الصالون الدولي للكتاب بالجزائر *** زوار يشتكون من غلاء أسعار الكتب المعروضة *** يواصل الصالون الدولي للكتاب استقطاب أعداد كبيرة من الجزائريين المتعطشين للاطّلاع على أحدث ما جادت به دور النشر العالمية والوطنية ووسط إقبال كبير وارتفاع ملحوظ للأسعار اشتكى منه كثير من الزوار سجل متتبعون تراجع حضور الكتب والإصدارات ذات الطابع الفكري حيث ركزت غالبية دور النشر الحاضرة على المشاركة بكتب ذات طابع تجاري. وإضافة إلى حرص المشاركين في الصالون على الطابع التجاري لمعظم الكتب المعروضة بحثا عن أكبر هامش ممكن من الربح قالت بعض المصادر أن حرص لجنة مراقبة الكتب على حظر العديد من العناوين ذات الطابع الفكري تسبب في تقلص عدد الكتب الفكرية ناهيك عن عدم تحمس الناشرين للمشاركة بكتب قد تكون مثيرة للجدل.. كما يلاحظ (غياب الفكر) أيضا عن النقاشات الهامشية المنظمة بمناسبة الصالون حيث لم تثر أي جلسة نقاش حتى الآن الصخب والضجة اللذين سبق لجلسات نظمت في طبعات سابقة أن أثارتها.. إقبال كبير مازالت الدورة العشرون للصالون الدولي للكتاب بالجزائر (سيلا 29 أكتوبر -7 نوفمبر ) بعد قرابة أسبوع من افتتاحها تستقبل أعدادا متزايدة من الزوار المتوافدين على فضاءاتها سواء المحتضنة للكتاب أو تلك المخصّصة للترفيه أو ربط اتصالات مع مؤسسات أجنبية ذات طابع ثقافي أو مدرسي. ومع أن هذا التوافد على الصالون هو مؤشر لتنامي الاقبال عليه حيث سجلت الطبعة الماضية مليون ونصف مليون زائر إلا أن آراء الجمهور متباينة بشأن مسألتي التنظيم والبرمجة خاصة وأن الحدث يبقى من أكثر المواعيد الثقافية استقطابا لاهتمام الجمهور في الجزائر. وقد أوضح العديد من الزوار خاصة طلاب الجامعة في مختلف الفروع التقنية وأيضا طلبة الطب والصيدلة الذين اكتظت بهم أروقة الصالون أنهم يقصدون المعرض بحثا عن (المنشورات العلمية التي رغم توفرها في بعض المكتبات الجامعية إلا أنها قليلة بل نادرة في مكتبات البيع). واغتنم عديد من طلبة الثانوي العطلة القصيرة التي استفادوا منها بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة الذي تزامن مع عطلة الأسبوع للإقبال جماعيا على الصالون حيث جذبتهم كما صرحوا (العروض الخاصة بدروس اللغات الأجنبية) المقترحة من بعض الأجنحة الأجنبية وكذا للحصول على معلومات بخصوص (الدراسات العليا بالخارج). وبالفعل فإن بعض الممثليات الدبلوماسية التي لها أجنحة بالمعرض تقترح دروسا ونشاطات جماعية خاصة بتعلم اللغات الأجنبية كما توفر معلومات بخصوص الدراسات العليا بالخارج. ومع أن هذه الأنشطة ليست لها علاقة كبيرة بالكتاب إلا أنها وجدت ضالتها لدى الكثير من الوافدين على المكان. وكان الإقبال كالمعتاد كبيرا أيضا هذه السنة على كتب الأطفال والكتب المدرسية حيث يسعى الكثير من الزوار الذين حضروا بكثرة خاصة ربات البيوت إلى تكريس عادات القراءة وحب الكتاب لدى الصغار مع اقتناع أغلبهم حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عنهم بأن ما يعرض في مجال أدب الشباب ما زال (ضعيفا) . إضافة إلى ضعف ما يقترح على الأطفال والشباب رغم التواجد الكبير للناشرين المختصين يتأسف الكثير من الأولياء للحضور (الكبير) للكتب (الثقيلة) في الفضاءات الخاصة بالأطفال والتي محتواها في الغالب أكبر من سنهم. وتحظى الكتب الأدبية التي تعرضها دور النشر المعروفة على عكس الدورة الماضية بإقبال كبير حيث أعرب الزوار عن ارتياحهم لوجود سجل ثري ومتنوع وبأسعار مقبولة. كما شكل صدور الرواية الجديدة لواسيني لعرج الموسومة (2084 حكاية العربي الأخير) في الأيام الأولى للسيلا مناسبة أخرى لجلب عدد كبير من القراء. ومع أن الكتاب هو أساس تواجد الصالون إلا أن جمع كبير من العائلات التي تكتظ بها ساحة قصر المعارض المخصصة للألعاب والترفيه والمطاعم لم تخف أنها جاءت إلى الصالون فقط لتمكين أطفالها من الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والألعاب المتوفرة. وقد استغرب الكثير من رواد هذه التظاهرة المكرسة للكتاب وتشجيع القراءة من سماح المنظمين بإقامة ألعاب التسلية (manèges) في هذه الدورة معربين عن تخوفهم من أن يؤثر ذلك سلبا على مسعى جلب اهتمام الطفل بالكتاب الذي هو من الأهداف الأولى للصالون.
إقبال ضعيف على اللقاءات الفكرية لم يستقطب البرنامج الخاص باللقاءات الفكرية والمحاضرات المبرمج على هامش نشاط المعرض على غرار الدورات الماضية اهتمام الجمهور العريض باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر. وعلى غرار السنوات الماضية تكرر نفس المشكل والسبب في ذلك كما أكده بعض الزوار هو ضعف الاتصال والمعلومات عن الأنشطة المبرمجة حيث كانت الملصقات واللافتات الإشهارية شبه غائبة. كما عانى أيضا برنامج هذه الدورة من التأخير أو إلغاء بعض الأنشطة علاوة عن نقص في السندات السمعية البصرية واضطراب في توزيع نشريه الصالون. وبالرغم من أن اختيار المنظمين ركز هذه السنة على برمجة موجهة أساسا لمهنيّي الكتاب بالتعاون مع الناشرين الفرنسيين الذين يعد بلدهم ضيف شرف الدورة إلا أن هذه المبادرة لم تجد الصدى المرجو لدى الناشرين والكتّاب الجزائريين. وستتواصل فعاليات الصالون ال20 للكتاب الذي دشن من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء الماضي بقصر المعارض بالصنوبر البحري إلى غاية 7 نوفمبر بمشاركة 900 عارضا.