حذر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" مائير داجان الذي أنهى ولايته الخميس من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن 90% من دول العالم لا توجد لدبها "قوة نيران" كالتي لدى حزب الله. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر أمس الجمعة إنه قبل أن ينهي داجان مهام منصبه ويسلم قيادة "الموساد" لخلفه تمير باردو الخميس تحدث في اجتماعات مغلقة حول أفكاره من القضايا المختلفة التي تواجهها إسرائيل وخصوصا إيران التي يعتبر أن برنامجها النووي يشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن داجان قوله في هذه الاجتماعات "إن الإيرانيين ما زالوا بعيدين جدا من القنبلة النووية وأن برنامجهم يتأخر مرة تلو الأخرى بسبب الوسائل التي يتم تنفيذها ضدهم، في إشارة إلى عمليات سرية عسكرية والكترونية". ورجح داجان عدم استطاعة إيران امتلاك قنبلة نووية قبل عام 2015. ووضع داجان خلال ولايته الموضوع الإيراني كمهمة مركزية "للموساد" وتم رصد جهد كبير للغاية ومليارات الدولارات في محاولة معرفة ما الذي تملكه إيران من خبرات ومواد تتعلق بالبرنامج النووي. وفيما يتعلق بحزب الله فإن داجان يقول إن 90% من دول العالم لا تمتلك "قوة نيران" كالتي يمتلكها حزب الله وأن ثمة احتمالاً، في حال نشوب حرب، أن تشارك سوريا في القتال وتوجيه ضربات شديدة للجبهة الداخلية الإسرائيلية وحذر من أن هذه الجبهة الداخلية ليست جاهزة لهجوم صاروخي مشترك. وتطرق داجان في المحادثات المغلقة إلى عماد مغنية، الذي اغتيل في فبراير العام 2007 في دمشق، ووصفه بأنه كان رئيس أركان قوات حزب الله وحلقة الوصل بين الحزب وبين إيران وسوريا وكان مسؤولا عن تفعيل القوة وبنائها. وأضاف إن اغتيال مغنية ألحق أضرارا كبيرة بحزب الله وتطلب الأمر أن يرثه أربعة أشخاص ما يدل على قوته وقدراته. وقال داجان إن حزب الله حاول الانتقام لمقتل مغنية من إسرائيل في عدة مواقع في العالم لكنه فشل في جميعها. وأضاف أنه على الرغم من أن ورثة مغنية الأربعة وبينهم أمين عام الحزب حسن نصر الله نفسه يحتلون مكانه ببطء إلا أن المخابرات الإسرائيلية ترى أن أداءهم يتحسن وأنه لا يوجد أحد في العالم ليس له بديل. وتحدث داجان في محادثاته الوداعية عن أنه يؤيد التوصل إلى سلام بين إسرائيل وسوريا لكن شرط أن يتم الانسحاب من هضبة الجولان مقابل نزع سلاح حزب الله وإلغاء اتفاقيات الدفاع والتعاون الإستراتيجي بين سوريا وإيران. وقال داجان إن الأردن يعتبر أنه لم يربح ما يكفي من اتفاقية السلام التي أبرمها مع إسرائيل، كما أن رئيس "الموساد" يعتقد أن النظام في مصر مستقر وسينجح في تمرير الحكم إلى زعيم آخر بعد الرئيس الحالي حسني مبارك بصورة منظمة. ورأى أن النظام المصري ينظر إلى المعارضة الداخلية على أنها تشكل خطراً، كما ينظر إلى الأحداث في السودان على أنها تشكل خطراً قد يؤدي إلى موجة هجرة لاجئين إلى مصر. ويرى داجان وجود خطر كبير في ترسانة الأسلحة النووية الباكستانية وأنها قد تتسرب إلى أيدي إسلاميين راديكاليين.