(حماس) تدعو إلى النفير العام يوم الجمعة الأقصى يقاوم وحيدا.. مدير أوقاف القدس: (قوّات الاحتلال وصلت بأحذيتها وعتادها إلى منبر المسجد) واصل الاحتلال اعتداءاته في حقّ الفلسطينيين والمسجد الأقصى مكرّسا التصعيد غير المسبوق منذ عام 1969 الذي بدأه منذ فترة في إطار التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الذي يعتبر أحد رموز القضية الفلسطينية. لليوم الثالث على التوالي اقتحم عناصر من قوّات الاحتلال باحات الأقصى وأطلقوا المئات من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المعتكفين في المسجد. واستباح المئات من عناصر القوّات الخاصّة باحات المسجد الأقصى وطردوا المصلّين والمواطنين المتواجدين في باحات المسجد فيما اعتصم العشرات من المعتكفين داخل المسجد القبلي رافضين الخروج وتسليم أنفسهم لقوّات الاحتلال ممّا أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة. وإزاء كلّ تلك الاعتداءات جاءت الردود العربية والدولية محدودة وضعيفة ولم تشكّل ضغطا يذكر على الاحتلال لإيقاف اعتداءاته وحملته لتهويد المقدّسات. * طرد المرابطين.. منع الصلاة.. إصابات وانتهاكات أدان مدير المسجد الاقصى الشيخ الكسواني الاقتحامات المتكرّرة للمسجد الأقصى يوم أمس واليوم وقال: (هذه تدلّ على نيّة مبيّتة ضد المسجد الأقصى ومحاولة فرض واقع جديد في المسجد بالقوّة). وكانت قوّات كبيرة من الشرطة اقتحمت المسجد الأقصى أمس واشتبكت مع المصلّين فيه ما أدّى إلى إصابة عدد من المصلّين. وتتزامن هذه الاقتحامات مع حلول عيد رأس السنة العبرية حيث دعت جماعات يهودية إلى اقتحام المسجد. من جهته قال الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن قوّاتا من الشرطة الإسرائيلية وصلت بأحذيتها وعتادها إلى منبر المسجد الأقصى. وأضاف الشيخ الخطيب في اتّصال عبر الهاتف مع وكالة (الأناضول) للأنباء من داخل المسجد: (لقد وصل عناصر من الشرطة بأحذيتهم وعتادهم إلى منبر صلاح الدين [منبر المسجد]) ويتواجد منبر صلاح الدين في داخل المسجد القبلي المسقوف وتابع: (هذا أمر خطير للغاية وهو يحدث للمرّة الثانية منذ الاحتلال للمسجد عام 1967 حيث كانت المرة الأولى في شهر نوفمبر من العام الماضي) وذكر أن قوّات الشرطة غادرت المنطقة بعد وقت قصير من الوصول إليها حيث تتواجد في محيط المسجد القبلي. وأشار الشيخ الخطيب إلى أن (قوّات الشرطة اعتدت على بوابات المسجد القبلي المسقوف ودمّرت عددا من الزجاج الأثري في المسجد) وقال: (هذه أمور مرفوضة ومستهجنة فالجانب الصهيوني يعمل على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى لإدخال المتطرفين اليهود إليه). وتستهدف الشرطة من خلال اقتحاماتها المتكرّرة للمسجد إخلاءه من جماعات (المرابطين والمرابطات) الذين أعلن وزير الدفاع موشيه يعالون عنهم الأسبوع الماضي (تنظيما غير مشروع). وقد رفض الفلسطينيون القرار وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في خطبة الجمعة الأخيرة في المسجد: (من على منبرالمسجد الاقصى المبارك نعلن بوضوح وبصوت عال للقاصي والداني وللعالم أجمع أن القرار الذي أصدره ما يسمّى وزير الدفاع الإسرائيلي هو قرار عنصري جائر وظالم جملة وتفصيلا ولن نقر به ولن نتعامل معه). والمرابطون والمرابطات هم مصلّون من القدس الشرقية والفلسطينيون القاطنون داخل إسرائيل (يعرفون