يعتزم وزراء من الدول الغربية والدول العربية التي تتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" دعوة العراق، الثلاثاء، إلى تعزيز مشاركة السُّنة، بينما يعيدون تقييم إستراتيجيتهم ضد المتمردين بعد انتكاسات كبيرة. ويضم الاجتماع الذي يعقد في باريس حوالي 20 وزيراً من دول بينها السعودية وتركيا وسيركز على مساعدة العراق في التغلب على أكبر هزيمة عسكرية منذ حوالي عام، والتي سقطت فيها الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي تبعد 90 كيلومتراً فقط إلى الغرب من العاصمة بغداد. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: "الرمادي كانت ضربة كبيرة.. لن نغير أساسيات إستراتيجيتنا - الضربات الجوية ودعم القوات العراقية - لكن من الأهمية بمكان أن يكون الجميع في العراق جزءاً من الحرب ضد الدولة الإسلامية". وفي حين يعمل المتمردون على تعزيز مواقعهم يجب على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو شيعي، أن يحاول إقناع العشائر السُّنية بأن تنضم إلى القتال ضد "داعش" وهو أمر سعى جاهداً للوفاء به على الرغم من وعوده بالحكم دون إقصاء لأحد. وينبغي أيضاً على العبادي الذي يشارك في رئاسة الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن يظهر أن بإمكانه السيطرة على ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية القوية التي يعتمد عليها والتي أثارت انتهاكاتها السابقة غضب السُّنة من حكومته. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، "ليس هذا الاجتماع كالمعتاد.. نجتمع في أعقاب الأحداث في الرمادي. جئنا لنناقش رئيس الوزراء العبادي في خطته.. لتحرير الرمادي ومحافظة الأنبار". وأكد المسؤول، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيشارك في الاجتماع عن بعد نظراً لإصابته بكسر في ساقه في فرنسا يوم الأحد. وقال المسؤول، إن أحد النقاط المحورية ستكون مناقشة العبادي في الجهود المبذولة لحشد مقاتلي العشائر السُّنة ضد "داعش". وأضاف المسؤول "منذ تم الإعلان عن هذه الخطة (بعد سقوط الرمادي) التحق 800 من مقاتلي العشائر كمتطوعين للخدمة أو مقابل مرتبات من الدولة أو دعم بالسلاح للخروج والمشاركة في القتال إلى جانب قوات الأمن العراقية". ومن المقرر أن يراجع الاجتماع أيضاً كيف يحقق التحالف هدفه وهو "خنق" تنظيم "داعش" من خلال إجراءات تشمل ضربات جوية في سوريا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وقطع التمويل وتقديم المساعدات الإنسانية والتصدي للجماعة على الإنترنت وتحقيق الاستقرار في المناطق العراقية التي تضررت بسبب القتال. وقبيل الاجتماع مع العبادي سيجتمع فابيوس مع مجموعة صغيرة من الوزراء لمناقشة الوضع في سوريا في أعقاب سيطرة "داعش" على مدينة تدمر بينما يبدو أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتعرض لانتكاسات. وسيناقش الاجتماع جهود استئناف محادثات السلام المتوقفة ومساعدة تركيا في تأمين حدودها التي يخضع بعضها لسيطرة "داعش" في سوريا. كان فابيوس قال للنواب الأسبوع الماضي: "لا يوجد حل عسكري دون التوصل إلى حل سياسي".