وجدت العديد من العائلات المقصاة من حي الرملي بجسر قسنطينة في الجزائر العاصنة نفسها تبيت في العراء على خلفية قرار (الطرد) الذي اتّخذته السلطات في حقّها حيث بات أفرادها يقضون لياليهم في الشارع وسط الظروف التي لا ترحّم وقد كان معظمهم متأسّفين من الوضع الذي آلوا إليه حيث ردّد معظم المقصيين أن يوم الترحيل كان بمثابة يوم أسود فالغالبية لم تحصل على السكنات بحجّة استفادتها من صيغ سكنية من قبل مردّدين: (المسؤولون حفرونا وحرمونا من السكن مع أننا لم نستفد من أيّ سكن والوثائق تثبت ذلك). اتّخذت العديد من العائلات المقصاة من الترحيل بحي الرملي الشارع كمأوى لها بعد أن هدمت السلطات مساكنهم وأثناء نزولنا إلى الشارع على خلفية الاحتجاجات التي نظّمتها العائلات المقصية من برنامج الترحيل أدان المحتجّون سياسة التهميش والإقصاء من قِبل المصالح المعنية وطالبوا بضرورة مراجعة قائمة المقصيين بحكم أنهم لم يستفيدوا من سكنات من قبل وأكّدوا أنهم يحوزون على ملفات قانونية تثبت ذلك وقالوا إنهم من أبناء العاصمة فقد أقاموا بها أكثر من ثلاثين سنة مضيفين أن كلّ أبنائهم يدرسون هنا فكيف للسلطات أن تطردهم بهذه الطريقة؟ وقد ناشدت العائلات المقصية المصالح المعنية التدخّل العاجل وترحيلهم إلى سكنات لائقة وضرورة انتشالهم هم وأطفالهم من برودة وقسوة الشارع خاصّة مع التقلّبات التي يشهدها الطقس في الأيّام القليلة ضف إلى هذا الوضع الذي وصل إليه أبناؤهم الذين حرموا من الدراسة منذ أيّام الأمر الذي سيعمل حتما على تضييعهم لامتحانات الفصل الأوّل. وأكّد معظم المقصيين في نفس الوقت أحقّيتهم في الاستفادة قائلين: (لنا الحقّ في الاستفادة من سكن لائق يحفظ لنا كرامتنا وعزّتنا بعد المعاناة التي مررنا بها لسنوات في بيوت لا تتوفّر على أدنى شروط الحياة).