يبدو أن ظاهرة اختطاف الأطفال بدأت تعرف منعرجا خطيرا يستدعي التحرك العاجل للجهات المسؤولة نتيجة الارتفاع المقلق للحالات المبلغ عنها لدى مصالح الشرطة والدرك الوطنيين من قبل عائلات الضحايا. وبالرغم من أن الكثير من الباحثين و المختصين في علمي النفس والاجتماع يؤكدون شح الإحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة الاجتماعية إلا أنهم لم ينفوا خطورتها على المجتمع الجزائري بحكم أنها أضحت قضية رأي عام .. وحتى وإن وجدت الأرقام فإنها لا تعكس الحجم الحقيقي لظاهرة الاعتداء على البراءة في ظل الصمت الرهيب الذي تتخذه عائلات الضحايا إزاء ما يتعرض إليه أبناؤها خاصة إذا ما كان الجناة من الأهل والأقارب . وحسب آخر الأرقام المقدمة من قبل مصالح الأمن الوطني فإنه قد تم تسجيل أكثر من 195 حالة اختطاف في 6 أشهر الأولى من العام الجاري أغلب الضحايا فتيات حيث وصل عددهن إلى 143 فتاة مختطفة . وجاء في الأرقام المقدمة من قبل مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني تناقلتها وسائل الإعلام أن الشرطة سجلت منذ بداية السنة 6151 حالة اعتداء على الأطفال بمختلف ولايات الوطن وهو رقم قد يتضاعف إذا ما قمنا بتحليل إحصائيات الدرك الوطني في نفس السياق باعتبار الشرطة والدرك كل مسؤول على إقليمه الحضري والشبه الحضري على الترتيب .. وتتقدم هذه الحالات الاعتداءات الجسدية ب 3733 حالة تليها الاغتصاب والفعل المخل بالحياء ب 1663 حالة خلال نفس الفترة الزمنية من جهتها تستقبل شبكة ندى لحماية الطفل ومقرها الجزائر العاصمة أكثر من 300 مكالمة يوميا على خطها الهاتفي الأخضر 30-33 تتعلق بالاعتداء بكل أشكاله على البراءة حيث تسعى العائلات المتصلة إلى البحث عن سبل التكفل النفسي بأبنائها الضحايا .