الإسلام دين رحمة للعالمين هكذا يكون الحج ولادة جديدة من منا لم يتمنى أن تعود به الأيام ليرجع طفلًا صغيرًا على الفطرة ليتطهر من دنس ذنوبه وآثامه؟ .. من منا لم يتمنى ولادة جديدة لروحه ولقلبه لتشرق فيهما نور الإيمان والطاعة؟!. لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحج على المسلمين لتكون هذه الفريضة العظيمة بمثابة ولادة ثانية يعود بعدها المسلم كيوم ولدته أمه مطهرًا من كل ذنب ومعصية ارتكبها طيلة حياته ولكن بشرط ألا يرفث أو يفسق. وفي ذلك قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه). بل عد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أن الحج يهدم ما قبله من المعاصي والذنوب والآثام فقد جاء في الصحيح أن عمرو بن العاص رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليدخل في الإسلام وأراد أن يشترط على النبي صلى الله عليه وسلم أن يُغْفَر له الله ما قد سلف من ذنوبه التي اقترفها في شركه فذكر له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أمور كلها تكفِّر ما قبلها من الذنوب والخطايا يقول عمرو بن العاص: (لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يدك فلأبايعك فبسط فقبضت يدي فقال: مالك يا عمرو ؟ قلت: أشترط قال: تشترط ماذا ؟ قلت: أن يغفر لي قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله). ولعظيم فضل الحج ونفعه للمسلم فقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمتابعة بين الحج والعمرة والإكثار منهما لأنهما ينفيان الفقر والذنوب فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة). وقال كذلك: (العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة). وبذلك تكون ثمرة الحج المبرور أن يعود المسلم منه كيوم ولدته أمه لأنه قد تاب وأناب إلى رب العباد وأخلص فتطهر قلبه وأشرقت روحه فاستحق وعد الله له بأن من حج ولم يرفث ولم يفسق (المقصود ظاهرًا وباطنًا) رجع كيوم ولدته أمه.