مازالت الطبعة العشرون لمعرض الجزائر الدولي للكتاب بعد 6 أيام من افتتاحها؛ تستقبل أعدادا متزايدة من الزوار المتوافدين على فضاءاتها سواء المحتضنة للكتاب أو تلك المخصصة للترفيه أو ربط اتصالات مع مؤسسات أجنبية ذات طابع ثقافي أو مدرسي. ومع أن هذا التوافد على المعرض هو مؤشر لتنامي الإقبال عليه حيث سجلت الطبعة الماضية مليون ونصف مليون زائر؛ إلا أن آراء الجمهور متباينة بشأن مسألتي التنظيم والبرمجة، خاصة أن الحدث يبقى من أكثر المواعيد الثقافية استقطابا لاهتمام الجمهور في الجزائر. وأوضح العديد من الزوار خاصة طلاب الجامعة في مختلف الفروع التقنية وأيضا طلبة الطب والصيدلة الذين اكتظت بهم أروقة المعرض، أنهم يقصدون التظاهرة بحثا عن المنشورات العلمية التي رغم توفرها في بعض المكتبات الجامعية؛ إلا أنها قليلة بل نادرة في مكتبات البيع. واغتنم عديد من طلبة الثانوي العطلة القصيرة التي استفادوا منها بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للإقبال جماعيا على المعرض، حيث جذبتهم "العروض الخاصة بدروس اللغات الأجنبية المقترحة من بعض الأجنحة الأجنبية وللحصول على معلومات بخصوص الدراسات العليا بالخارج. واقترحت بعض الممثليات الدبلوماسية التي لها أجنحة بالمعرض؛ دروسا ونشاطات جماعية خاصة بتعلم اللغات الأجنبية كما وفرت معلومات بخصوص الدراسات العليا بالخارج. ومع أن هذه الأنشطة ليست لها علاقة كبيرة بالكتاب؛ إلا أنها وجدت ضالتها لدى الكثير من الوافدين على المكان. وكان الإقبال كالمعتاد كبيرا أيضا هذه السنة على كتب الأطفال والكتب المدرسية، حيث يسعى الكثير من الزوار الذين حضروا بكثرة خاصة ربات البيوت؛ إلى تكريس عادات القراءة وحب الكتاب لدى الصغار مع اقتناع أغلبهم، وفق تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية، بأنما يعرض في مجال أدب الشباب ما زال ضعيفا، إضافة إلى ضعف ما يقترح على الأطفال والشباب رغم التواجد الكبير للناشرين المختصين يتأسف الكثير من الأولياء للحضور الكبير للكتب الدينية في الفضاءات الخاصة بالأطفال والتي محتواها في الغالب أكبر من سنهم. وتحظى الكتب الأدبية التي تعرضها دور النشر المعروفة على عكس الدورة الماضية بإقبال كبير، حيث أعرب الزوار عن ارتياحهم لوجود سجل ثري ومتنوع وبأسعار مقبولة، رغم شكاوى آخرين من الغلاء. كما شكل صدور الرواية الجديدة لواسيني الأعرج "2084 حكاية العربي الأخير" في الأيام الأولى للمعرض، مناسبة أخرى لجلب عدد كبير من القراء. ومع أن الكتاب هو أساس تواجد التظاهرة؛ إلا أن جمعا كبيرا من العائلات التي تكتظ بها ساحة قصر المعارض المخصصة للألعاب والترفيه والمطاعم لم تخف أنها جاءت إلى "الصالون" فقط لتمكين أطفالها من الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والألعاب المتوفرة. واستغرب الكثير من رواد هذه التظاهرة المكرسة للكتاب وتشجيع القراءة من سماح المنظمين بإقامة ألعاب التسلية في هذه الدورة؛ معربين عن تخوفهم من أن يؤثر ذلك سلبا على مسعى جلب اهتمام الطفل بالكتاب الذي هو من الأهداف الأولى لمعرض الكتاب.