دعا زعيم التيار الصدري الشيعي بالعراق، شيعة الجزائر أو ما أسماهم "أبناء المذهب الإمامي"، ل«عدم الخوف من الثلة الضالة"، وذلك في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها. فيما وصف جلول حجيمي، رئيس نقابة الأئمة، مثل هكذا تصريحات ب«أسلوب الخراب"، عاديا لضرورة تحكيم العقل. وقال زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء إنه "لا يرتجي من الاستكبار العالمي إعطاء صورة حقيقة عن المظلومين بالجزائر"، في إشارة منه إلى الشيعة، داعيا من أسماهم "أبناء المذهب الإمامي" بالجزائر إلى "عدم الخوف من الثلة الضالة"، وهو يصف أهل السنة والجماعة أتباع المذهب المالكي بهذا الوصف، "والعمل على توحيد الصف". وقال الصدر، حسب ما نقلته قناة السومرية العراقية، في رد على سؤال ورد له بشأن التقرير الذي صدر عن الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم والذي حسبه "أغفل عن عمد الجماعات الإسلامية بالجزائر ومنها أتباع أهل البيت"، حيث "اكتفى التقرير بالحديث عن الحالة المسيحية واليهودية"، تضيف قناة السومرية "نحن قوم لا نرتجي من الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وأذنابها أن تعطي صورة حقيقية عن المظلومين في الجزائر أو غيرها"، ومن بين الأوصاف الخطيرة التي أطلقها زعيم مليشيات جيش المهدي أن من يصفهم ب«أبناء المذهب الإمامي" قال عنهم "مظلومين"، وأضاف الصدر أن "المهم في الأمر هو إعطاء الحرية لكل العقائد والمذاهب بإبداء الرأي وإقامة الشعائر وغيرها بل حتى الحرية السياسية والاجتماعية"، مطالبا الحكومات ب«عدم الخضوع للمتشددين التكفيريين". ودعا الصدر "الأقليات المظلومة ومنها الأخوة في المذهب الإمامي بالجزائر إلى عدم التقوقع وعدم الخوف من الثلة الضالة والعمل على توحيد الصف مع المعتدلين والأقليات الأخرى". يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت مؤخرا تقريرا عن الحريات الدينية في العالم لعام 2014، حيث تم رفعه إلى الكونغرس الأمريكي لدراسته. من جهته، قال رئيس نقابة الأئمة، جلول حجيمي، إنه من حيث المبدأ فإنه على المذاهب مهما كانت أن لا تحرج أهل بلد آخر وإن كانت فيه أقلية، رافضا ما وصفه ب«التشويش والتشويه"، وأكد حجيمي قائلا "لا يوجد شيعة في الجزائر كما يتوهمون"، مضيفا "ومن المفروض أن لا تتم الدعوة للصدام"، داعيا إلى "التعاون على ما ينفع الأمة"، مذكرا بأن انقسام العراق أوصل الأمة إلى خراب، محذرا من الأمور التي وصفها ب«أساليب الخراب". كما يرى نور الدين المالكي، المهتم بقضايا التشيع بالجزائر، أن مثل هذه التصريحات "ليست غريبة" على رجل كمقتدى الصدر، الذي وصفه ب«غير السوي والمتناقض في تصريحاته"، مضيفا أنه "كان السبب في فتنة العراق"، واعتبر المالكي أن وصف أهل السنة والجماعة بالجزائر ب«الثلة الضالة" ينم عن "جهل الرجل"، متسائلا "إذا كانت فرقته هي التي على صواب لماذا رفض المناظرة مع عدد من مشايخ أهل السنة والجماعة؟". واستبعد نور الدين المالكي أن تكون لتصريحات الصدر أي تأثير كبير لدى شيعة الجزائر، مبررا ذلك بكون مرجعيتهم تتمثل في كل من الخامنئي والشرازي والسستاني، مؤكدا أنه "لا يعتبر مرجعا لدى شيعة الجزائر".للإشارة، انتشرت في الآونة الأخيرة كتب صغيرة ومطويات شيعية في مساجد العاصمة، تحت عنوان "أدعية طواف وسعي"، تعلم المصلين كيفية الدعاء أثناء تأدية العمرة أو الحج، والأغرب حسب محتوى المطويات التي وجدت في تلك المساجد أن جزءا منها كتب بالفارسية، وقد فتحت مصالح الأمن في العديد من المرات تحقيقات بشأن تحركات مشبوهة لمجموعات شيعية في عدة ولايات في الغرب والوسط والشرق، بعد أن تلقت قوات الأمن تحذيرات من أوساط دينية وجمعوية حول حملة "تبشير شيعية" تنشط في بعض المساجد والجامعات تهدف لدفع الشباب والجامعيين، لتبني المذهب الشيعي، وبالموازاة يقود أئمة مساجد في عدد من الولايات بعمليات إرشاد وتوعية بالموازاة مع فعاليات غير رسمية لمواجهة ما سموه "التمدد الشيعي".