تستقبل الدورة ال20 للصالون الوطني للكتاب، بعد 6 أيام من افتتاحها، أعدادا متزايدة من الزوار، سواء المحتضنة للكتاب أو المخصصة للترفيه أو ربط اتصالات مع مؤسسات أجنبية ذات طابع ثقافي أو مدرسي. برزت، مع هذا التوافد على الصالون، آراء متباينة بشأن التنظيم والبرمجة، خاصة وأن الحدث من أكثر المواعيد الثقافية استقطابا لاهتمام الجمهور في الجزائر. وقال عديد الزوار، خاصة طلاب الجامعة في الفروع التقنية، وطلبة الطب والصيدلة، بأروقة الصالون أنهم يقصدون المعرض بحثا عن "المنشورات العلمية، التي رغم توفرها في بعض المكتبات الجامعية لكنها قليلة، بل نادرة في مكتبات البيع". واغتنم طلبة الطور الثانوي، عطلة الاحتفال بعيد الثورة، للإقبال جماعيا على الصالون، حيث جذبتهم "العروض الخاصة بدروس اللغات الأجنبية" المقترحة من طرف بعض الأجنحة الأجنبية وللحصول على معلومات بخصوص "الدراسات العليا بالخارج". كما كان الإقبال على كتب الأطفال والكتب المدرسية كبيرا، حيث يسعى الكثير من الزوار إلى تكريس عادات القراءة وحب الكتاب لدى الصغار، مع اقتناع أغلبهم أن ما يعرض في أدب الشباب "ضعيف"، إضافة إلى ضعف ما يقترح على الأطفال والشباب رغم حضور عدد كبير من الناشرين المختصين. وفي المقابل، يتأسف الكثير من الأولياء على الحضور "الكبير" للكتب الدينية في الفضاءات الخاصة بالأطفال، والتي يكون محتواها في الغالب، أكبر من سنهم . ومن جانبها، تحظى الكتب الأدبية، بإقبال كبير على خلاف الطبعات السابقة من الصالون الدولي للكتاب، واستقطبت الرواية الجديدة لواسيني لعرج "2084 حكاية العربي الأخير" في الأيام الأولى للسيلا عدد كبير من القراء . واستغرب الكثير من رواد هذه التظاهرة، المكرسة للكتاب وتشجيع القراءة، من سماح المنظمين، بإقامة ألعاب التسلية في هذه الدورة، معربين عن تخوفهم من أن يؤثر ذلك سلبا على مسعى جلب اهتمام الطفل إلى الكتاب، الذي يعد من بين الأهداف الأولى للصالون. ولم يستقطب، البرنامج الخاص باللقاءات الفكرية والمحاضرات، المبرمج على هامش المعرض، اهتمام الجمهور العريض، باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر. والسبب ضعف الاتصال والملصقات واللافتات الإشهارية شبه غائبة. وعانى برنامج هذه الدورة، من التأخير أو إلغاء أنشطة، علاوة عن نقص في السندات السمعية البصرية واضطراب في توزيع نشريه الصالون.