سجّلت ارتفاعا كبيرا قبل أسابيع قليلة من عيد الأضحى *** تواصل أسعار المواشي ارتفاعها تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وهو الارتفاع الذي يثير سخط المواطنين وحيرة كثير من الراغبين في اقتناء أضحية وفي المقابل يقدّم بعض العارفين بخبايا سوق الماشية بالجزائر جملة من التفسيرات والأسباب التي يرون أنها تقف وراء هذا الارتفاع الفاحش. تفصلنا أقلّ من أربعة أسابيع عن حلول عيد الأضحى وهي مناسبة يتعامل معها الجزائريون على غرار كلّ المسلمين بكثير من الاهتمام والتقديس ويتجلّى ذلك في حرصهم على أداء شعيرة التضحية وهو ما يستغلّه كثير من التجّار والمضاربين الذين أشعلوا النّار في أسعار المواشي. وتزامنا مع اقتراب عيد الأضحى تعرف السوق الجزائرية ارتفاعا محسوسا في سعر الماشية مقارنة مع السنة الماضية بحوالي 15 بالمائة حيث وصل سعر الكبش المتوسّط الحجم إلى ما بين 45 و50 ألف دينار جزائري كما تراوح سعر النعجة بين 40 و45 ألف دينار جزائري وهذا هو تقريبا المعدل السائد في معظم الأسواق. وقد أرجع الموّالون هذا الارتفاع إلى الظروف الطبيعية خاصّة مع الأمطار الأخيرة التي شهدتها المناطق الداخلية والتي أدّت بدورها إلى رفع الأسعار إضافة إلى الجفاف والحرائق التي أتلفت فيها العديد من الهكتارات على المستوى الوطني الأمر الذي أثّر على الموّالين الذين أنفقوا الكثير من المال من أجل شراء العلف لماشيتهم خاصّة مع نقص الأعلاف في السوق الوطنية. وأشارت مصادر أخرى إلى أن تهريب المواشي إلى خارج الوطن ساهم في ارتفاع أسعارها في السوق الجزائرية من خلال العجز الذي سجّلته هذا العام. ورغم ما أكّدته الحكومة من أن الإنتاج الوطني من الخرفان والكباش يكفي لتغطية الطلب على المستوى الوطني إلاّ أن المضاربة طغت على الحياة اليومية للمواطنين ودفعت العديد من التجّار إلى المتاجرة في المواشي من أجل الربح على حساب العائلات الجزائرية التي وجدت نفسها مجبرة على شراء كبش العيد تحت ضغط أبنائها. ويبقى السؤال مطروحا في ظلّ الخلل الذي يكمن في السياسة الإنتاجية التي تحتاج إلى الكثير من الدراسة والمراجعة خاصّة مع قرار الدولة القاضي بغلق الأسواق التي تعوّد الموّالون على زيارتها كلّ أسبوع لبيع مواشيهم ومع هذا يجد المواطن الجزائري نفسه مجبرا على التكيّف مع الوضع خاصّة وأن أضحية العيد هي شعيرة من شعائر الإسلام كما أن موعد عيد الأضحى يتزامن مع الدخول الاجتماعي وبعد فترة الصيف وفي ظلّ الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.