ادّعت أنه تمّ اِختطافها أُمّ تذبح رضيعتها وترمي بها في القمامة
عالجت محكمة جنايات العاصمة واحدة من أبشع جرائم القتل التي قد تشهدها الإنسانية بطلتها امرأة في الثلاثينات من العمر تجرّدت من مشاعرها وأحاسيسها وأقدمت على ذبح فلذة كبدها (سيرين) التي لم يتعدّ عمرها 24 يوما من الوريد إلى الوريد وفصل رأسها عن جسدها قبل أن تلفّها في بطّانية وكيس بلاستيكي وتُلقي بها في القمامة ذنبها الوحيد أن الجانية كرهت زوجها ووالد أبنائها وقرّرت الانفصال عنه. قاعة الجلسات شهدت ذهول وتحسّر جميع الحاضرين لأن البراءة التي حرمت من الحياة على يد والدتها التي أنجبتها وانطفأت شمعتها في 24 يوما لم تكن ثمرة علاقة محرّمة أو اعتداء جنسي بل ثمرة زواج شرعي أثمر في البداية بطفلين يبلغان من العمر على التوالي 07 و05 سنوات. تعود تفاصيل الجريمة الشنعاء التي احتضنها حي الباهية بالقبّة إلى شهر نوفمبر 2011 عندما أقدمت المتّهمة (ق. راضية) على ارتكاب جناية القتل العدمي مع سبق الإصرار والترصّد بذبح ابنتها البريئة من الوريد إلى الوريد باستعمال سكّين مطبخ لتضع الجثّة في 4 أكياس بلاستيكية وتلقي بها في القمامة مستغلّة تواجدها بمفردها في المنزل حيث توجّه زوجها إلى عمله وطفلاها إلى المدرسة وحماتها للتسوّق لتقوم بعدها بنسج سيناريو مُحكم حيث بدأت بالصراخ والعويل طالبة النجدة من الجيران بعدما أخبرتهم بأن هناك لصوصا اقتحموا عليها الشقّة وقاموا بسرقة مبلغ مالي من الخزانة واختطفوا الرضيعة لتشرع حماتها في الصراخ ثمّ توجّهت الجانية مباشرة إلى مركز الشرطة لإيداع شكوى بخصوص اختطاف رضيعتها وصادف ذلك وجود شخصين في مركز الشرطة وبحوزتهما الكيس الذي كانت به الرضيعة مؤكّدين أنهما لاحظ على الجانية وهي تضع الكيس في القمامة بكلّ هدوء وكانت تحاول لفت انتباههم وإبعاد نظرهم عن الأكياس ورغم أنها كانت تصرخ لاختفاء ابنتها إلاّ أنها كانت تضع الكيس بكلّ هدوء. إثر ذلك تنقّلت مصالح الضبطية القضائية إلى مسرح الجريمة وبعد عملية تفتيش دقيقة عثرت على بقع الدم في الرواق والمنزل وبطّانية مغسولة عليها بعض البقع المشبوهة إلى جانب سكّين مطبخ مغسول وبه بقع دم وخلال توجيه الاتّهام لها اعترفت بالجرم المنسوب إليها وأكّدت أنها قررّت قتل ابنتها قبل الواقعة ب 10 أيّام كرهها الشديد لزوجها وأنها بمجرّد أن خرج الجميع من المنزل قرّرت ارتكاب جريمتها حيث توجّهت إلى مهد الطفلة ومرّرت السكّين على رقبتها إلى أن فصلت رقبتها عن جسدها ولم تبق سوى جلدة بين الجسم والرقبة في الجهة اليمنى ثمّ لفّتها في غطاء ووضعتها داخل 4 أكياس. وخلال جلسة المحاكمة تبيّن أن المتّهمة لم تكن في كامل قواها عقلية حيث كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة حيث كانت كثيرة الصراخ والتذمّر من بكاء وصراخ رضيعتها الدائم كما أنها معروفة بعدوانيتها فقد سبق وأن اعتدت على حماتها ضربا بواسطة عصا خشبية وفي كثير من الأحيان كانت تقوم بكسر الأواني دون سبب. وبعرض الجانية على مختصّين أجمعوا على أنها تعاني من الجنون المطلق حسب الخبرة التي أنجزت يوم 19 ماي 2015 في حين أكّدت النيابة العامّة أن التهمة ثابتة في حقّها كونها لم تكن مجنونة أثناء ارتكابها الجريمة بدليل السيناريو المحكم للاختطاف الذي نسجته لإبعاد الشبهة عنها والتمس في حقّها 20 سنة سجنا نافذا وبعد المداولات قرّرت المحكمة وضعها بمستشفى (فرانتز فانون) بالبليدة لتلقّي العلاج.