محلّيا ب (عرب إسرائيل) أو (فلسطينيو الداخل) ويتواجدون في المسجد الأقصى بهدف منع المستوطنين اليهود من اقتحامه وأداء طقوس دينية يهودية فيه. وعادة ما تتمّ اقتحامات عناصر الشرطة للمسجد الأقصى في الساعات الأولى من الصباح بهدف إفراغه من المرابطين توطئة لتمكين مستوطنين من دخوله بحماية عناصر الشرطة. ويقول الفلسطينيون إن دولة الكيان تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود وهو ما يرفضه المسلمون ويرون فيه مساسا بحقّهم الديني. * أمريكا تساوي المعتدي بالضحية ندّدت الولايات المتّحدة ب (كلّ أعمال العنف) خلال اليومين الأخيرين في باحة المسجد الأقصى داعية الاحتلال والفلسطينيين إلى تجنّب أيّ (عمل استفزازي). وأعرب المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي عن (القلق الشديد) للولايات المتّحدة وناشد الطرفين (الحفاظ على الوضع الراهن) في باحة المسجد الأقصى القائم منذ عام 1967. وأضاف كيربي في بيان: (ندين بقوّة كلّ أعمال العنف إن التزام كل الأطراف المعنيين بضبط النفس وامتناعهم عن أيّ عمل وخطاب استفزازي هو أمر مطلوب بإلحاح). وكان وزير الزراعة أوري أرئيل قد اقتحم برفقة عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك أمس الأحد وسط حراسة أمنية مشدّدة ممّا أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبّان المرابطين في المسجد. وتجدّدت الاشتباكات وأدّت إلى وقوع 24 إصابة وفق مصادر طبّية فلسطينية. ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى (النفير العام يوم الجمعة المقبل نصرة للمسجد المبارك) وأوضحت في بيان أنها (تستنفر كافّة أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين وكلّ أماكن تواجده للمشاركة الواسعة في هبّة يوم الجمعة المقبل ولإشعال المواجهات في وجه الاحتلال الذي يحاول فرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى). * الرئاسة الفلسطينية: قرارات (هامّة) ردّا على انتهاك الأقصى اعتبر المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس الثلاثاء أن (استمرار الاقتحامات والاستفزازات اليومية في مدينة القدس المحتلّة واستمرار استخفاف الكيان بالمشاعر الدينية الفلسطينية والعربية ستكون له عواقب وخيمة) مشيرا إلى أنه سيتمّ اتّخاذ الإجراءات المناسبة واللجوء إلى قرارات هامّة. وأشار أبو ردينة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إلى أنه (يجب على دولة الاحتلال عدم الاعتقاد أنها تستطيع استغلال الضعف العربي). وأكّد المسؤول الفلسطيني أن مواصلة الكيان اعتداءها السافر على المسجد الأقصى المبارك وتجاهلها كلّ الدعوات العربية والدولية لوقف هذا التصعيد يستدعي تحرّكا عربيا وإسلاميا ودوليا ضد هذه (الحرب الدينية التي فرضتها دولة الاحتلال والتي ستجرّ المنطقة إلى حروب لا تنتهي) على حدّ قوله كما لفت إلى أن الرئيس محمود عباس أجرى سلسلة من الاتّصالات وبعث برسائل هامّة إلى الأطراف كافّة طالب فيها بمواقف مشتركة وجادّة لحماية القدس والمقدّسات قبل فوات الأوان. إلى ذلك رأى أبو ردينة أن (التراخي الدولي والانحياز الأمريكي ستكون له نتائج سلبية على المنطقة) لافتا إلى أن (استمرار الانقسام شجّع إسرائيل على التمادي والاستخفاف بالشعب الفلسطيني لأن الانقسام حوّل الصراع ضد الاحتلال إلى صراع داخلي استفادت منه دولة الكيان).