لمنع تكرار سيناريو عام 2005 *** أعدّت وزارة الفلاحة خطّة عاجلة ترتكز على تجنيد كلّ وسائل التدخّل البرّية والجوّية إلى جانب المبيدات التي تمّ الشروع في توزيعها على مستوى 10 ولايات في الغرب والجنوب الغربي للوطن لإجهاض زحف أسراب للجراد الصحراوي المدمّر كانت قد حذّرت منه المنظّمة الأممية للزراعة والأغذية بحر هذا الأسبوع. تستعدّ الجزائر لمواجهة موجة من الجراد الصحراوي المدمّر قد تأتي على الأخضر باعتماد إجراءات استباقية لإجهاضه حيث تعمل مديريات الفلاحة في الولاياتالجنوبية والغربية للبلاد وهي المعنية بانتشار الجراد الصحراوي مدعومة بالحماية المدنية على رصد كلّ التغيّرات التي تطرأ على الميدان خاصّة في المناطق التي سبق وأن أصابها الوباء في سنوات خلت لمنع تكرار سيناريو عام 2005 عندما تعرّضت بلادنا لأكثر من 150 سرب من أسراب الجراد تسبّبت في تدمير الآلاف من الأراضي الزراعية في الجنوب. وفي السياق علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بأن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فرّوخي أمر بتشكيل غرفة عمليات تحسّبا لهجوم الجراد على 10 ولايات في الغرب والجنوب الغربي وهي أدرار بشّار تندوف النعامة البيّض سعيدة سيدي بلعباس معسكر تيارت والأغواط بسبب التقلّبات الجوّية الحالية والتحذيرات التي أطلقتها منظّمة الأغذية والزراعة حول توقّعاتها بهجوم للجراد بسبب ارتفاع معدلات الأمطار في الساحل الشمالي لإفريقيا. وترتكز خطّة الوزارة على تجنيد كلّ وسائل التدخّل سواء البرّية أو الجوّية إلى جانب المبيدات التي تمّ تحضيرها لمواجهة الظاهرة في حين شرعت المصالح المختصّة في توزيعها عبر المناطق المعنية خصوصا الجنوبية منها حسب ما أكّدته نفس المصادر. تأتي استعدادات الجزائر على خلفية تحذير عاجل وجّهته المنظّمة الأممية للزراعة والأغذية (فاو) من (تكاثر الجراد الصحراوي وزحفه نحو الجزائر لا سيّما في ولايات غرب البلاد). ونبّهت المنظّمة السلطات العمومية إلى (ضرورة الرصد الدقيق على مدى الأشهر الستّة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمّرة). وأفاد تقرير منظّمة الأمم المتّحدة للزراعة والأغذية بأن (الغزارة غير الاعتيادية للأمطار واسعة النّطاق التي سقطت مؤخّرا في شمال غرب إفريقيا والقرن الإفريقي واليمن من الممكن أن تساعد على تكاثر الجراد الصحراوي وهو ما يتطلّب الحاجة إلى الرصد الدقيق على مدى الأشهر الستّة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمّرة). ونقل التقرير عن خبراء المنظّمة أن (الحالة العامّة في البلدان المتأثّرة عادة بالجراد الصحراوي ظلّت هادئة على الأكثر خلال أكتوبر ولم يكتشف سوى نشاط تكاثر محدود النّطاق لكنهم لاحظوا أيضا أن الوضع قد يتغيّر ويعزى ذلك جزئيا إلى تأثير ظاهرة النينيو في إفريقيا والإعصارين المداريين شابالا وميغ في شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي). وقدّم الخبراء في تحذيرهم للجزائر وبقّية الدولة المهدّدة في شمال إفريقيا شرحا عن تهديد الجراء ورد فيه ما يلي: (ما إن يصل الجراد إلى مرحلة الطيران حتى تضمّ أسرابه عشرات الملايين من الحشرات مكتملة النمو القادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كلم يوميا في اتجاه الرياح. وتقوى الجرادة الأنثى الواحدة على وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها في حين أن الجراد الصحراوي مكتمل النمو يلتهم يوميا ما يعادل وزنه تقريبا من الغذاء الطازج ويستهلك سرب ضئيل نسبيا من الجراد في اليوم الواحد نفس كمّية الغذاء التي يتطلّبها نحو 35 ألف شخص). وأوضحت المنظّمة أنها (واصلت مراقبة الأوضاع في شمال غرب إفريقيا حيث هطلت أمطار غزيرة على نحو غير معتاد في أواخر أكتوبر فوق مساحة واسعة من شمال موريتانيا وفي المناطق المتاخمة للصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وغرب الجزائروجنوب غرب ليبيا).