصارعين على أتمّ الاستعداد لدخول البطولة. وحسب قول ذات المتحدّث فإن مشاركة المنتخب الفيتنامي في دورة الجزائر هدفها الاحتفاظ بالتاج العالمي وحسب قوله فإن كلّ الظروف في مصلحة منتخب بلاده للعودة بلقب دورة الجزائر لكن المفاجأة -حسبه- قد تأتي من المصارعين الجزائريين كون البطولة تجري في الجزائر ويتواجدون في استعداد تام لمنافسة المصارعين الفيتناميين. سفير جمهورية الفيتنام الاشتراكية السابق بالجزائر: (الجزائر من أقوى منتخبات العالم في الفوفينام) أكّد السفير الفيتنامي السابق في الجزائر السيّد تان هين أن بلده استطاع أن يكوّن 9000 مصارع جزائري يمارسون الفوفينام فيات فوداو وذلك بإرسال خبراء وأساتذة لتكوين المدرّبين والرياضيين في الجزائر وهو ما يثبت أن هذه الرياضة حقّقت نجاحا باهرا في الجزائر. وأصبح الفوفينام فيات فوداو موجودا حاليا على مستوى 13 دولة إفريقية وفي عدد كبير من الدول الأوروبية مثل بلجيكافرنساوإيطاليا وكذا في الولايات المتّحدة الأمريكية. وتحصي هذه الرياضة في الجزائر حوالي 15.000 منخرط يمثّلون 180 نادي وغالبا ما تبسط الأندية التي تقع في ولاية الجزائر خاصّة بشرقها وفي مقدّمتها نادي خميس الخشنة ونادي بودواو ونادي الشراعبة والكاليتوس والأربعاء ومفتاح وتبسط هذه الأندية سيطرتها على هذا الاختصاص وأضحت تتصدّر البطولات والدورات الوطنية. بعد 15 سنة من دخولها بلادنا أكثر من 15 ألف ممارس للفوفينام بالجزائر تمارس الرياضة القتالية الفوفينام فيات فوداو في الجزائر على نطاق واسع خاصّة في جهات شرق العاصمة واستطاعت إلى حدّ الآن استقطاب عدد كبير من الشباب والأطفال حيث وجدوا الطريق معبّدا للانخراط في شتى الأندية تحت إشراف أطقم فنّية مؤهّلة. ولعلّ أهمّ ميزة جعلت هذا الفنّ القتالي ينتشر في أوساط الشباب ويحتلّ مكانة مرموقة على الصعيد المحلّي والدولي حسن تنظيم الأندية وكفاءة المدرّبين والتقنيين والتنسيق المحكم بينها وبين مسؤولي الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية فلا مجال للعشوائية أو الاعتباطية. والملاحظ أن هذه الرياضة النابعة من التراث التقليدي الفيتنامي (نقيان لوك - 1938) أضحت تساهم بقسط كبير في تحصين عدد لا يستهان به من الشباب من الآفات الاجتماعية وتلقينه مبادئ التربية السوية وتكوينه روحيا وتقنيا قبل إعداده لخوض المنافسات الوطنية والدولية. وقال الأستاذ والأب الرّوحي للفوفينام فيات فوداو في الجزائر الأستاذ محمد جوّاج إن هذه الرياضة التي تحمل شعار (كن قويا لتكن نافعا) تروم (إصلاح النشء وتكوين الرجل الحقيقي القوي من الناحية الروحية والجسدية لمجابهة تحدّيات ومعوقات الحياة) مشيرا إلى أن قاعدتها هي السرعة القصوى القوّة المقاومة والدقّة. وأضاف رئيس الكونفديرالية الإفريقية للفوفينام فيات فوداو أن هذا الاختصاص (منهجه تربوي قبل أن يكون مهارات فنّية يكتسب من خلالها الرياضي مجموعة من القيم والمبادئ السليمة تؤهّله لأن يكون فردا صالحا في المجتمع قبل الشروع في تحضيره للمنافسات الوطنية والدولية لتمثيل الجزائر) التي ستستضيف البطولة بدالية من اليوم الخميس إلى السبت المقبل. وتعتمد هذه الرياضة -التي هي ثمرة كفاح الشعب الفيتنامي طيلة تاريخه النضالي من أجل تحديد وحماية هويته- على تقنيات وقواعد كغيرها من الفنون الآسيوية وتتركز كلّها على العمل الجماعي المتقن كما أنها تتميّز بقواعد وبنى فلسفية عميقة ومهارات فنّية وخيالية متنوّعة. تشبه إلى حدّ كبير رياضة الكاراتي الفوفينام.. رياضة متكاملة و21 ضربة مقصّية يوظّف المصارعون خلال المنازلات الأرجل والأيدي كالكاراتي وتقنيات الموي تاي كالمرفق والركبة إضافة إلى تقنيات المصارعة والجيدو كالمسك والارتكاز والرمي والدفاع ومن الكونغ فو ووشو (الخفّة والشدّة) ومن الآيكيدو (مبدأ التعامل مع الخصم) والجمباز (الرشاقة). وذكر مدرّب المنتخب الوطني لوناس كمال أن أوّل ما يبدأ التعامل به (قبل شروع المصارع في خوض المنازلات هو تعليمه وتوجيهه إلى كيفية اكتساب الصحّة البدنية والعقلية المثالية والتربية الصحيحة تليها بعد ذلك مرحلة التكوين والتحضير لمختلف المواعيد الرياضية). ومن بين خصوصيات الفوفينام فيات فوداو التي تسمح بالتحكّم الجيّد في الجسم هي الضربات المقصّية بالأرجل في الهواء وقد استعملها (الضربات) قديما المحاربون الفيتناميون لإسقاط العدو من ظهور الخيل عن طريق القفز في السّماء والهجوم على الخصم وهي الرياضة الوحيدة التي توجد فيها 21 ضربة مقصّية. كما تستعمل أثناء النزال الأسلحة التقليدية مثل السيوف بأنواعها العصا الخنجر والمسطرة. أصبحت مفخرة الجزائر الفوفينام.. قدوة في التنظيم لجميع الرياضات يحوز الفوفينام الذي لم يؤسّس بعد فديراليته على سمعة كبيرة في الجزائر إذ أن جميع التقنيين والعارفين بشأن الفنون القتالية يعترفون بأنه (قدوة) لباقي الفديراليات بالنّظر إلى التفاهم السائد بين التقنيين والمؤطّرين والعمل المنجز إلى حدّ الآن سواء تعلّق الأمر بالنتائج أو استقطاب المنخرطين. وأكّد هؤلاء أن هذا الاختصاص يعدّ (مفخرة) للجزائر ومستواه التقني (جيّد ويتحسّن من سنة إلى أخرى) نظرا للمتابعة التي يحظى بها الرياضيون والصرامة والانضباط المتّبعين من طرف المؤطّرين منذ مدّة حيث لم يحيدوا عنهما قيد أنملة.