الغارات الرّوسية تطرد عشرات الآلاف نزوح جماعي للسوريين نحو الحدود التركية تتواصل معارك عنيفة في ريف اللاّذقية بين فصائل المعارضة المسلّحة والقوّات النظامية المدعومة من قِبل الطيران الحربي الرّوسي الذي يشنّ عشرات الغارات الجوية يوميا على بلدات ومناطق المعارضة ما يتسبّب في سقوط قتلى وجرحى مدنيين إضافة إلى أضرار مادية كبيرة الأمر الذي اضطرّ عشرات آلاف المدنيين في المناطق الحدودية السورية التركية إلى النزوح في ظلّ ظروف إنسانية صعبة. قال الناشط الإعلامي في ريف اللاّذقية أحمد الكابتن إن (الأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية تسوء بشكل يومي جرّاء حركة النزوح الجماعي إلى الحدود السورية التركية جرّاء القصف المكثّف للطيران الروسي للبلدات) مقدّرا عدد النازحين إلى الآن (بأكثر من 100 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنّساء وكبار السنّ). وحسب الكابتن فإن (القصف المتواصل على مدار 24 ساعة تسبّب في تهجير شبه كامل لجبل الأكراد والتركمان حيث أن العائلات تتجمّع على الشريط الحدودي منهم من يعيش في العراء رغم سوء الأحوال الجوّية مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة). * الجوع يهدّد 50 ألف شخص في ريف دمشق في بلدات مضايا وبقين والزبداني في ريف دمشق المحاصرة من قِبل قوّات النظام السوري منذ نحو خمسة أشهر هناك أكثر من 50 ألف مدني جلّهم من الأطفال والنّساء محرمون من المواد الغذائية والطبية والمياه النظيفة ما قد يهدّد حياتهم. أعلَنت مصادر أهلية من بلدة مضايا أنه (خلال الأيّام الأخيرة مات ثلاثة أطفال جوعا في وقت يُصاب فيه العشرات من الأطفال والنّساء وكبار السنّ بحالات إغماء يومية بسبب سوء التغذية) ولفتت إلى أن (الجوع بات يُهدّد حياة العديد من المحاصرين في البلدة بالإضافة إلى النقص في الأدوية خصوصا تلك الخاصّة بالأمراض المزمنة والالتهابات وغيرها). وبيّنت المصادر أن (كثيرا من العائلات تكتفي بالمياه على مدى يومين أو ثلاثة بسبب عجزها عن تأمين الطعام وإذا ما تأمّن تكون الوجبة الغذائية عبارة عن مياه وقليل من الملح الصخري والحشائش وأوراق الشجر إلا أنه حتى هذه الحشاش لم تعد متوفرة بسبب البرد الشديد والصقيع) أضافت أن (أكثر من 30 شخصا أصيبوا بحالات تسمّم خلال الفترة الماضية بسبب تناول أعشاب سامّة) لافتة إلى أن (الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم بعدما تحوّل النّاس إلى أشباح بسبب نقص التغذية). وتابعت المصادر أن (هناك إصرارا على حصارنا في البلدة بهدف تجويعنا فقد تحوّلت البلدة إلى معتقل كبير). في الوقت نفسه تلفت المصادر (إلى أن حقوق المعتقل للحصول على الطعام والدواء سلبت منا هنا فما يحدث أشبه بإعدام جماعي) وأضافت أن (كلّ من يحاول الخروج من مضايا والزبداني وبقين بالإضافة إلى بلدتي يطلق النّار عليه وقد قتل العديد من الذين حاولوا التسلّل إلى خارج البلدة بينهم أُمّ تركت أبناءها محاولة الخروج لجلب بعض الطعام من البلدات المجاورة وشابّان كانا يحاولان إدخال كمّية من حليب الأطفال والأدوية. حتى أن طفلة في الخامسة عشر من العمر حاولت الالتحاق بعائلتها خارج البلدة فانفجر بها لغم أرضي أدّى إلى إصابتها إصابة بالغة). بدوره قال محمد الزبداني ناشط في مضايا إنه (لا مبرّر لسياسة التجويع في بلدات مضايا والزبداني وبقين اليوم خصوصا أننا تقدّمنا بمبادرة لحلّ شامل لملف هذه البلدات وكان هناك تعهّد بتسليم جميع الأسلحة والسماح للقوّات الأمنية والنظامية بدخول المنطقة وتسوية أوضاع المسلّحين والمتخلّفين عن الخدمة العسكرية والمنشقّين بالإضافة إلى عودة جميع مؤسّسات الدولة إلى المنطقة في مقابل السماح بإدخال المواد الغذائية والطبّية وإعادة الخدمات).