حرّض الأقلّية الشيعية على الخروج من قوقعتها *** في خرجة تحريضية ودعوة صريحة إلى الفتنة هي الأولى من نوعها (أمر) رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر أتباع مذهبه في الجزائر ب (الخروج من قوقعتهم) وعدم الخوف ممّا وصفها ب (الثلّة الضالّة) قبل أن يرتدي (قميص التقية) ويحثّهم على توحيد الصفّ مع المعتدلين والأقلّيات الأخرى. قال زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية أمس إنه لا يرتجي من (الاستكبار العالمي) إعطاء صورة حقيقية عن المظلومين في الجزائر فيما دعا أبناء المذهب الإمامي في الجزائر إلى عدم الخوف من (الثلة الضالّة) -لم يحدّد من يقصد بها- والعمل على توحيد الصفّ. وادّعى الصدر في ردّ على سؤال ورد إليه من قِبل طلبة جزائريين يدرسون العلوم الدينية في النجف بالعراق بشأن التقرير الذي صدر عن الخارجية الأمريكية حول الحرّيات الدينية في العالم أن هذا التقرير أغفل عن عمد -حسب مزاعم الصدر- ذكر الجماعات الإسلامية في الجزائر ومنها أتباع أهل البيت واكتفى التقرير بالحديث عن الحالة المسيحية واليهودية مضيفا في السياق: (نحن قوم لا نرتجي من الاستكبار العالمي المتمثّل في أمريكا وأذنابها أن تعطي صورة حقيقية عن المظلومين في الجزائر أو غيرها). وأضاف المرجعية الشيعي أن (المهمّ في الأمر هو إعطاء الحرّية لكلّ العقائد والمذاهب بإبداء الرأي وإقامة الشعائر وغيرها بل حتى الحرّية السياسية والاجتماعية) مطالبا الحكومات ب (عدم الخضوع للمتشدّدين التكفيريين). ودعا زعيم التيّار الصدري الشيعي (الأقلّيات المظلومة ومنها الإخوة في المذهب الإمامي في الجزائر إلى عدم التقوقع وعدم الخوف من الثلّة الضالّة والعمل على توحيد الصفّ مع المعتدلين والأقلّيات الأخرى). تقدّر إحصائيات عراقية عدد شيعة الجزائر ب 75 ألف شيعي غير أن مختصّين في الشأن الإيراني من بينهم المحلّل السياسي الجزائري يحيى بوزيدي يؤكّدون أن هذا الرقم كبير جدّا ولا يمكن التسليم به خاصّة لمّا يصدر من متشيعين والأرقام المعقولة تشير إلى أن أعدادهم تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة آلاف متشيّع. وكان موقع (سي أن أن) قد سلّط الضوء قبل أيّام على قضية حالة الشيعة في الجزائر منتقدا إغفال الخارجية الأمريكية ذكرهم في تقرير الحرّيات الدينية في بلادنا هذا التقرير اتّهمت فيه إدارة جون كيري الحكومة الجزائرية بما أسمته التضييق على غير المسلمين بفرض قوانين صارمة تقيّد إقامة طقوسهم الدينية كما أبدت امتعاضا من قانون الأسرة المستنبط من الشريعة الإسلامية بحجّة أن القانون يبقى المرأة (شخصا قاصرا دائما). أمّا الردّ الجزائري على أكاذيب أمريكا فجاء صارما حيث طلب الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف موافاته بملاحظات حول التقرير الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية حول واقع ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر. وحسب وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى فإن خلية مُشكّلة من عدّة دوائر وزارية شرعت في العمل الفعلي لتدوين ملاحظات يتمّ تضمينها في تقرير حكومي شامل تردّ به الجزائر على تقرير واشنطن الأخير الذي اتّهمها بممارسة التضييق على نشاط الأقلّيات المسيحية واليهودية في البلاد فضلا عن أن هؤلاء يواجهون صعوبات في الحصول على ترخيص بالعمل ويخشون على حياتهم. وفي أوّل ردّ فعل رسمي حادّ على انتقادات الولايات المتّحدة الأمريكية استنكر الوزير عيسى ما ورد في التقرير الأمريكي بشأن حرّية ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر متّهما معدّيه باستخدام آليتي النسخ والقصّ من تقارير سنوية سابقة لملء التقرير الجديد. للإشارة مقتدى الصدر هو رجل دين شيعي وزعيم التيّار الصدري وقوّات جيش المهدي وسرايا السلام في العراق كما أنه قائد وزعيم لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي عبر العالم لكنه بالمقابل متّهم في عدّة قضايا إرهابية وقضايا فساد بينها ضلوع أتباعه في اغتيال عالم الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي كما يتّهم المرجعية الشيعية وقوّات ميليشيا جيش المهدي التابعة له بالقيام بجرائم وأعمال عنف وإرهاب في العراق.