أساء أناس من أهل الشرك وأكثروا وقتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا: إن الذى تدعونا إليه لحَسن لو تخبرنا هل لما عملنا كفارة؟ فنزل قول الله تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا ً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً). وقوله تعالى: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ً إنه هو الغفورالرحيم). فمن فضل الله على عباده أن فتح باب التوبة للتائبين سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل رحمته سبقت غضبه يفرح بتوبة عبده إليه إنه سبحانه وتعالى حليم غفور رحيم ودود أرحم بعباده من الأم بولدها ومهما عظمت ذنوب العباد أو كثرت فالله يغفرها ولو كانت مثل زبد البحر إذا تاب العبد وآمن وعمل عملاً صالحا. إن كل هذه الرحمات والمغفرة والود والحلم ينالها العبد بالتوبة الصادقة التى تتوافر شروطها وهى: 1- الندم على ما فات من المعاصى. 2- العزم على عدم العودة إلى المعصية أبداً. 3- الإقلاع عن المعاصى. فإذا كان الأمر يتعلق بحقوق العباد فليجتهد العبد فى قضاء هذه الحقوق على قدر استطاعته فإن عجز وكان صادقا فى توبته تولى الله تعالى عنه إرضاء أصحاب الحقوق. والموقف يبين حال قوم أساءوا فأكثروا من الإساءة لهم غَدرات وفَجرات ورغبوا فى الإسلام إلا أن جُرم المعاصى والفواحش التى ارتكبوها يقف حاجزا ً أو مانعاً لهم فسألوا رسول الله(صلى الله عليه وسلم): يارسول الله إن الذى تدعونا إليه لَحَسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة؟ فنزل قول الله تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما)ً.