تحتفل الجزائر اليوم الإثنين باليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير. وحري بها أن تحتفل بالنجاحات المحققة على الساحة الإعلامية في السنوات الأخيرة، حيث تحقق للإعلام للجزائري في بضع سنين ما لم يتحقق له طيلة عشرات السنين. وقد كان للرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الفضل الأكبر في ما تحقق للصحافة الجزائرية من تقدم وارتقاء نحو الأفضل، سواء من ناحية الكمية أو من ناحية النوعية أو من ناحية مساحات حرية التعبير المتاحة في البلاد. ومن دون مبالغة يمكن القول أن الرئيس بوتفليقة قد أحدث ثورة في الإعلام الجزائري. يؤكد المتتبعون الموضوعيون للشأن الإعلامي في البلاد أن الجزائر لم يسبق لها أن بلغت المستوى الذي بلغته خلال السنوات الأخيرة في مجال حرية التعبير وتطور الصناعة الإعلامية، حيث سمح وصول رجل مثقف ومتفتح ودبلوماسي محنك ومجاهد كبير اسمه عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم في أفريل 1999، بتحقيق كثير من الإنجازات الإعلامية الجزائرية. وشهدت حرية التعبير الكثير من التطور بشكل أصبح معه بإمكان الصحفي أن يعبر عن رأيه دون قيود أو مضايقات، وهو أمر واقع لا ينكره إلا الجاحدون من العابثين، الذين اعتادوا »التخلاط« والصيد في المياه العكرة. عشرات العناوين.. والتوجهات شهدت السنوات الأخيرة، التي أعقبت وصول الرئيس بوتفليقة للحكم، ميلاد العشرات من العناوين الصحفية، التي سمحت بتوظيف مئات الصحفيين، من جهة، وبالتعبير عن أفكار وانشغالات وطموحات شرائح مختلفة من الشعب الجزائري. ويوجد في الساحة الإعلامية اليوم أزيد من مائة عنوان إعلامي، بين صحيفة يومية، وجريدة أسبوعية، ومجلة شهرية أو فصلية، كما توجد الكثير من الصحف الإلكترونية التي يقيم أصحابها بالجزائر، ويعبّرون عن أفكار مختلفة، تتراوح بين معارضة السلطة والولاء لبرنامج رئيس الجمهورية، الذي حرّر الساحة الإعلامية من كثير من الممارسات الجوفاء، وأثبت حسن نواياه تجاه الصحافة في أكثر من مناسبة. والجميع يذكرون قراره الجريئ بالإفراج عن كل الصحفيين المحبوسين المحكوم عليهم نهائيا، وهو قرار تاريخي لم يمنع بعض أقلام السوء من مواصلة تحاملها على الرئيس، الذي يُعد أكبر صديق للصحافة للجزائرية، والذي أثبت أنه الراعي الأول لحرية التعبير في البلاد. وبلغة الأرقام، فإن عهد بوتفليقة كان عهد خير ونماء حقيقي على الصحافة الجزائرية، فقبل مجيئه للحكم كان مجموع ما تسحبه الصحف الجزائرية مجتمعة لا يتعدى 800 ألف نسخة دوريا، بينما أصبح عدد النسخ التي تسحبها الصحف الجزائرية، بين يوميات وأسبوعيات ونشريات دورية، يتعدى 2.5 مليون، وبذلك تكون الصحافة الجزائرية قد تطورت ب 300 بالمائة من الناحية الكمية منذ وصول بوتفليقة للرئاسة، أو لنقل تقدمت بثلاث خطوات، أو تطورت ثلاث مرات، وهو إنجاز كبير جدا يُحسب للانفتاح الذي حمله برنامج الرئيس بوتفليقة. ولم يقتصر تطور الصحافة الجزائرية في عهد بوتفليقة على الجانب الكمي، بل تعداه إلى جانب النوعية، حيث نجحت كثير من الصحف الوطنية في مجاراة أكبر وسائل الإعلام العالمية، سواء من ناحية المعلومة أو من ناحية السبق الصحفي، أو من ناحية التحليل الموضوعي دون نسيان جانب تطور فنيات التحرير وتقنيات الإخراج، التي نقلت الصحف الوطنية من عهد الأبيض والأسود في التسعينيات إلى عهد الألوان في زمن بوتفليقة، الذي لم يعارض اقتناء بعض الصحف الخاصة لمطابع خاصة بها؛ إيمانا منه بضرورة فتح المجال أمام الخواص للمساهمة في تطوير الصحافة رغم بعض الانزلاقات الإعلامية المسجلة هنا وهناك. وفي رأي كثير من المتتبعين، فقد نجحت سياسة الرئيس بوتفليقة في مجال الإعلام والاتصال في نقل الصحافة الجزائرية إلى مرتبة العالمية، بدليل أن الكثير من الصحف الوطنية ورغم النقائص المسجلة تحولت في السنوات الأخيرة إلى مرجع لكبريات وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية والإذاعية العالمية بعد أن كانت »نسيا منسيا«. وقد لعبت شبكة الأنترنت وحرية استعمالها في الجزائر عكس كثير من الدول الأخرى، دورا بارزا في إيصال صوت الصحف الجزائرية للعالم، فبات العالم كله يشهد على المستوى الذي بلغته الصحافة الجزائرية في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد أثبتت الحرب الإعلامية الأخيرة بين بعض أبواق النظام المصري والصحف الجزائرية، درجة التأثير التي بلغتها صحفنا، وكذا قدرتها على التصدي لكل المتطاولين على الجزائر، وهو أمر مشهود له حتى في مصر، التي لم تستطع آلتها الإعلامية الضخمة أن تصل إلى مبتغاها، الرامي إلى تشويه ثورة وشعب وحكومة الجزائر، وذلك بفضل يقظة وسائل الإعلام الجزائرية. كما عرف مجال السمعي البصري تطورا لافتا للنظر في عهد الرئيس بوتفليقة. وبينما تستعد الجزائر لإطلاق قنوات تلفزيونية متخصصة جديدة، منها القناة الرياضية، احتفلت كثير من ولايات الوطن مؤخرا بتدشين إذاعات محلية، حيث أصبحت لكل ولاية تقريبا إذاعتها التي تنقل انشغالات مواطنيها، وتُعد همزة وصل بينهم وبين المسؤولين المحليين، وهو أمر له بالغ الأثر على التنمية المحلية.