بقلم: فراس الزوبعي* على الرغم من أن دخول روسيا الحرب في سوريا بشكل رسمي وبغارات جوية كان مفاجأة من العيار الثقيل على أمريكا وباقي دول التحالف إلا أنها لم ولن تكون المفاجأة الوحيدة فهي مفاجأة تترتب عليها مفاجآت أخرى وأولها جاء من الأمريكيين الذين أعلنوا وقف عملياتهم ضد تنظيم الدولة (داعش) في الأنبار العراقية فأعلنوا لذلك أسباباً والحقيقة أمر آخر. عبر الدائرة المغلقة من بغداد صرح الكولونيل ستيف وارن المتحدث الرسمي بإسم العمليات الأمريكية ضد تنظيم الدولة في العراق للصحفيين (توقف العمليات لاستعادة السيطرة على الأنبار من أيدي مقاتلي تنظيم الدولة) وقد وضع المتحدث الرسمي مجموعة أسباب( أولها درجات الحرارة القاسية خلال موسم الصيف الحالي وثانيها الطريقة التي يدافع بها التنظيم عن المدينة فالتنظيم وضع أشرطة دفاعية حول المدينة ونشر متفجرات يدوية الصنع على مساحات واسعة تؤمن بتغطية نارية مما يجعل المعركة صعبة وثالثها أنهم أي الأمريكيين لم يدربوا القوات الحكومية العراقية بعد إحتلالهم للعراق وحلهم للجيش العراقي على الحروب التقليدية ودربوه على حرب المتمردين لذلك لن تستطيع هذه القوات مواجهة التنظيم الآن). وبمجرد النظر إلى الأسباب التي قدمها يتبين لنا أنها ليست الأسباب الحقيقية وراء وقف العمليات فبالنسبة لحرارة الجو نحن في شهر أكتوبر وهو الشهر الذي تبدأ درجات الحرارة فيه بالانخفاض في العراق وأشد الأيام حرارة تكون في شهري يوليو وأغسطس ومع ذلك كانت تحضيرات الأمريكيين مستمرة في تلك الأشهر ثم إن العراقيين متعودين على العمل في كل أشهر السنة أما قضية إمكانات التنظيم في الدفاع عن الرمادي فهي ليست بالجديدة ومنذ أن سيطروا على الرمادي لم تتمكن الميليشيات والقوات الحكومية من إختراقها والقوات الأمريكية تعلم ذلك جيداً لذلك هناك سبب آخر. إيقاف عمليات إستعادة الأنبار هو الآخر مفاجأة من جانب الأمريكيين ولعل توقيتها يكشف ما وراءها فقد جاءت مباشرة بعد ضربات روسيا الجوية في سوريا وبعد إعلان روسيا وإيران وسورياوالعراق تشكيلهم لغرفة عمليات مشتركة في بغداد في محاولة لسحب البساط من تحت الأمريكيين وإيقاف العمليات إجراء سبقه إجراء آخر قبل هذه الأحداث عندما طردت القوات الأمريكية ميليشيات الحشد الشعبي من مناطق الأنبار والمناطق القريبة منها واعتبرتهم غير مرغوب بهم كذلك وصف المتحدث لطبيعة قتال التنظيم بأنه (حرب تقليدية) يعني أن التنظيم بات يشبه الجيوش النظامية كل ذلك يدل على أن الأمريكيين يخففون الضغط عن تنظيم الدولة في مناطق العراق ليسمحوا له بالتفرغ لمواجهة روسيا في سوريا وهذا هو السبب الحقيقي وراء وقف العمليات. كل ما يحدث من حولنا يؤكد مجدداً أن الحرب القادمة في منطقتنا ليست حربنا ونحن لسنا أطرافاً فيها وأن أطراف هذه الحرب يريدون استخدامنا فيها فقط.