مرضى القلب في خطر ندرة حادة في دواء السنتروم بصيدليات العاصمة عرفت صيدليات العاصمة نقصا حادا في بعض الأدوية وقد كان الأوفر حظا من له أقارب في بلاد المهجر من أجل الحصول على الدواء وقبل فترة كانت مختلف الأدوية متوفرة عبر الصيدليات وعلى اختلافها بين المستوردة من فرنسا ومن إيطاليا ومن الأردن وكان الزبون يكتفي فقط بتقديم الوصفة الطبية إلى الصيدلي من أجل اقتناء الدواء ولكن اليوم اضطر العديد من المرضى أن يخوضوا رحلة بحث طويلة على دواء السنتروم عتيقة مغوفل يعتبر دواء السنتروم مهما جدا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين باعتبار أن له دورا أساسيا في تنمية الدورة الدموية ونقصانه قد يؤدي إلى موت المريض زيادة على ذلك يؤكد العديد من الأطباء على ضرورة تناول دواء سنتروم وعدم تركه شريطة عدم الإفراط في تناول الجرعة وفي حالة ندرة الدواء يترتب عنه تعقيد في حياة المريض وقد يؤدي حتما إلى الموت إلا أن هذا الدواء منعدم في الكثير من صيدليات العاصمة رغم أن سعره منخفض ولا يتجاوز 180 دينارا جزائريا للعلبة الواحدة. رحلة بحث طويلة عن الدواء حتى نتمكن من التحقق من صحة الإشاعات الرائجة عن نقص دواء السنتروم في صيدليات العاصمة قامت أخبار اليوم بجولة إلى بعض من هذه المحلات وبالبداية كانت من الصيدلية الأولى التي دخلناها بأحد شوارع بلدية باب الوادي هناك سألنا البائع عن توفر الدواء من عدمه فأجابنا أنه غير موجود توجهنا لصيدلية ثانية بحي كيتاني ذات البلدية فأخبرنا أنه غير موجود هناك فقررنا أن نذهب إلى صيدليات أخرى في بلديات أخرى فتوجهنا إلى ساحة أول ماي ودخلنا صيدلية بمحاذاة مستشفى مصطفى باشا وسألنا البائع فيها إن كان الدواء متوفرا فقال إنه غير موجود وناقص نوعا ما إجابته دفعتنا للتساؤل عن أسباب فقدانه فأجابنا إنه كلما ذهب عند تاجر الجملة الذي يقتني من عنده الأدوية لا يجد الدواء متوفرا ويخبره هذا الأخير أنه يدخل إلى الجزائر بكميات قليلة ويتم توزيعه فقط للتجار الذين لديهم معارف في وزارة الصحة. ... والمضاربون يجدونها فرصة لتحقيق الربح ليواصل الصيدلي حديثه إلينا قائلا إنه في أحد المرات كانت عنده كمية قليلة من الدواء فقصده أحد الأشخاص الذي يعرفهم وتوسل إليه أن يبيعه ثلاث علب من أجل أخذها إلى بعض المرضى في إحدى الولايات الداخلية للوطن فحن قلب الصيدلي وباع للزبون ثلاث علب بسعر 180 دج للعلبة الواحدة إلا أن ذاك الزبون كان شخصا لئيما أخذ ذاك الدواء ليبيعها إلى أحد الأطباء الذين يعرفهم بسعر 500 دج للعلبة الواحدة إلا أن القدر شاء أن يدخل ذاك الطبيب إلى تلك الصيدلية ليقدم عرضا مغريا للصيدلي ويطلب منه شراء علب الدواء منه بسعر 1000 دج للعلبة الواحدة أي قرابة 4 أضعاف ثمنها الأصلي ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن فسرعان ما تفطن الصيدلي لعلب الدواء التي قد باعها لأحدهم ب180 دج فقط ويأتي الطبيب صاحب المهنة النبيلة ليبيعها ب1000 دج غير مدرك أن الآلاف من الأشخاص قد يحتاجها لإنقاذ حياتهم. وزارة الصحة تفند نقصه من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن فتح تحقيق رسمي حول أسباب الندرة الكبيرة التي يشهدها دواء سنتروم الموجه لعلاج المصابين بأمراض القلب والضغط الشراييني وقالت إن النقص المسجل في هذا الدواء في بعض المناطق من الوطن مفتعل باعتبار أن الكميات التي تم استيرادها منذ جوان الماضي تفوق حجم الطلب. وأوضح ذات المصدر أن النقص ناتج عن تصرفات مشبوهة وأن الوزارة ستتخذ الإجراءات المناسبة لتطبيع وفرة هذا الدواء في السوق من جهة وتطهير السوق من بعض التصرفات المشبوهة التي قد تكون وراء نقص الدواء بالإضافة إلى هذا فإن الكميات التي تم استيرادها من هذا الدواء الأصلي منذ جوان الماضي وإلى غاية شهر سبتمبر بمعدل 60 ألف علبة شهريا يفوق حجم الطلب الوطني المقدر ب 40 ألف علبة شهريا مما أدى إلى تحسن وضعية العرض مما كانت عليه في السابق فيما كشف عن أنه تقرر استيراد 300 ألف علبة خاصة بتغطية الطلب الخاص بالأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الجارية..