في اليوم العالمي لمكافحة السيدا جمعيات تدعو إلى ضرورة الوقاية من العدوى يحلّ اليوم العالمي لمكافحة السيدا هذا العام ونحن أمام واقع لا يدعو إلى التفاؤل كثيراً فالإصابات تتزايد حسب آخر الإحصائيات ويدق المنخرطون في الشبكة الوطنية لمكافحة السيدا ناقوس الخطر فيما يخص واقع المصابين بهذا الفيروس في الجزائر لاسيما مع الحالات الجديدة ومن أجل الوصول إلى حالة صفر وفاة وصفر عدوى بفيروس نقص المناعة. وانتشرت في الآونة الأخيرة شعارات لجمعيات لنشر التوعية بين كافة فئات المجتمع فكلّ دقيقة يجب أن تكرّس للعمل بتفان للحد من وقوع المزيد من الأشخاص في شباك هذا الفيروس الفتاك والجهد لا يقتصر فقط على توزيع المنشورات التثقيفية إنما أيضاً مساندة المصابين من النواحي الصحية والقانونية. أكثر من مليون وفاة بسبب الفيروس يقدر عدد الإصابات الجديدة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري بحوالي 42 مليون على المستوى العالمي ويقدر عدد الوفيات نتيجة الإيدز ب1.5 مليون وفاة هذه الحصيلة تعرف تزايدا مع كل عام والأمر الذي يدعو إلى القلق من هذه النسبة فالجزائر تعرف سنويا زيادة في عدد الإصابات بغض النظر عن وجود عدد كبير من الأشخاص الحاملين للفيروس ويجهلون ذلك وتعتبر الجزائر من بين الدول التي تعرف زيادة في عدد المصابين ومن حيث انتقال العدوى ونشهد ذلك من خلال الأرقام المرتفعة سنويا وقد أشار منسق الشبكة الجزائرية لمكافحة السيدا مستندا في حديثه إلى تقرير المنظمة الوطنية الذي يشير إلى أن عدد الحالات المتعرضة للعدوى يقل في أغلب البلدان باستثناء دول شمال إفريقيا وبلدان الشرق الأوسط وتركز الشبكة على النساء المصابات اللاتي يبلغ عددهن أكثر من 12 ألف مصابة و باعتبارهن الأكثر نقلا للفيروس مما يدعو إلى ضرورة تأمين المتابعة الصحية المجانية للمصابين لأنه أمر في غاية الأهمية. وفي هذا الإطار لابد من الإشارة إلى الجهود التي بذلتها وزارة الصحة وبعض الجمعيات الأهلية على صعيد إجراء اختبار الكشف عن فيروس السيدا مجاناً. على صعيد آخر تأتي أهمية الواقع القانوني لجهة تطوير الصيغ القانونية في سبيل حماية الشخص المصاب كعدم تعرضه للاستغلال والاضطهاد وحتى الطرد من العمل حسب الحالات التي كشفها الواقع. العلاقات الجنسية أهم سبب لحمل الفيروس أحصى المخبر المرجعي لفيروس فقدان المناعة المكتسبة لمعهد باستور الجزائر منذ بداية سنة 2012 إلى غاية 30 سبتمبر الماضي 73 حالة جديدة بين إيجابيي المصل وحاملي أعراض الإصابة. وتأتي شريحة العمر 35-39 سنة في مقدمة الحالات المسجلة ب13 حالة تليها الشرائح 40-44 سنة و45-49 سنة ثم 50-54 سنة بتسجيل 8 إصابات لكل شريحة منها وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة فتأتي شريحة العمر 0-4 سنوات في المقدمة ب5 إصابات و5-9 سنوات بتسجيل حالتين. وبخصوص الجنس فإن الرجال هم الأكثر عرضة من النساء بتسجيل 44 إصابة مقابل 28 حالة عند النساء. وفيما يخص