باشرت القوات العراقية المدعومة بالمليشيات الشيعية ومقاتلي العشائر أمس، هجوما مضادا؛ في محاولة لطرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذين بسطوا سيطرتهم على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. وشن الجيش العراقي هجومه ستة أيام بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي الواقعة على بعد 100 كلم إلى غرب العاصمة بغداد. وشكّل ذلك أكبر انتكاسة لوحدات الجيش النظامي، وأثار قلق المجموعة الدولية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمم المتحدة. واسترجعت القوات العراقية بعض المواقع التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من مدينة الرمادي؛ حيث أكدت تحريرها لمنطقة الحصيبة الواقعة على بعد سبع كيلومترات من مركز هذه المدينة الاستراتيجية. وشهد الهجوم المضاد مشاركة مختلف القوى الأمنية والعسكرية العراقية من شرطة محلية وفدرالية وقوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية وقوات الجيش النظامي، إضافة إلى المتطوعين من الشيعة ومسلحي القبائل السنية. وتأتي العملية العسكرية أسبوعا بعد طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات "الحشد الشعبي" المشكّلة من مليشيات شيعية، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار بعد سقوطها بين أيدي مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي. يُذكر أن المليشيات الشيعية بقيت بعيدة عن محافظة الأنبار ولم تشارك في أي عملية عسكرية قادها الجيش العراقي فيها؛ بسبب الحساسية الموجودة بين الشيعة والسنّة وتفادي وقوع أي اصطدام بينهما. وهو ما أثار عدة تساؤلات حول قدرة وخيارات الحكومة العراقية في مواجهة التنظيم المسلح، الذي أكدت تقارير إعلامية أنه أصبح قريبا من العاصمة بغداد. واستعادت القوات العراقية روح المبادرة العسكرية ضد مسلحي تنظيم "داعش" في وقت حقق مقاتلو التنظيم مزيدا من الانتصارات في سوريا بعد أن دخل مدينة تدمر الأثرية الواقعة وسط سوريا. تطور أثار قلق مجلس الأمن الدولي، الذي عبّر عن انشغاله العميق لبقاء آلاف العائلات بهذه المدينة التاريخية، وأكد على ضرورة هزم هذا التنظيم، الذي استطاع في ظرف وجيز الاستقواء وفرض منطقه على نصف الأراضي السورية ومناطق شاسعة من العراق. والسؤال المطروح: كيف يمكن هزم هذا التنظيم الذي عجزت ضربات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة سواء في العراق أو في سوريا، عن كبح تقدمه ومواصلة زحفه لإقامة خلافته الإسلامية المزعومة؟