بين الذهاب إلى البحر والسفر برامج متنوعة لقضاء العطلة الصيفية عند القسنطينيين بعد انقضاء شهر رمضان بدأ التفكير عند الكثير من القسنطينيين عن الوجهة التي سيختارونها من أجل قضاء عطلتهم السنوية التي تتزامن لدى أغلبيتهم مع شهر أوت وقد قرر أغلبهم أن تكون على ساحل إحدى المدن القريبة أو خارج الوطن تونس على وجه الخصوص في حين فضل البعض الآخر البقاء في البيت ومزاولة حياته اليومية.. وحتى يتمكن أي شخص من اغتنام فرصة العطلة والتمتع بها بأتم معنى الكلمة يتعين عليه (تحمل تكاليف إضافية) وهو أمر غير متاح للجميع بسبب تلك المصاريف التي كانت قد كلفت العائلات كثيرا خلال شهر رمضان ثم تلاه عيد الفطر. ويتعين القول بأن خيارات الاستجمام بالمدن الداخلية التي تعد قسنطينة واحدة منهم قليلة حتى وإن أضحت مدينة الصخر العتيق تتيح لقاطنيها بمناسبة تتويجها عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 فرصة التمتع بالسهرات الثقافية إلا أن الخيار المتاح يظل محدودا بسبب قلة فضاءات الاسترخاء والترفيه والاصطياف ولكن لكونه يتعلق أيضا وخصوصا بالميزانية التي يتعين تخصيصها لهذه العطلة. من الجلي أن موسم الاصطياف بالنسبة لأغلبية القسنطينيين هو مرادف للحر الشديد ولكن أيضا لفرصة قضاء عطلة مريحة على شواطئ إحدى الولايات الساحلية المجاورة مثل سكيكدة وعنابة والقالة ولاية الطارف وبجاية أو جيجل التي أضحت في السنوات الأخيرة إحدى الوجهات المفضلة للقسنطينيين بفضل استتباب الأمن بعد العشرية السوداء التي مست كثيرا هذه المنطقة من جهة وخيارات الإيواء المتاحة من طرف هذه المدينة الساحلية من جهة أخرى. وفي هذا الشأن يقول عمر وهو إطار شاب بمؤسسة عمومية (لقد تعودت على التوجه بمعية زوجتي وأولادي إلى شاطئ المنارة الكبرى الواقع على بعد 6 كلم غرب جيجل ذي الرمال الذهبية وسيكون وجهتي أيضا لهذه السنة خلال عطلتي التي ستنطلق بتاريخ الفاتح أوت المقبل) مشيرا إلى أنه قام باستئجار منزل صغير على شاطئ البحر. فيما لم تتح ذات الفرصة لساسي (39 سنة) وهو بناء وأب ل4 أطفال حيث يؤكد بأن أجرة ال25 ألف دج التي يدفعها له المقاول الخاص الذي يعمل عنده (تجعل مجرد التفكير في استئجار شقة أو الحجز في فندق من الدرجة الدنيا أمرا صعبا للغاية) مشيرا إلى أنه سيكون (جد سعيد) لو تمكن من أخذ عائلته الصغيرة إلى البحر لمدة يوم واحد فقط. وفي حال تعلق الأمر برحلة ذهاب وإياب في نفس اليوم تظل سكيكدة الوجهة المفضلة دون منازع بالرغم من حركة المرور (الجد كثيفة) التي يشهدها الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين قسنطينةوسكيكدة لاسيما خلال فترات نهاية الأسبوع. ويقول لطفي شاب يبلغ من العمر 17 سنة (أنا لا أعقد الأمور في ثاني أيام عيد الفطر وضعت المنشفة على كتفي وتوجهت بمعية أصدقائي إلى شاطئ بن مهيدي (جان دارك سابقا بسكيكدة) القريب من قسنطينة وأنا أخطط للتوجه إلى الشاطئ عند نهاية كل أسبوع فأنا أتفرغ خلال باقي أيام الأسبوع لأتدبر أموري وجمع مصاريف هذه الرحلة الأسبوعية). وتوجد أيضا تلك الفئة من القسنطينيين الذين حالفهم الحظ للظفر بإقامة بالخارج. ويجمع عديد مسيري وكالات السياحة والأسفار المتواجدة بقسنطينة على أن تونس وتركيا تظلان الوجهتين المطلوبتين بكثرة خلال هذه الفترة الخاصة بالعطل. وبالرغم من المشاكل الأمنية التي مست مؤخرا تونس إلا أن الوجهة إلى هذا البلد الشقيق لم تفقد بريقها خصوصا في ظل التخفيضات المغرية التي يقترحها منظمو الرحلات السياحية. ففي هذا الشأن يقول السيد زهير زين الدين ولباني مدير تجاري بوكالة للأسفار متواجدة بوسط قسنطينة بأن (مكوث شخصين لمدة أسبوع بفندق 3 نجوم بنظام نصف الإقامة بالحمامات لا يكلف سوى 36 ألف د.ج). لكن هناك قسنطينيين آخرين أمثال محي الدين موظف بالبلدية يبلغ من العمر 40سنة لا يغادرون سيرتا العتيقة خلال العطلة الصيفية والذي يقول متأسفا (لا يمكنني أن أنسى بأن هناك دخولا مدرسيا يلوح في الأفق ومع وجود 6 أطفال متمدرسين لا يمكنني للأسف تحمل تكاليف عطلة خارج المدينة. ويضيف محي الدين الذي يرغب في التمتع بعطلته السنوية بطريقته الخاصة (أكتفي بالتوجه بمعية العائلة إلى ساحة لابريش أو حي سيدي مبروك من أجل التلذذ بمذاق المثلجات أو التوجه في السهرة لحضور إحدى الحفلات الفنية المنظمة بقسنطينة مع القيام في بعض الأحيان بجولات بغابة المريج الترفيهية (الخروب) بحثا عن القليل من الانتعاش).