ذكرت تقارير صحفية عبرية أن رئيس جهاز الموساد، مائير داجان، يمر هذه الأيام بظروف عصيبة، إذ لم يزل شبح محمود المبحوح، القيادي في حركة حماس الفلسطينية، الذي اغتاله الموساد بدبي في شهر جانفي الماضي، يلاحق القيادات الإسرائيلية من قبره. وأضافت التقارير أن قاسما مشتركا يجمع بين اغتيال المبحوح، وطرد الممثلين الإسرائيليين من عدد من الدول على خلفية الجوازات المزورة في عملية الاغتيال، مرورا بعدم جمع معلومات عن السفينة التركية مرمرة وانتهاء باعتقال رجل الموساد في بولندا، آروي برودوتسكي. وكشفت مصادر سياسية إسرائيلية لصحيفة ''يديعوت أحرونوت'' العبرية، أن القاسم المشترك هو الغطرسة والاستعلاء التي تميز جهاز الموساد تحت إمرة داجان الذي اختير من قبل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ''رجل العام''، وبأنه الرجل الأسطورة. وطالبت شخصيات عالية المستوى في المنظومة الأمنية في إسرائيل، لم تذكر اسمها عبر الصحيفة، داجان، بالاستقالة من منصبه وتحميله مسؤولية فشل إسرائيل في قضية المبحوح، وللتدليل على ذلك، أكدت المصادر عينها، أنه في العام 1997 عندما فشل الموساد في عملية اغتيال رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، قدم رئيس الموساد آنذاك، داني ياتوم، استقالته من منصبه، وبالتالي على داجان، أن يحذو حذو ياتوم. وحسب ما ذكرت صحيفة ''عكاظ'' السعودية، أكدت ''يديعوت'' أن داجان لا ينوي الاستقالة، ولكن عقب اعتقال برودوتسكي في بولندا قرر نتنياهو عدم تمديد فترة رئيس الموساد الحالي، والذي تنتهي ولايته أواخر العام الجاري، لافتة إلى أنه في الأسابيع القليلة المقبلة ستتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بتعيين رئيس جديد للموساد. وتابعت، إنه ورغم من العمليات الأخيرة الفاشلة للموساد، ما من شك بأن داجان الذي ترأس منصبه في العام 2002 أحدث تغييرات جوهرية في الموساد، وحوله إلى جهاز عملياتي مهم، مقارنة مع ذي قبل، إذ ركز أعماله في قضيتين مصيريتين بالنسبة للأمن القومي في الدولة العبرية: البرنامج النووي الإيراني ومحاربة ''الإرهاب'' خارج إسرائيل، ومن المعروف أن داجان أنهى خدمته العسكرية التي استمرت 32 عاما برتبة جنرال قبل أن يقوم رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، أرييل شارون، قبل سبع سنوات بتعيينه رئيسا للموساد خلفا لإفرايم هاليفي. وترى مصادر إسرائيلية أن الموساد في عهد هاليفي وسلفه كان قد تحول إلى نوع من الجهاز الأكاديمي ومني بالعديد من الإخفاقات العملياتية وأبرزها الفشل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان، واعتقال عملاء الجهاز يزرعون أجهزة تنصت على السفارة الإيرانية في قبرص، حينها غدا الموساد في نظر الكثيرين ''ليس نمرا مفترسا وإنما قطة أليفة''، ولم تكن بداية عمل داجان في الموساد واعدة، إذ ظهر الفشل الإسرائيلي عندما اعترفت ليبيا للولايات المتحدة وبريطانيا بما كان قد وصل إليه مشروعها النووي، ولم يكن للموساد علم بذلك، ولكن سرعان ما شرع داجان بموجة اغتيالات في لبنان ضد ناشطين في المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ثم جاءت بعد ذلك الغارة الجوية الإسرائيلية على منشأة وصفت بأنها نووية في منطقة دير الزور في شمالي سوريا وبعد ذلك اغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق، في نهاية هذا العام، ينهي داجان خدمته في الموساد، وحتى الآن ليس معروفا الشخص الذي سيتولى خلافته، ولكن من الآن فصاعدا تتجه الأنظار إلى الخليفة المحتمل.