الرطوبة والحر في أشهر الصيف الطويلة تؤثر في صحة الإنسان السليم المتعافي وتجعله يعاني من بعض المتاعب الصحية كالإصابة بضربة الشمس أو الإنهاك الحراري وبعض أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية كما يؤثر الحر في مركز الانفعال بالمخ فيجعل الإنسان يعاني من التوتر والانفعال في شهور الصيف كذلك يؤثر وهج أشعة الشمس على صحة العين وسلامة البصر هذه المعاناة لطقس الصيف تؤثر في صحة الإنسان العادي فما هي الحال بالنسبة للمرأة الحامل التي تعتبر في وضع صحي خاص يتطلب من ذويها أن يوفروا لها الرعاية بمختلف صورها (النفسية والصحية والغذائية) بما يناسب متطلبات فترة الحمل وغيرها من الأمور الواجب مراعاتها وتهيئتها طوال فترة الحمل. يجمع المختصون أن تأثير البيئة والأجواء الحارة على المرأة الحامل هو تأثير ذو طابع نفسي وأول عملية فحص يتم إجراؤها للمرأة الحامل ضمن مجموعة من الفحوص والتشخيصات العادية التي يتم إجراؤها طوال فترة الحمل وأثناء مراجعتها العيادات ومراكز الرعاية الصحية هو قياس ضغط الدم لمعرفة ما إذا كانت تعاني من هبوط أو ارتفاع فيه. إن عملية التعرق بكثرة هي عامل تبريد ذاتي لجسم الإنسان ورطوبة الجسم من الخارج بما يسمح بعملية التبخر التي تمتص نسبة كبيرة من حرارة الأجسام وهنا تنصح الحوامل بتناول الماء بكثرة لزيادة التعرق وبالتالي التقليل من حرارة الجسم من أكثر المشاكل التي تعانى منها الحامل في الصيف تكمن في موازنة نسبة الأملاح في جسم الحامل والذي دائما ما يرافق فترة الحمل وما ينتج عنه من اختلال في ضغط الدم. وينصح مختصو التوليد كافة النساء الحوامل بالخضوع إلى الراحة التامة في هذه الفترة من السنة وابتعاد الحامل عن الإرهاق الشديد وأيضا عن كل ما يؤثر على نفسيتها لأنه ينتقل ليؤثر على صحتها وصحة جنينها إضافة إلى ارتداء الملابس الباردة والاغتسال عدة مرات في اليوم الواحد وخصوصا عند إحساسها بارتفاع درجة حرارة جسمها. الحمى خطر على الحامل والجنين هذا فيما يخص التأثير الخارجي للحرارة وهناك نوع آخر ويسمى بالحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم التي قد تصل إلى درجات عالية يمكن أن تشكل خطورة على حياة الجنين في مراحل الحمل الأولى وتسمى هذه الحالة (Hyperthermea) (في هذه الحالة يجب التدخل بسرعة للحيلولة دون استمرار هذا الارتفاع في درجة الحرارة عن طريق استعمال كمادات الماء البارد وشرب سوائل بحجم كبير والخلود للراحة وإذا تحسنت صحة الحامل وانخفضت درجة الحرارة فعليها الانتظار فإذا عاودت الحرارة بالارتفاع أو لم تنخفض رغم كمادات الماء فإن الحامل يجب أن تستشير الطبيب قبل أن تصل إلى مرحلة الخطر الفعلي). اضطراب الهرمونات زيادة في مستوى هورمون بروجستيرون هو من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث في جسد المرأة الحامل ويجعلها تشعر بحرارة الطقس وتعاني من الرطوبة أكثر من أي إنسان آخر لأنه يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وتكون معاناتها أشد والإرهاق والإنهاك الذي يحل بها أشد. فخلال فترة الحمل فإن هرمون بروجستيرون يزداد مستواه في جسم المرأة الحامل ويحدث تغيرات فسيولوجية (وظيفية) وكيميائية حيوية من أجل سلامة واستمرار الحمل وقد ثبت علميا أن هذا الهورمون يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وبالتالي تشعر بحر الصيف أكثر من أي إنسان آخر. ويفضل للحامل أن ترتدي الملابس القطنية الواسعة البيضاء فهي تعكس موجات الحرارة وتقلل المعاناة من الحر وعدم ارتداء الملابس ذات الألوان القاتمة.