حوّلوا المساحات العامة إلى ملكية خاصة دون عقود بارونات المواقف العشوائية يواصلون فرض قانونهم مازالت شوارع العاصمة تشتكي من غياب الحظائر المخصصة لركن السيارات رغم المشاريع المسطرة فالكثافة السكانية التي تشهدها مدن العاصمة وكثرة السيارات أضحت فرضيات تلح على توفير الحظائر لاسيما مع الشوارع الضيقة والغياب شبه الكلي للمساحات الشاغرة الأمر الذي قد يضطر البعض لركن سياراتهم بمحاذاة الأرصفة ليجدوا أنفسهم ضحية حراس وهميين يدعون أن المكان ملك لهم ويجبرون أصحاب السيارات على الدفع وإلا تطورت الأمور إلى اعتداءات وضرب. ي.آسيا فاطمة حرفة حراسة المواقف العشوائية أو كما يفضل البعض تسميتها (الباركينغور) هي حرفة يستغلها الشباب العاطل عن العمل والذي لا يكبد نفسه عناء البحث عن عمل أو احتراف أي صنعة تضمن له قوت يومه فهي ببساطة لا تتطلب إلا الوقوف في الشوارع والأرصفة والإدعاء أن المكان ملك لهم وعلى كل من يريد ركن سيارته أن يدفع لهم مقابل حراستها عند المغادرة وهم يجبرون الكل على الدفع مهما كان سبب التوقف وحتى ولو كان لمدة قد لا تتجاوز 5 دقائق. حجة البطالة (البطالة هي السبب) عبارة تترد على أفواه هؤلاء فهم يدعون أنهم يسعون لتحصيل رزقهم من وراء حراستهم السيارات ولكن الغريب أنهم يطلبون مالا خلف مهنة خيالية ابتدعوها لأنفسهم ودون أي إذن مسبق وهو ما سرده لنا الشاب نوفل الذي كان يحرس (الباركينغ) بالقرب من مقر سكناه وتحديدا أمام واجهة المحلات وجدناه يجبر أحد الزبائن على الدفع ولما حاولنا سؤاله عن أسباب احترافه لتلك المهنة بطريقة عشوائية قال بأنه شاب عاطل عن العمل ولا يملك أي شهادة تؤهله -للبحث عن عمل- على حد رأيه وهو يرى أن عمله هذا مناسب جدا له وعند سؤالنا له عن بعض المشاكل التي يصدم بها السائقون مع بعض حراس الباركينغ رفض الخوض معنا في الحديث واتجه لأحد الزبائن ليساعده على الخروج بسيارته. العصي رفيقهم الدائم وما لاحظناه أثناء اقترابنا من فئاتهم صفة العنف التي يلتزم بها بعضهم وإن لم تقل أغلبهم ما يظهر من حملهم الدائم للعصي كسلاح للدفاع عن السيارات أو التي من المفروض أن تكون لهذا الغرض ولكن بعض الشباب يلوحون بها لترهيب الذين لا يرغبون في الدفع لهم فمن وجهة نظرهم أن هذا غير قانوني وخصوصا وأنهم لا يملكون أي رخصة أو أي شيء يؤهلهم لممارسة هذا العمل وقد سبق للكل أن لاحظوا مدى استعداد هؤلاء للدخول في أي عراك كلامي أو حتى جسدي كل هذا مقابل الحصول على بعض المال لقاء خدمة وهمية يدعونها وطالت مصائبهم حتى الأطفال الصغار بحيث سجلت اعتداءات خطيرة ضدهم كجزاء لامتناع الأب عن دفع مبلغ الباركينغ بحيث يتم الاعتداء على الأطفال الصغار وإلحاقهم عاهات وتشوهات انتقاما من السائق الذي رفض الدفع آخرها كانت القصة الأليمة التي تداولتها مواقع التوصل الاجتماعي وهي مأساة الطفلة رحمة البالغة من العمر 20 شهرا من ولاية عنابة تم الاعتداء عليها مؤخرا بسكين في وجهها بعدما رفض أبوها دفع ثمن الباركينغ وهو غير مرخص به في الطريق العام فما كان على ذلك الوحش إلا الاعتداء على الطفلة البريئة على مستوى خدها حيث كان يحملها أبوها في يده لغاية الانتقام منه. وآخرون يتحايلون بقمصان خاصة أما آخرون فقد أرادو أن يعطوا للناس انطباعا على أنهم يملكون ما يلزم لممارسة هذه المهنة من خلال ارتدائهم لسترة العمل والتي تتميز بلون فاقع حتى يبدون منظمين أكثر وهم لا يختلفون كثيرا عن سابقيهم ولكن المختلف هنا هو الأسلوب فمنهم من اعتمد المواجهة المباشرة وآخرون وجدوا من التحايل سبيلا وتقمصوا الأدوار لتمويه الناس. وما يمكن قوله أنه مهما كانت ظروف المرء فهي لا تبيح له التحايل على الناس لتحقيق المنفعة الشخصية فبدل من ممارسة حرفة الباركينغور وأذية البعض للناس كان على هؤلاء الشباب البحث عن فرص عمل شريف من أجل الاسترزاق وليس مباغثة الناس عبر الشوارع من أجل التعدي عليهم والانقضاض على جيوبهم.