شهدت العلاقات بين الجزائر وإيران تطورا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة سيما على المستوى السياسي إذ انتقلت من التطبيع إلى ''التفاهم المتبادل". وذكر مصدر دبلوماسي بالجزائر أن هذه العلاقات الثنائية ''شهدت مسار تطبيع بادر ببعثه رئيسا البلدين عام 2000 بنيويورك'' على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. ملفتا إلى أن هذا التطور ''قد ميزته'' زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتفليقة إلى طهران في شهر أكتوبر 2003 وتلك التي قام بها سنة بعد ذلك الرئيس السابق السيد محمد خاتمي إلى الجزائر. ويلاحظ المصدر الدبلوماسي أن ''مسار المشاورات السياسية منتظم منذ أكثر من سنة من خلال الزيارات التي قام بها ستة مبعوثين خاصين في سنة 2006 من بينهم السيد علي لاريجاني الذي كان يشغل حينئذ منصب الامين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني والسيد منوشهر متقي وزير الشؤون الخارجية الذي قام في شهر جوان 2007 بزيارة ثانية إلى الجزائر". وكان الهدف من هذه الزيارات يتمثل أساسا في إطلاع الجزائر على مختلف مراحل أزمة الملف النووي الإيراني والتأكد من دعم وتضامن الجزائر وكذا توفير الظروف المثلى لزيارة الرئيس أحمدي نجاد. فقام الرئيس الإيراني ''في هذا السياق المشجع'' بزيارة دولة إلى الجزائر في شهر أوت 2007 على رأس وفد هام. وأكد رئيسا البلدين بهذه المناسبة على إرادتهما المشتركة في إضفاء حركية جديدة على العلاقات الثنائية بهدف الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين. وطبقا لتوصيات رئيسي البلدين تم عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة يومي 13 و14 جويلية المنصرم في الجزائر. وقد تميزت أشغال هذه الدورة بإرادة الجانبين في إعطاء زخم أكبر للتعاون الثنائي وتحديد محاور تعاون جديدة. وهكذا شرعت المؤسسات الإيرانية التي تولي اهتماما كبيرا بالسوق الجزائرية في التموقع في الجزائر مغتنمة فرص الاتصالات العديدة التي أقامتها مع المتعاملين الجزائريين خلال زيارة وفد رجال أعمال إيرانيين في فيفري 2007 إلى الجزائر وخلال منتدى رجال الأعمال الجزائري-الإيراني الذي عقد في أوت 2007 بالجزائر على هامش زيارة الدولة التي قادت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الجزائر. هذا وأشادت صحيفه ''إيران'' أمس في مقال لها بالعلاقات الايرانية الجزائرية التي شهدت مرحلة متطورة منذ عام 1997 بعد استئناف العلاقات بين البلدين إثر التغييرات التي شهدها العالم الاسلامي خاصة بعد مؤتمر القمة الاسلامي الذي عقد بطهران، حيث أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقه عن رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع طهران. وأشارت الصحيفه إلى تبادل زيارات كبار المسؤولين في البلدين لكل من الجزائروطهران واجتماع الرئيس الجزائري في 8 سبتمبر عام 1999مع الرئيس الايراني آنذاك محمد خاتمي في الأممالمتحدة وتأكيد الرئيسين على رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين. وقالت ''إيران'' في مقالها إن تطابق وجهات النظر لمسؤولي البلدين في العديد من المواقف والدعم الذي قدمته الجزائر في المنظمات الدولية والإقليمية لطهران وفر الأرضية اللازمة لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات. وتطرقت الصحيفة إلى الجهود التي بذلها الجانبان لتعزيز العلاقات السياسية بينهما وقالت '' لقد بذل الجانبان جهودا كبيرة في استثمار الطاقات والامكانيات المتوفره في البلدين لتطوير العلاقات الاقتصاديه والتجاريه ..