بينما كان النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصدد وضع آخر اللمسات على استعدادته لندوته الإعلامية والتكريمية، التي ارتأى تنظيمها اليوم الأحد على شرف عدد من الإعلاميين الجزائريين من مختلف الأجيال، تلقّى خبر وفاة أحد الأسماء التي كان من المفترض أن يتم تكريمها خلال هذه الندوة، ويتعلق الأمر بالسيد عبد الرحمان لغواطي، الملقب ب »سي لعروسي« المدير العام الأسبق للإذاعة والتلفزة الجزائرية، وأول مدير للوسائل التقنية بالمؤسسة ذاتها بعد الاستقلال، الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر يناهز 84 سنة إثر مرض عضال، ليرحل بذلك هذا المجاهد الكبير والإعلامي القدير دون أن يحظى بالتكريم، فالأجل كان أسبق إليه من مبادرة النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس. والحقيقة التي يعرفها الجميع أن »سي لعروسي«، رحمة الله عليه، لم يكن الوحيد الذي يرحل دون تكريم، ولم يكن الوحيد من الإعلاميين القدامى الذين لم يحظ الجيل الجديد من الإعلاميين بفرصة التعرف عليهم عن كثب والنهل من خبرتهم الكبيرة والاطلاع على تجربتهم النضالية والإعلامية الجديرة بكل التقدير والاحترام، فقطاع الإعلام، مثل كثير من القطاعات في بلادنا، يعاني من مشكلة غياب الربط بين الأجيال، ومن مشكلة أخطر هي مشكلة تجاهل فضل الأجيال السابقة على الأجيال اللاحقة، وفضل الأجيال السابقة على القطاعات الحيوية في البلاد، ولذلك يرحل عنا في صمت كثير من الرجال والنساء الذين أثروا الساحة الإعلامية وأثروا فيها بشكل إيجابي، ولم يشعر بوجودهم كثيرون إلا عند الرحيل، كما هي حال »سي لعروسي«، الذي قدّم الكثير للإعلام الجزائري لكنه رحل دون أن يكرَّم، وكان أجله أسبق إليه من التكريم! وإذا لم يكن هناك من شك في أن الموت أمر لا مفر منه، فمن واجب كل جيل أن لا ينسى فضل من سبقه من أجيال، فليس هناك حاضر بلا ماض، ولن تستقيم حال مجتمع لا يقدّر فضل الأجيال السابقة.