كشف نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والأفريقية، "حسين أمير عبد اللهيان" النقاب عن جولة ثالثة يقوم بها وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" لدول المنطقة والدول العربية، وقال "عبد اللهيان" إن "ظريف" بدأ جولة تشمل تونسوالجزائر، وأضاف أن "ظريف" سيلتقي نظيره الجزائري لتبادل وجهات النظر ، وتابع أن تعزيز العلاقات مع دول الجوار والمنطقة والدول الإسلامية يشكل أولوية للجهاز الدبلوماسي الإيراني، كما أنه من المقرر أن يبحث "ظريف" مع كبار المسؤولين في الجزائر العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ومن ضمنها التركيز على المسار السياسي لحل قضايا سوريا واليمن وليبيا.... هذا و انتقلت العلاقات الإيرانيةالجزائرية من النقيض إلى النقيض، حيث كانت تسود علاقات وطيدة بين البلدين في عهد الرئيس الراحل "هواري بومدين"، ورعت الجزائر توقيع شاه إيران "محمد رضا بهلوي" ونائب الرئيس العراقي حينذاك "صدام حسين" على الاتفاق الشهير بين إيران والعراق سنة 1975، والمشهور ب"اتفاقية الجزائر"، والتي وضعت حدًا للخلاف الحدودي بين البلدين. مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979، لقت ترحيبًا من طرف الجزائر، وقد زار الرئيس الجزائري حينها "الشاذلي بن جديد" إيران سنة 1982، كما كانت الجزائر تلعب دور راعية المصالح الإيرانية في واشنطن وذلك بعد قطع العلاقات الدبلوماسية الإيرانيةالأمريكية سنة 1980، وهو الدور الذي نجحت فيه الجزائر بشكل كبير، حيث تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من التوصل إلى اتفاق مع إيران أفرجت فيه الأخيرة عن رهائن في السفارة الأمريكيةبطهران. بعدها اتهمت الحكومة الجزائرية في عهد "رضا مالك" إيران بدعمها السياسي والإعلامي للجبهة الإسلامية للإنقاذ، وانتهى الأمر إلى قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في مارس عام 1993، واتهام طهران بالتدخل في الشئون الداخلية الجزائرية، . و استمرت فترة القطيعة الجزائريةالإيرانية من عام 1993 إلى عام 1999، إلى أن شهدت إيرانوالجزائر مجيئ زعيمين جديدين، عندما صعد الرئيس "محمد خاتمي" لرئاسة جمهورية ايران في ماي 1997، ثم وصول الرئيس "بوتفليقة" إلى الرئاسة سنة 1999. في سبتمبر عام 2000 عادت العلاقات من جديد، وترسخت في عهد الرئيس الحالي "عبد العزيز بوتفليقة"، وتم إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي أكتوبر عام 2001 تبادلت البلدين السفراء من جديد ليعود التمثيل الدبلوماسي إلى طبيعته. و في أكتوبر عام 2003 زار الرئيس "بوتفليقة" إيران، كما زار الرئيس الإيراني السابق "محمد خاتمي" الجزائر في أكتوبر عام 2004، وكان بذلك أول رئيس إيراني يزور الجزائر منذ الثورة سنة 1979، وقد أعلنت إيران عن دعمها سياسة "بوتفليقة" الساعية إلى المصالحة الوطنية. و تكثفت الاتصالات واتسعت العلاقات وتبادلت البلدين الزيارات، فقد زار وزير الشئون الخارجية الإيراني "منوشهر متكى" الجزائر في أوت عام 2006، كما زارها مسؤول الملف النووي الإيراني "علي لاريجاني" في جوان من نفس العام، وقد تبادل البلدان العديد من الوفود السياسية والثقافية والمالية، وقد أقامت إيران أول معرض تجاري للصناعة الإيرانية في الجزائر في ماي 2006. و مع توقيع الاتفاق النووي الإيراني، كانت الجزائر من ضمن الدول العربية التي عبرت عن ارتياحها لتتويج الاتفاق التاريخي، وأوضحت الخارجية الجزائرية حينها أن الأمر يتعلق ب"فوز كبير للدبلوماسية والحوار كون هذا الاتفاق يشكل خيارًا حاسمًا لصالح السلم والأمن الدوليين، وما سيوفره من آفاق للاستقرار والتنمية لبلدان وشعوب المنطقة".