الإهمال العائلي سبب في تفشي ظاهرة اختطاف الأطفال أبرياء يدفعون ثمن تهاون الأولياء أضحت ظاهرة اختطاف الأطفال كابوسا يهدد المجتمع الجزائري خصوصا في السنوات الأخيرة فلا يكاد يمر شهر إلا وترتكب جرائم شنيعة في حق أطفال في عمر الزهور.. يُختطفون يغتصبون وينكل بجثثهم من قبل وحوش بشرية ويكون الدافع إما ابتزاز أو تصفية حسابات عائلية أو إرضاء لشهوات جنسية والنتيجة إحصائيات ثقيلة وصلت إلى247 طفل مختطف سنة 2015 ورغم تعدد أسباب الظاهرة إلا أن العامل الأول يرجع إلى نقص حرص الأولياء على سلامة أبنائهم. مريم مزيت يعتبر الإهمال العائلي والتهاون واللامبالاة السبب الرئيسي لتفشي ظاهرة الاختطاف في المجتمع الجزائري ففي كثير من الأحيان يصادفنا أطفال لم يتجاوز سنهم العشر سنوات يلعبون في الشارع في وقت متأخر من الليل أو وقت القيلولة دون رقيب أو حسيب وكأن لا أهل لهم وآخرون يقطعون مسافات كبيرة للوصول إلى مدارسهم وهذا ما يجعلهم فريسة سهلة للذئاب البشرية. وفي نفس السياق أعدت قناة النهار الجزائرية ريبورتاجا لمعرفة هل الأطفال محصنين وهم برفقة أوليائهم في الأماكن العمومية فكانت النتيجة رهيبة استطاع الصحافي وبكل سهولة استدراج أحد الأطفال بحبة حلوى فقط أمام أوليائهم ودون أن ينتبه الأولياء لغياب أطفالهم من هنا نلاحظ أن الأولياء لم يبقوا مصدر أمن وحماية لأطفالهم. وفي المقابل نرى كثيرا من الأولياء رغم وصول أبنائهم مرحلة المتوسط أو الثانوي إلا أنهم لايزالوا يقومون بإيصالهم إلى المتوسطة أو الثانوية حرصا على سلامتهم وأمنهم من هذه الظاهرة. حصيلة ثقيلة تزرع الرعب بين العائلات اكتسحت ظاهرة اختطاف الأطفال الشارع الجزائري بعدما كانت غربية عن مجتمعنا وديننا وأصبح كل من تسول له نفسه يمس بالبراءة لإشباع نزواته النفسية أو لأطماع مادية وعرفت الظاهرة منحنى تصاعديا في الآونة الأخيرة فقد أشارت منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف إلى أن الجزائر سجلت من سنة 2001 إلى غاية سنة 2012 أكثر من 900 حالة خطف أطفال تتراوح أعمارهم مابين 4 إلى 16 عاما. في السياق ذاته سجلت مصالح الأمن حسب مصادر إعلامية سابقة 195 حالة اختطاف 143 منهم إناثا و53 ذكورا كما سجلت مطلع هذه السنة 52 حالة اختطاف من بينهم 22 تعرضوا للقتل. لتصبح الحصيلة من 2014 إلى غاية شهر جويلية من السنة الجارية 247 طفلا مختطفا يضاف إليها حالات اعتداء جنسي على 1663 طفلا من بين 6151 طفلا تعرض للعنف في الجزائر. حصيلة ضخمة أصبحت بمثابة كابوس يهدد العائلات الجزائرية التي باتت تخشى على فلذات أكبادها من هذه الظاهرة. وفي الأخير تبقى مسؤولية محاربة هذه الظاهرة على عاتق الجميع فعلى الأولياء السهر على مراقبة أبنائهم وعلى الأئمة التحذير من عقاب الله عز وجل لمرتكبي هذا النوع من الجرائم كما على السلطات العليا القيام بالتدابير اللازمة للحد من هذه الظاهرة وعلى المشرعين سن عقوبات ردعية على هؤلاء المجرمين.