(النتن- ياهو) يعلن الحرب في (الفايس بوك) ويمنع الأغاني الوطنية الصهاينة يكتسحون مواقع التواصل للبحث عن الفدائيين أمام تزايد عمليات المقاومة بالسكاكين في الآونة الأخيرة لم يعد الاحتلال يكتفي بقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم على الأرض بل باتت أعينه مصوّبة نحو نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد واستباق مخطّطاتهم لمقاومة الاحتلال. أفادت مصادر بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بتشكيل طاقم ممّن يجيدون اللّغة العربية لمراقبة الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي وكشف نواياهم قبل تنفيذ عمليات ضد الاحتلال. وأوضحت الإذاعة أن هذه التعليمات تأتي بناء على ما كتبه عدد من منفذي العمليات على صفحاتهم الشخصية قبيل تنفيذها. * حرب فايسبوكية يقول المقدسي حسام عابد إن دولة الكيان لا تتجسّس على من ينوون تنفيذ عمليات فقط بل على جميع الفلسطينيين لأنها لمست تعاطف العالم مع ما يحدث من انتهاكات في حقّهم من خلال ما يُنشر من صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي (هناك محاولة للوصول إلى الناشطين والمحرّكين للشارع). ويرى عابد أن القرار يعتبر تعديا على الحرية الفردية لكنه يستبعد إحكام القبضة على مستخدمي فيسبوك قائلا: (هناك طرق للتحايل على مراقبة الفيسبوك من ضمنها استخدام هواتف غير تابعة لشركات الاتصالات الصهيونية وتزويدها بخدمة الأنترنت واستخدام حسابات وأسماء مستعارة عندها ينشر كلّ شخص ما يريد بحرية وهكذا سترتفع وتيرة التحريض التي تخشاها دولة الاحتلال). وأشار عابد إلى أن دولة الاحتلال يمكن أن تعاقب الناشطين في غير مواقع التواصل الاجتماعي إذ أنها (عندما تعجز عن إدانة الشخص على ما يكتبه في موقع الفايس بوك تلجأ إلى معاقبته بوسائل أخرى كالإبعاد عن القدس أو تفعيل أمر هدم لمنزله كان قد صدر في الماضي ولم يُنفذ لمجرد أنه ناشط). وحول تركيز نتنياهو على دور وسائل التواصل الاجتماعي في الأحداث الراهنة قال الصحفي والباحث خلدون البرغوثي إن سرعة تناقل الأخبار والصور وإظهار التأييد للعمليات تحديدا وما يخلقه ذلك من حالة شحن ضد الاحتلال يلفت نظر أجهزة الأمن لهذه الظاهرة وتابع أنه (قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كانت إسرائيل ترصد وسائل الإعلام الفلسطينية -خاصة ما تسميه: التحريض- لدرجة أن نتنياهو شكا ذات مرة للإدارة الأميركية ذلك وحمل ملفا فيه اقتباسات من الإعلام الفلسطيني والهدف من ذلك قمع أية حالة انتقاد للاحتلال في محاولة لحرف الأنظار عن حقيقة أن الفلسطينيين شعب يعيش تحت الاحتلال وله الحق في مقاومته إلى اتهامه بالتحريض ضد إسرائيل). وعن السيناريو المتوقع بعد تعليمات نتنياهو الأخيرة قال البرغوثي: (قد تكون آلية الرقابة هي التي سيتم تطويرها بمعنى مراقبة المضمون من خلال كلمات معينة فالقلق ليس في المراقبة ولكن بما قد يترتب عليها) وأضاف: (هناك سوابق مثل اعتقال وسجن ناشطين مقدسيين بتهمة التحريض من خلال فيسبوك وقد تتصاعد هذه الحملة وتشمل كل من يضع منشورا أو تعليقا قد يثير الشبهات لدى أجهزة أمن الاحتلال بأنه محرض أو يخطط لتنفيذ عمل ما وفي ظل تساوق النظام القضائي الإسرائيلي مع ما تطلبه أجهزة الأمن فإيجاد غطاء قضائي سريع للإجراءات هذه لن يكون عقبة أمام تنفيذها). * إجادة الاستخدام بدوره قال الصحفي المختص في الإعلام الاجتماعي محمود حريبات إن الاحتلال يدرك أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة مهمة في يد الفلسطينيين حيث يستخدمونها لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وحشد التأييد العالمي لها. وأشار حريبات إلى أنه يتم استخدام موقع فيسبوك أحيانا لنشر دعوات لمظاهرات في نقاط تماس معينة لكنه شدد على ضرورة إجادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يكون ما ينشره الشخص سببا في ملاحقته وإدانته. وضرب حريبات مثلا على سوء استخدام فيسبوك قائلا: (جميعنا نبحث عن حسابات الشهداء فور استشهادهم ونقوم بنشر ما كتبوه على صفحاتهم وهذا السلوك عزز لدى الاحتلال ضرورة ملاحقتنا عبر هذه المواقع فالمطلوب الوعي في استخدامها حتى لا نكون لقمة سائغة للاحتلال).