انتخب أول أمس محمد جواج رئيسا للاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، خلال الجمعية العامة التأسيسية الانتخابية التي جرت بالقاعة المتعددة الرياضات بالدار البيضاء بحضور سفير الفيتنام بالجزائر، دو ترونغ كونغ، بحصوله على 85 صوتا من مجموع ال 85 ناخبا في عملية انتخاب المكتب و الرئيس (مترشح واحد) لعهدة أولمبية (2013-2016) وهذا بعد المصادقة على القانون الأساسي، بحضور ممثلي 18 ولاية. كريم مادي بانتخابه على رأس الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام، يكون الأستاذ والخبير الدولي في هاته الرياضة قد حقق حلم طالما راوده منذ أن أدخل هاته الرياضة إلى الجزائر في نهاية التسعينيات، ترى كيف يرى الرئيس الجديد محمد جواج كاول رئيس لهذه الرياضة التي تعد جد فتية مقارنة بالرياضات الأخرى؟ وما هي طموحاته المستقبلية؟ وماهي نظرته لهاته الرياضة؟، تلكم من بين الأسئلة التي نتعرف عليها في هذا الحوار الذي خصّنا به محمد جواج عقب انتخابه. ** ماهو شعورك بعد انتخابك رئيسا للاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام؟ * صراحة أنا جد سعيد، ليس بانتخابي على رأس الاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، بل لتأسيس الاتحادية، وهو الحلم الذي كنت أسعى إلى تجسيده إلى أرضية الواقع، والحمد لله ماكان بالأمس القريب أبعد من الحلم تحول اليوم إلى حقيقة. أما بخصوص سؤالكم، فأنا جد سعيد بميلاد فيديرالية جديدة تعني باختصاص الفوفينام فيات فوداو الذي كان ملحقا بالفنون القتالية أكثر من 10 سنوات ويُعد مكسبا تاريخيا لهاته الرياضة ينبغي التنويه به و الوقوف عنده. زد على ذلك أن ميلاد الاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، يعود إلى العمل الكبير الذي قام به كل من له علاقة بهاته الرياضة من مؤطرين ومسيرين ورياضيين، كما أن النتائج التي سجلها المنتخب الوطني في المحافل الدولية زادت من عزيمتنا لرفع التحدي لتحقيق الحلم الذي راود الجميع وهو تأسيس اتحادية الفوفينام قائمة بذاتها مستقلة عن الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية. فمنذ عدة سنوات كان طموحنا تحقيق هذا المبتغى، وها نحن اليوم نحقق جزءا من أهدافنا ومازال المشوار أمامنا طويلا لتحقيق المزيد من المكاسب. ** ماهي أهدافكم المستقبلية بعد تأسيس الاتحادية؟ * من أهداف الهيئة الفديرالية الجديدة هيكلة هذا الاختصاص على المستوى القاعدي، عن طريق تأسيس رابطات ولائية (توجد سبع رابطات من أصل 31 ولاية) ورفع عدد ممارسي هذا الفن القتالي إلى 50 ألف منخرط على المدى المتوسط والعمل على جعل الجزائر العاصمة (عاصمة دولية للفوفينام فيات فوداو). ** كيف السبيل لبلوغ 50 ألف منخرط؟ * لدينا برنامج طموح لبلوغ سقف 50 ألف منخرط، سوف تستحدث أقطابا لتطوير الاختصاص عبر كامل ولايات القطر كما ستعطي حيزا كبيرا لتكوين المدربين والحكام عبر الاحتكاك ونسج علاقات مع الخبراء الفيتناميين، كاشفا بالمناسبة عن تنظيم منافسات الدورة الدولية لكأس مدينة الجزائر العاصمة السنة ابتداء من السنة المقبلة. ** في نظرك الخاص هل النتائج الإيجابية التي حصدها المنتخب الوطني على الصعيد العالمي وراء موافقة الوزارة الوصية على تأسيس الاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام؟ * أكيد، فلو لم يبرز المنتخب الوطني على الصعيد العالمي لما تجسد الحلم على أرضية الواقع، فليكن في علم الجميع، أن هاته الرياضة (الفوفينام فيات فوداو) قدمت الكثير للرياضة الجزائرية، وذلك بحصول المنتخب الوطني على المركز الثالث في البطولة العالمية الأخيرة، التي جرت في مطلع الشهر الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس، ولولا الانحياز الفاضح للحكام لحقق المنتخب الوطني المركز الثاني، وهذا ضمن 17 دولة شاركت في هاته البطولة. ** ما هو واقع رياضة الفوفينام فيات فوداو في الجزائر؟ * يكفي أن نقول لك إنه بعد عشرية فقط من دخول هذه الرياضة الجزائر، تمكنت في ظرف قصير جدّا من أن تفرض مكانتها، ليس محلّيا فقط بل دوليا بدليل أن الجزائر بات لها اسم كبير في هذه الرياضة بحصولنا على العديد من الألقاب العالمية، كما أن الدول الرائدة في هذه الرياضة كالفيتنام وألمانيا باتت تنظر إلى الرياضيين الجزائريين نظرة احترام بدليل أنه كلّما تنظم دورة عالمية تُوجّه الدعوة للجزائر للمشاركة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى المكانة الرّائدة التي وصل إليها الرياضيون الجزائريون عالميا، ونحن نطمح إلى فرض مكانتنا عالميا. ** ما هي الخطوات التي قمت بها لإدخال هذه الرياضة إلى الجزائر؟ * أوّل شيء قمت به هو اتصالي بتقنيي هذه الرياضة بفرنسا الذين أكّدت لهم رغبتي في الانضمام إليها، فقبلوا رغبتي وطلبوا منّي القدوم إليهم، لكنّي واجهت مشاكل كبيرة في اقتناء التأشيرة آنذاك بسبب العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر وبسبب الإجراءات الصارمة التي اتّخذتها السلطات الفرنسية بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية لمنح التأشيرة، اضطررت إلى الاتصال بالاتحادية العالمية وبالضبط بالسيّد (دانيال بلوم) الذي قدّم لي كلّ التسهيلات، عندها تمكّنت من السفر إلى فرنسا ومكثت هناك شهرين، اكتشفت تقنيات كثيرة لأسافر بعدها إلى المغرب لمدّة 15 يوما وأعود إلى أرض الوطن حاملا معي طموحا كبيرا أريد تحقيقه، عندها قمت بالاتّصال بالسلطات المعنية هنا في الجزائر. ** وكيف كان ردّ مديرية الشبيبة والرياضة؟ * ما إن اقترحت عليهم إدخال هذه الرياضة إلى الجزائر حتى تفاجأت بقبولهم الاقتراح، وأمانة للّه قدّموا لي كلّ الدّعم المعنوي. فنوايا رئيس المديرية كانت صادقة، وفي أوّل لقاء أحسست برغبة مدير الشبيبة والرياضة للجزائر العاصمة الكبيرة في الوقوف معي، الأمر الذي شجّعني وزاد من إيماني بأن أجعل من هذه الرياضة لؤلؤة الرياضيات الفردية في الجزائر. ** ماديا، كيف كان ردّ المديرية؟ * الحمد اللّه قدّموا لي كلّ العون، سواء تعلّق الأمر بالقاعات أو تنظيم التربّصات. ** لكن المشكل أننا نشهد اكتظاظا كبيرا داخل القاعات، ممّا يؤثّر على تحضير المصارع... * صحيح ما تقوله وأنا بدوري المسؤول الأول عن هذه الرياضة، أبذل مجهودات كبيرة من خلال الاتصالات بالسلطات المحلية عبر كلّ أنحاء الوطن لتدعيم الشباب ووضعهم في أحسن الظروف، لكن لا أخفي عنكم أنني أواجه صعوبات كبيرة في بعض الحالات، فهناك قاعات قمت بكرائها بمالي الخاص حتى لا أحرم شباب المنطقة من ممارسة هذه الرياضة. ** هل من تعريف لرياضة الفوفينام؟ * رياضة الفوفينام فيات فو داو هي فنّ قتالي أصله من شمال الفيتنام، وتأسّس هذا الفنّ الرّائع على يد الأستاذ نقيان لوك سنة 1938 في الفتنام تحت تسمية فوفينام. لكن حسب ما أعرفه من كتب تاريخ هذه اللّعبة أن المؤسس الأصلي أو الأب الأوّل للفوفينام وهو الإمبراطور (ونف بونف) والفترة الزمنية آنذاك تعود إلى أكثر من 500 سنة قبل الميلاد، لكن ظلّت هذه الرياضة متفرّقة بين القبائل إلى أن جاء الأستاذ نقيان لوك وجمعها، حيث اهتم هذا الأخير منذ صغره بدراسة طويلة للفنون القتالية والفلسفة الفيتنامية، لهذا شجّعه أساتذته على التجوّل في كامل أرجاء بلاده لتعلّم وجمع ودراسة تقنيات هذه الرياضة التي كانت تمارس آنذاك بشكل عشوائي وقام بأوّل استعراض سنة 1945، لكن مع الظروف التي كانت تمرّ بها الفيتنام في ذلك الوقت توقّفت هذه الرياضة بأمر من السلطات الفرنسية لتبعث من جديد في السنوات الستينيات من طرف الخليفة الثاني للمؤسس، وهو (تران هي فونف)، لكن تحت تسمية جديدة وهي (الفيات فوداو). ** لماذا تمّ تغيير تسميتها؟ * الهدف من ذلك هو إخراج هذه الرياضة من طابعها المحلّي وهو ما تحقّق بالفعل، إذ تمّ السّماح للفيتناميين بنقل الفنّ وتعليمه في الدول الأجنبية، خاصّة في الدول الأوروبية، ممّا أدّى إلى استدعاء العديد من الشيوخ والأساتذة الفيتناميين الذين كانوا يدرسون في مختلف الدول الفوفينام فيات فوداو. ونظرا لشعبية هذا الفنّ وتطوّره تمّ إنشاء الفدرالية الدولية للفوفينام فيات فوداو سنة 1973 في بوسطن بالولايات المتّحدة الأمريكية، وهي الهيئة الوحيدة المعترف بها على مستوى اللّجنة الأولمبية الدولية، ومنذ ذلك الحين أصبحت تمارس هذه الرياضة عبر كلّ أنحاء العالم. ** كيف اكتشفت رياضة الفوفينام فيات فوداو؟ * في الحقيقة حدث لي شيء طريف حينما كنت أمارس في ذلك الوقت الفوفينام فقرأت في إحدى المجلاّت الشهرية الفرنسية عنوان كبير اسمه (الفوفينام) فتساءلت مع نفسي وقلت: كيف لكاتب هذا المقال يرتكب هذا الخطأ؟ لأن الخطأ تكرّر عدّة مرّات، فاتّصلت بالقسم المحلّي لهذه المجلّة، عندها اكتشفت هذه الرياضة الجديدة التي تشمل كامل التقنيات. ** ما هي أمنيتك؟ * أمنيتي الكبيرة تحققت، بتأسيس الاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، وأمنيتي المستقبلية إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية والإفريقية والعربية لنضمن ميداليات للجزائر. ** هل من كلمة في ختام جلستنا الحالية؟ * أشكر كل من ساهم من بعيد أو من قريب في ميلاد الاتحادية الجزائرية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، كما أشيد بالدعم الذي يقدمه السيد وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، وكذا مدير الشباب والرياضة لولاية الجزائر، والعديد من مدراء الشباب والرياضة على مستوى الولايات، وكذلك رؤساء البلديات، كما أشكر جريدة (أخبار اليوم) باهتمامها البالغ والكبير لهاته الرياضة، فقد ساهمت بشكل كبير في ميلاد الاتحادية، وأقول أن مسافة الألف ميل انطلقت من مدينة الدار البيضاء.