قالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية المصرية، أن ملابسات انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية تشير إلى ضلوع "عناصر خارجية" في التفجير، مستبعدة فرضية أن يكون التفجير ناجمًا عن انفجار سيارة مفخخة ورجحت أنه هجوم "انتحاري" وأن منفذه ربما لقي مصرعه ضمن القتلى في الهجوم، والذين كانوا خارجين للتو من قداس بالكنيسة الواقعة بمنطقة سيدي بشر. وقال مصدر أمني مصري إن "ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ". وأضاف إنه باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار، فقد تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام، بما يرجح أن العبوة التى انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين. وبحسب المصدر، فقد توصل خبراء المعمل الجنائي إلى أن العبوة المستخدمة في التفجير محلية الصنع، وأنها تحتوي على صواميل ورولمان بلى لإحداث أكبر عدد من الإصابات. وذكر المصدر أن الإجراءات الأمنية المكثفة جارية على أوسع نطاق لسرعة كشف كافة أبعاد الحادث، وأوضح أن الهجوم أسفر عن إصابة ضباط شرطة وثلاثة من أفراد الأمن كانوا يتولون تأمين الكنيسة. وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قال في تصريح عقب وصوله موقع الحادث إنه لا داعي لاستعجال التقارير الفنية والتحقيقات الرسمية للكشف عن الجناة. وأضاف إن زيارته مسرح الحادث تستهدف إثبات الوقائع المادية، بينما قال إن الإجراءات الفنية واستبيان ملابسات الحادث ستكشف عنها تقارير الجهات الفنية المعنية بمتابعة التحقيقات، فيما سيقوم خبراء الطب الشرعي بتحديد أسباب وفاة الضحايا في الحادث. يأتي هذا فيما كشفت مصادر بالنيابة العامة المصرية طلبت عدم نشر اسمها، إن المصابين وشهود العيان في الحادث أكدوا أن التفجير وقع بسيارة "فلاشيا "خضراء اللون كانت تقف صف ثان على الجانب المقابل للكنيسة بجوار المسجد المواجهة للكنيسة، تلاه انفجار سيارتين أخريين. وقالت المصادر، حسيب صحيفة المصريون المصرية، إن معظم المصابين أفادوا أنهم كانوا داخل الكنيسة لحظة الانفجار الأول، وإنه عند خروجهم عقب سماع صوت الانفجار وقع انفجاران آخران وأصيبوا بشظايا وحروق. وأفاد الشهود أن صاحب السيارة الخضراء ركنها على الجانب الأخر ودخل الكنيسة، فى حين أكد البعض الآخر منهم فى أقوالهم أنهم شاهدوا شخصا يضغط على ريموت كنترول يشبه ريموت كنترول السيارات لحظة وقوع الانفجار. لكن حرس الكنيسة نفى فى تحقيقات النيابة مشاهدته أي شيء، نظرا لأن الأمور كانت طبيعية قبل حدوث الانفجار. ورصدت تحقيقات النيابة وجود خمس سيارات محترقة، بالإضافة إلى ثلاث سيارات مدمرة بشكل كامل من بينها السيارة الخضراء. وقالت المصادر إن ضباطا من امن الدولة رافقوا فرق النيابة العامة التي استجوبت شهود العيان والمصابين، واعترفت بأن هناك صعوبات كبيرة تواجه فرق المحققين بسبب تضارب الأقوال، وعدم رؤية مجموعة الحراسة المكلفة بحراسة الكنيسة لأي شواهد تكشف عن منفذي الانفجار. ونفت مصادر النيابة العامة وجود أي مشتبه بهم حتى الآن يتم التحقيق معهم من جانب النيابة العامة. وطلبت النيابة العامة من إدارة المرور بالإسكندرية الاستعلام عن أرقام السيارات التي كانت متوقفة أمام وبجوار كنيسة القديسين قبل وقوع الانفجار، وعددها 12 سيارة حيث أدى الانفجار إلى وقوع تلفيات بها واستدعاء أصحابها لسؤالهم عن ظروف الحادث وملابساته. على صعيد آخر ، شيعت مساء السبت جنازة ضحايا حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، بعد أن أقيمت مراسم قداس الجنازة على أرواحهم بدير ماري مينا بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور الدكتور مفيد شهاب مندوبا عن رئيس الجمهورية واللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية والمهندس أحمد المغربى وزير الإسكان واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية.