انطلقت، أمس، بغرداية، تظاهرة عيد الزربية في طبعته 47، بعد غياب دام عامين بسبب الأحداث الدامية التي عرفتها المنطقة، حيث تم وضع جميع اللمسات الأخيرة لإنجاح هذه التظاهرة السنوية، التي اشتهرت بها الولاية، وسط تعزيزات أمنية مشددة، لمنع أي انزلاقات محتلمة لإفشال هده التظاهرة. واحتضن قصر المعارض بحي بوهراوة تظاهرة عيد الزربية في طبعته 47، والذي سيدوم إلى غاية 31 من هذا الشهر، وسط ترتيبات أمنية لإنجاح هذه التظاهرة التي أجهضت السنة المنصرمة، بفعل الأحداث، وجاء اختيار قصر المعارض بالحي المذكور من طرف السلطات المعنية، بحكم موقعه الهام، وبعده عن وسط المدينة، تجنبا لأي انزلاقات أو مخططات محتملة، تهدف إلى استغلال احتفالية عيد الزربية والتجمعات، لخلق الفوضى بالولاية، مثل ما حدث سابقا. ومن المرتقب أن يشارك في فعاليات هذا العيد السنوي للزربية التقليدية الغرداوية، الذي يهدف إلى بعث النشاطات السياحية والخاصة بالصناعة التقليدية، نحو 33 ولاية، فيما بلغ عدد المشاركين الحرفيين 144 مشارك، من بينهم 87 حرفيا من خارج مدينة غرداية، سيساهمون في التعريف بالعديد من المنتوجات التقليدية على غرار: الزربية، الحلي التقليدي، الخزف الفني، الفخار، النحاس، التحف، الجلود، الطرز التقليدي، خياطة الألبسة التقليدية، كما سينظم على هامش الاحتفالية حفل استعراض لعربات مزينة بالزرابي التقليدية في اليوم الأول من الافتتاح. ويشكل "عيد الزربية" بغرداية فرصة لتثمين ما تزخر به الولاية ومناطق الجزائر عموما، من ثروات تقليدية والترويج لها، حيث يعد حدثا يستقطب العديد من السياح الوطنيين والأجانب، والمهتمين بالزربية التقليدية، التي تشكل أحد الدعائم الأساسية للاقتصاد المحلي. هذا؛ وتجدر الإشارة إلى أن العديد الفعاليات في غرداية دعت إلى مقاطعة هده التظاهرة، على غرار المجلس المالكي، الذي دعا شباب الولاية وسكانها في بيان له حصلت "الشروق" على نسخة منه، إلى مقاطعة هذه الفعاليات، وعدم الحضور لها والمشاركة فيها بأي صفة كانت، نظرا لتزامن هدا العيد مع وفاة ثلاثة من أبناء حي الحاج مسعود، الذين لم يكشف لحد الآن عن هوية الجناة. واتخذت العديد من الأطراف السياسية نفس الموقف، كحزب الافافاس الذي ناشد السلطات الولائية والأمنية باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الردعية الصارمة لمواجهة مسببات الأزمة، وإيجاد آلية سريعة وفعالة من أجل القضاء نهائيا على الفتنة بالمنطقة، عوض تنظيم عيد الزربية الذي وصفه على أنه عيد فلكوري وذر للرماد، والتستر عن الواقع المعاش للمواطن، وإظهار للرأي العام على أن الوضع على ما يرام، بينما الواقع غير ذلك تماما، كما صرح به الناطق باسم الحزب حمو مصباح ل"الشروق".