استفاد أمس نحو ثلاثة ملايين عامل من 84 اتفاقية فرع شملت عشرين قطاع إقتصادي عمومي وخاص بين الإتحاد العام للعمال الجزائريين ومؤسسات إقتصادية، وهي اتفاقيات يمكن وصفها بالتاريخية، خصوصا أنها تمس 2.9 مليون عامل. وجرت مراسيم التوقيع بحضور وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي السيد طيب لوح والأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي السعيد وممثلين عن الحكومة وعن مؤسسات تسيير المساهمات وعن أرباب العمل. وقال السيد لوح في كلمة ألقاها بالمناسبة »سنقوم خلال لقائنا هذا بجني ثمرة عملية التفاوض التي أعلنا عن انطلاقتها الرسمية في جانفي 2010 بالتوقيع على 84 اتفاقية واتفاق جماعي قطاعي تم الانتهاء من عملية التفاوض بشأنها على مستوى 20 قطاعا بما فيهم القطاع الخاص«. وأكد السيد لوح أن عدد المستفيدين من هذه الإتفاقيات يصل إلى 2.900.000 عامل وعاملة، أي قرابة ثلاثة ملايين عامل، مشيرا إلى أن متوسط نسبة الزيادة في الأجور تبعا لذات الإتفاقيات يتراوح ما بين 20 و23 بالمائة، مشيرا إلى أن هناك 5 قطاعات لم تنه بعد المفاوضات للوصول إلى إتفاقيات خاصة بها. وأوضح الوزير أن التوقيعات التي تمت اليوم تعتبر »دليلا على درجة النضج التي بلغها الحوار الإجتماعي في الجزائر والذي أسس لعلاقة وثيقة بين الشركاء الإقتصاديين و الإجتماعيين مبنية على الثقة والتفاهم والتشاور خدمة للصالح العام وللوطن »معتبرا أن الإتفاقيات القطاعية عرفت دفعا قويا منذ 2006«. وذكر بأن العدد الإجمالي للإتفاقيات والإتفاقات الجماعية القطاعية المبرمة منذ 1990 وصل إلى 55 اتفاقية فرعية و93 اتفاق جماعي فرعي، كما تطرق إلى بعض الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية للحفاظ على القدرة الشرائية للعمال وتحسينها المستمر من بينها الرفع في مقدار الأجر الوطني الأدنى المضمون بنسبة 25 بالمائة الذي تم تجسيده خلال أشغال الثلاثية الأخيرة المنعقدة في ديسمبر 2009. وتحدث أيضا السيد لوح عن الإجراءات المتخذة الخاصة بعمال قطاع الوظيفة العمومية من خلال إصدار 38 قانون أساسي خاص من بين 45 قانون أساسي خاص، مؤكدا أن عملية إعادة النظر في رواتب الموظفين ستتواصل عن طريق استكمال الأنظمة التعويضية الخاصة بكل قطاع بصفة تدريجية. وأشار في هذا الصدد إلى أن قطاع التربية الوطنية »يعد أول القطاعات التي شرعت في تطبيق الزيادات المترتبة عن النظام التعويضي الجديد »مضيفا أنه »سيتم في القريب العاجل إصدار المراسيم الخاصة باستحداث النظام التعويضي لكل من الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين والأعوان المتعاقدين«. وذكر السيد لوح بأن عملية مراجعة القوانين الأساسية الخاصة والأنظمة التعويضية للأسلاك المختلفة التابعة لقطاع الوظيفة العمومية »سيستفيد منها ما يفوق 1.600.000 موظف«. وفي ندوة صحفية نشطها عقب الإنتهاء من التوقيعات، أوضح الوزير أن القطاع الذي يسيّره سيعمل على سد »الفراغ« الموجود في قانون العمل الحالي فيما يخص السماح للوزارة بتعميم الإتفاقيات الجماعية في كل القطاعات حتى »لا يتسنى للمستخدمين من فرض الأجور التي يريدونها على العمال دون مفاوضات«. من جهته، أوضح السيد سيدي السعيد في تصريح للصحافة أن القطاعات الخمسة التي لم تُنه بعد المفاوضات للوصول إلى إتفاقيات خاصة بها تتمثل في قطاعات الإعلام والثقافة والتعليم العالي والتكوين المهني والشبيبة والرياضة، مضيفا أنه من المفروض أن تنتهي من ذلك في أواخر شهر ماي.