أسباب الإصابة يشير المخبر المرجعي لمعهد باستور إلى أن العلاقات الجنسية كانت في مقدمة عوامل نقل العدوى لدى 16 حالة عند الرجال و10 حالات عند النساء. ومن بين أهم الولايات التي سجلت بها الإصابة بالفيروس ذكر المخبر المرجعي ولاية تيارت التي سجلت بها أكبر عدد من الحالات ب 17 إصابة ثم ولاية معسكر ب 8 حالات متبوعة بكل من ولايات الجزائر العاصمة تلمسان ومستغانم التي سجلت 5 حالات بكل واحدة منها ثم ولاية تمنراست ب4 حالات وقسنطينة وسعيدة ب3 حالات لكل واحدة منهما. للإشارة توجد خمسة مراكز مرجعية للكشف المجاني والسري عن فيروس فقدان المناعة المكتسبة عبر القطر هي الجزائر العاصمة وهرانقسنطينة ورفلة وبشار وكل الحالات المسجلة عبر هذه الولايات ترسل إلى المخبر المرجعي بمعهد باستور الجزائر المركز الوحيد المخول له بالتصريح بالحالات الجديدة. يذكر أن عدد الحالات المصرح بها من طرف المعهد منذ الكشف عن الإصابة بالسيدا بالجزائر في سنة 1985 قد بلغت 1345 حالة في حين بلغ عدد حالات إيجابي المصل أي حاملة للفيروس دون ظهور أعراض له بلغت ما يقارب 6 آلاف حالة. وحسب معهد باستور فإنه من بين الحالات إيجابية المصل توجد 2680 حالة فقط تتابع علاجها بصفة منتظمة والبقية لم تتلق أي علاج وغابت نهائيا عن الأنظار. والجدير بالذكر أن الحالات الإيجابية المصل يمكنها أن تعيش حياة عادية ولا تظهر أعراض المرض ونقص مناعة المصاب إلا بعدة 10 سنوات إلا أن هذه الحالات تتسبب في نقل العدوى إلى الآخرين إذا كانت تجهل المرض أو لم تستعمل الوسائل الوقائية. الجمعيات تركز على عامل الوقاية في 2015 ركزت الجمعيات الوطنية الناشطة في ميدان مكافحة السيدا بالجزائر في ورقة طريقها لسنة 2015 على الوقاية وتغيير الذهنيات السائدة حول الداء ولتحقيق هذا الهدف برمجت الجمعيات أياما تكوينية وحملات تحسيسية وبرامج جوارية ينشطها شباب لفائدة نظرائهم تتعلق بالتربية والاتصال المباشر توزيع المطويات وسائل الوقاية ونشر المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية وفي هذا الإطار ستعمل الجمعيات خلال سنة 2015 على دعم إنجاز تحقيقات خاصة تتعلق بمراقبة سلوكات محترفي الجنس بالجزائر إلى جانب إجراء دراسات علمية حول انتشار داء السيدا عبر القطر حيث تسعى هذه الجمعيات إلى إشراك شريحة الشباب حول الطرق التي تطمح بواسطتها تحقيق وتطبيق البرامج المسطرة على أرض الواقع ووعيا منها بأن الإصابات الجديدة لفيروس السيدا تنتشر بنسبة 40 بالمائة لدى شريحة الشباب في العالم وتعمل الجمعيات على تنسيق جهودها على مستوى شبكات هذه الشريحة لدعم صحة الإنجاب والتوعية حول الإصابة بالسيدا التي تنتقل بنسبة 90 بالمائة عن طريق الجنس وأنجز الشباب من خلال مشاركة جمعيات وثيقة ساهموا بها في إعداد إستراتيجية الاونوسيدا تهدف إلى التركيز على احتياجات هذه الشريحة في مجال الدعم والوقاية ومكافحة الداء وترقية مشاركة الفئات الهشة التي تشكل خطورة لاسيما النساء.