يعتبر المدرب الوطني الحالي لرياضة الفوفينام فيات فوداو من بين الرياضيين الذين ساهموا في رفع راية هذه الرياضة على المستوى العالمي، ويكفي أن نقول بشأنه إنه قهر كبار الرياضيين العالميين في البطولة العالمية التي احتضنتها بلادنا منتصف الألفية الجارية، بحصوله على اللقب العالمي. إنه باختصار بلال بونجمة الذي يسابق الزمن من أجل تحضير العناصر الوطنية للبطولة العالمية المقرر إقامتها في الجزائر في الفترة ما بين 28 جويلية و2 أوت المقبل، وهي البطولة التي يقول بشأنها بلال بونجمة: (انتظرونا في دورة الجزائر، سنقهر كبار هذه اللعبة في العالم). حاوره: كريم مادي ترى من هو بلال بونجمة؟ كيف كانت بدايته مع رياضة الفوفينام؟ وما هي نظرته لمستقبل رياضة الفوفينام في الجزائر؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي أمطرناه بها سنتعرف على الإجابة عنها في هذا الحوار الذي خصنا به. * بداية من هو بلال بونجمة؟ *** اسمي الكامل بلال بونجمة، من مواليد 1985 بحي باش جراح بالجزائر العاصمة، وأنا واحد ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني لرياضة الفوفينام فيات فوداو، حيث نهيئ هذا المنتخب للبطولة العالمية التي ستجرى في الجزائر العاصمة خلال الصائفة المقبلة. * كيف كانت بدايتك مع رياضة الفوفينام؟ *** دخلت رياضة الفوفينام فجأة، فأثناء مشاهدتي لإحدى الحصص التدريبية لعناصر أولمبي بوروبة عام 2001 أعجبت كثيرا بفنيات هذه الرياضة، ووجدت نفسي مولعا بها، ومما زاد في حبي لها أنها رياضة شاملة يمارسها الصغير والكبير وتمتاز بالفنيات والجمال. * هل هناك من شجعك لممارسة هذه الرياضة؟ *** والدتي وشقيقي وأنا مدين لهما كثيرا، فلولاهما ربما ما واصلت إلى المستوى العالمي. وإضافة إلى والدتي وشقيقي شجعني كذلك الأستاذ محمد جواج، وبصفته أول من أدخل هذه الرياضة إلى الجزائر وجدت فيه كل الدعم المعنوي ولن أنسى تشجيعاته لي، كما لن أنسى وقوفه الدائم من خلال صقل موهبتي الرياضية، فهو الذي جعلني رياضيا كبيرا ويرجع له الفضل في حصولي على العديد من الميداليات الذهبية في الدورات الدولية، وفي مقدمتها البطولة العالمية عام 2006، وهي البطولة التي نلت فيها ذهبيتين وفضية، مما مكنني من التتويج باللقب العالمي. * في أي فريق كانت بدايتك؟ *** بدايتي كانت بنادي أولمبي بوروبة وأعتبر نفسي جد محظوظ لبدايتي في هذا النادي كونه كان يشرف عليه البطل العالمي الأستاذ محمد جواج، فلولاه لما واصلت ربما مسيرتي في هذه الرياضة، فالطريقة التي كان يدربنا بها كانت مستوحاة من طرق المدربين الفيتناميين الكبار، وأقول له عبر هذه الجريدة: شكرا لك يا أستاذي أنا مدين لك. * متى كانت بدايتك لحصاد الميداليات؟ *** بعد سنة واحدة من دخولي رياضة الفوفينام، حيث نلت لقب البطولة الولائية في سنة 2002 وفي السنة الموالية حصلت على لقب البطولة الوطنية. * وعلى المستوى الدولي؟ *** سنة 2005، حيث نلت لقب بطولة أورو افريقية ببلجيكا، اختصاص منازلة لأقل من 65 كلغ، وفي نفس السنة حصلت في البطولة الإفريقية التي جرت في السنغال على ذهبيتين وفضية واحدة، وفي السنة الموالية 2006 حصلت على ذهبيتين وفضية واحدة وفي سنة 2009 حصلت على لقب البطولة الإفريقية بالسنغال بحصولي على ذهبية وفضية وفي سنة 2010 وخلال البطولة العالمية التي جرت في مدينة دورتموند الألمانية حصلت على ذهبيتين وفضية واحدة، وهي آخر دورة أشارك فيها كرياضي. * لماذا وضعت حدا للمارستك هذه الرياضة كرياضي لتنتقل بعدها كمدرب؟ *** كثرة الإصابات التي كنت أتعرض لها دوما عجلت بوقف مسيرتي الرياضية وأنا في عز عطائي، فبعد أن كنت أصاب كلما أشفى من إصابة أصبحت أصاب قبل أن أشفى، مما اضطرني إلى وضع حد لمسيرتي الرياضية. * بعدها تحولت من رياضي إلى مدرب أليس كذلك؟ *** فعلا ما تقوله صحيح، فبعد مشاركتي في البطولة العالمية في مدينة دورتموند الألمانية انتقلت من ممارس إلى مدرب، ففي سنة 2012 تم تعييني مدربا للمنتخب الوطني اختصاص تقني ولازلت إلى حد الآن أشغل هذا المنصب. * ما هي الألقاب التي تحصلت عليها مع المنتخب الوطني كمدرب؟ *** تحصلت العديد من الميداليات، منها على وجه الخصوص لقب البطولة الإفريقية التي احتضنتها بلادنا خلال الصائفة الماضية، حيث حصلنا على 21 ميدالية ذهبية و4 فضيات و3 برونزيات، عدد وضع المنتخب الوطني على رأس هرم القارة الإفريقية لرياضة الفوفينام. * ما هي نظرتك إلى هذه الرياضة في الجزائر؟ *** دون مجاملة مني، عرفت هذه الرياضة في ظرف قصير جدا من دخولها إلى الجزائر تطورا كبيرا لم تشهده أي رياضة أخرى بالرغم من قدمها، فبعد سنة أصبحت رياضة الفوفينام تمارس في 32 ولاية وعدد الممارسين يفوق حاليا عن العشرة آلاف ممارس. إضافة إلى كل هذا استطاع المنتخب الوطني لرياضة الفوفينام أن يفرض وجوده على الصعيد القاري والعالمي، وما حصول الجزائر على اللقب القاري الأخير والعديد من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية إلا دليل على أن هناك عملا كبيرا يقام في القاعدة ويقف وراء هذا التطور الأستاذ محمد جواج. * ما هو موقع رياضة الفوفينام في الجزائر على المستوى العالمي؟ *** المركز الثالث بعد الفيتنام وألمانيا، ونسعى لتحسين ترتيبنا العالمي إلى الثاني من خلال احتضان الجزائر للبطولة العالمية خلال الصائفة المقبلة، وهي البطولة التي نعلق عليها آمالا عريضة. * من أي جانب تعولون كثيرا على البطولة العالمية؟ *** لنشر تعاليم هذه الرياضة عبر جميع الجزائريين على أن رياضة الفوفينام هي الرياضة الأحسن والأفضل من جميع الرياضات المنضوية تحت لواء رياضة الفنون القتالية، فهي رياضة كما سبق وأن قلت في بداية حواري هذا الكل يستطيع ممارستها، فهي ليست رياضة منحصرة في عمر محدد ولا هي رياضة تشكل خطرا على ممارسيها، كما أن رياضة الفوفينام رياضة شاملة متكاملة، وأنصح الجميع بمارستها. إضافة إلى كل هذا سنحاول تحقيق أكبر عدد من الميداليات الذهبية لتحسين ترتيب الجزائر عالميا من المركز الثالث إلى الثاني ولم لا الارتقاء إلى المركز الأول؟ * لكن من الصعب منافسة الرياضيين الألمان والفيتناميين... *** لا توجد كلمة مستحيل، فأنا جد واثق من العناصر الوطنية التي قمنا باستدعائها، فمن خلال احتكاكي مع كبار الرياضيين العالميين وفي مقدمتهم الفيتناميين والألمان والفرنسيين بإذن اللّه سنقول كلمتنا في البطولة العالمية المقبلة بالجزائر. * كيف هي تحضيراتكم للبطولة العالمية؟ *** تحضيراتنا انطلقت منذ عدة أشهر، وقد تمت مضاعفة الحصص التدريبية، وفق البرنامج الذي سطره الأستاذ محمد جواج، فالطريقة مستمدة من أسس علمية كان الأستاذ جواج قد تعلمها في الفيتنام، حيث تمت برمجة العديد من التربصات المغلقة، فحتى إن كنا على بعد أربعة أشهر من بدء البطولة إلا أن الوقت يداهمنا، فلا مجال للتراخي إن أردنا فعلا تحقيق المركز الثاني عالميا. * كم عدد الدول التي تمارس فيها رياضة الفوفينام؟ *** من الصعب تحديد الرقم، لكن حسب ما أعرفه أن رياضة الفوفينام تمارس حاليا في أكثر من 100 دولة، وهناك دول تمارس فيها رياضة الفوفينام على شكل هواية، وفي حال الاعتراف بها كرياضة أولمبية ستتسع رقعة ممارستها، وأنا على بقين بأنها ستسرق الأضواء من جميع الرياضات القتالية المعروفة كالكاراتي والجيدو والمصارعة وما شبه ذلك. * هل تمارس في الدول العربية؟ *** أكيد تمارس في الدول العربية، لكن في نطاق محدد، وأشهر الدول التي تمارس فيها رياضة الفوفينام المغرب، فيما تبقى ممارستها جد محدودة في جل الدول العربية. * هل من كلمة تقولها لنا في ختام جلستنا هذه؟ *** أشكركم كثيرا على هذه الاستضافة، متمنيا لصحيفة (أخبار اليوم) كل التوفيق والنجاح، كما أتمنى كل التوفيق والنجاح للمنتخب الوطني المشارك في البطولة العالمية المقبلة ونيل أكبر عدد من الميداليات الذهبية. في انتظار المصادقة على المرسوم الوزاري رقم 13/05 تهمي يعد بتأسيس اتحادية الفوفينام كشف لنا محمد جواج، رئيس الرابطة الولائية للفنون القتالية، والذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الإفريقي للرياضة، أنه تلقى مؤخرا وعودا من طرف وزير الشباب ولرياضة بتأسيس هذه الاتحادية وإلا لما وافقت الاتحادية العالمية لرياضة الفوفينام على إسناد للجزائر مهمة تنظيم البطولة العالمية. وحسب جواج فإنه ينتظر المصادقة على المرسوم الوزاري رقم 13/05، والذي من خلاله سيتم تأسيس اتحادية رياضة الفوفينام التي من خلالها ستأخذ هذه الرياضة أبعادا كبيرة، وحسبه فإنها ستهيمن على جميع الرياضات القتالية الموجودة حاليا في الجزائر. ويرى محمد جواج أن رياضة الفوفينام فيات فوداو حققت في السنوات الأخيرة قفزة عملاقة بدليل أن عدد المشاركين تخطى الرقم 12 ألف ممارس يتوزعون على 72 نديا، وهذا الرقم ليس بالأمر الهين لرياضة جديدة على الجزائريين، حيث لم تدخل إلا في مطلع التسعينيات. ومقارنة بالعديد من الرياضات التي تمارس في الجزائر منذ الحقبة الاستعمارية فإن رياضة الفوفينام استطاعت أن تنافس الكثير من الرياضات، بل أكثر من ذلك فاق عدد ممارسيها ضعف العديد من الرياضات (ونأمل أن نصل في السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 50 ألف ممارس). وأضاف يقول جواج: (قبل 15 سنة من الآن لا أحد كان يسمع برياضة اسمها الفوفينام فيات فوداو، لكن اليوم والحمد للّه أصبحت رياضة يمكن وصفها بالشعبية، تمارس في العديد من ولايات الوطن ونطمح إلى تعميمها على جميع الولايات وفي كلّ بلدية).