محللون يؤكدون مع بداية السنة الجديدة: *** قبل عام هبطت أسعار النفط إلى النصف في ستة أشهر في حين كان المحللون يتوقعون انتعاش الأسعار في 2015 بينما راهن الكثير من التجار على هبوط الأسعار ومع انتهاء العام تبين أن التجار كانوا على صواب إذ هبطت أسعار النفط لتتكبد خسائر إضافية بمقدار الثلث هذا العام. ويتوقع المحللون حاليا أن ترتفع الأسعار في 2016 في حين كون المتعاملون مراكز بيع في سوق العقود الآجلة للنفط الأمريكي لتبلغ مستوى قياسيا في أوائل ديسمبر ويتمثل محور الاختلاف بين وجهتي النظر في كيفية التجاوب مع فائض إنتاج النفط الذي يقدره بعض المحللين بنحو مليوني برميل يوميا. ق.د/وكالات يتوقع كثير من المحللين تعافي الأسعار قرب نهاية 2016 بما يرفع متوسط السعر في العام بأكمله مع هبوط الإنتاج خاصة في الولاياتالمتحدة وسط معاناة شركات التنقيب من الديون وهبوط الإيرادات. لكن التجار يقولون إن المحللين استندوا في توقعاتهم لعام 2015 إلى منطق مشابه ويكررون الخطأ نفسه في توقعاتهم لعام 2016 في حين يخفض منتجو الخام التكاليف للصمود على المدى الطويل ويواصلون ضخ النفط بأسعار متدنية لخدمة الدين. وقال أويستين بيرينتسين العضو المنتدب لشركة سترونج بتروليوم في سنغافورة: (لقد انفض الحفل (أسعار النفط المرتفعة في السابق) على الأقل للعامين أو الثلاثة أعوام المقبلة) مضيفا أن شركات النفط خفضت تكاليفها استعدادا للتكيف مع انخفاض الأسعار لسنوات مقبلة. ومع تراجع الأسواق في ديسمبر وهبوط خام برنت إلى أدنى مستوى في 11 عاما ليقل قليلا عن 36 دولارا للبرميل بدأ بعض المحللين يظهرون علامات على إعادة النظر في توقعاتهم. وقال بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي في أحدث مذكراته التي نشرت قبل عيد الميلاد تحت عنوان (الرياح المعاكسة تشتد أمام النفط في 2016) إن (الآمال بعودة التوازن في 2016 ما زالت تعاني من انتكاسات). ولا يزال يتعين على المحللين خفض توقعاتهم كثيرا ليتغير اتجاهها من توقعات بتعافي الأسعار في 2016 إلى توقعات بهبوطها. وأظهر أحدث مسح أجرته رويترز وشمل 31 محللا أن متوسط السعر المتوقع لخام برنت العام المقبل سيبلغ 57.95 دولارا للبرميل بزيادة تتجاوز 20 في المئة فوق القيم الحالية في السوق الحاضرة. ويتمسك الكثير من المحللين بفكرة أن خفض الإنتاج سيعكس مسار السوق في السنة المقبلة. وقال ريك سبونر كبير محللي السوق لدى (سي.إم.سي ماركتس): (نحن نقترب على الأرجح من سوق أكثر استقرارا) مضيفا أنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 45 دولارا للبرميل في حين حذر من أنه ستكون هناك تقلبات كبيرة. غير أن السوق لا تبدي علامات تذكر على الثقة بحدوث تعاف حتى في أواخر العام المقبل. آمال ضئيلة ويظهر منحنى العقود الآجلة لخام برنت زيادة السعر بما يقل عن سبعة دولارات بدءا من العقود الآجلة تسليم فيفري 2016 وحتى تلك التي ينتهي تداولها في ديسمبر من العام المقبل وهو فارق أقل كثيرا مما كان عليه الحال في موجات الهبوط السابقة كما أنه يعكس قلة الثقة في أي زيادة خلال العام وفقا لما قاله بعض التجار. في الوقت ذاته يبلغ متوسط القيمة في عقود برنت الشهرية للعام المقبل 40.89 دولارا للبرميل بما يزيد 3.50 دولارات عن الأسعار الحالية ويقل كثيرا عن توقعات المحللين لمتوسط العام. ويبقى منحنى العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط كما هو دون تغير تقريبا آخذا في الاعتبار بالفعل ارتفاع الخام الأمريكي فوق برنت هذا الشهر للمرة الأولى منذ سنوات لكن هذا التطور لم ينعكس بعد في توقعات معظم المحللين. وفي 2015 بلغ متوسط سعر خام برنت 53.60 دولارا للبرميل في حين بلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 48.76 دولارا للبرميل بحلول 31 ديسمبر. ومن بين المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم بشأن توقعاتهم قبل نحو عام سيتي جروب الذي كانت توقعاته هي الأقرب لتلك الأرقام حيث توقع البنك أن يبلغ متوسط سعر برنت 63 دولارا للبرميل ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 55 دولارا للبرميل في 2015. وأشارت جميع التوقعات الأخرى إلى أن الأسعار ستتعافى بشكل أكبر من ذلك بكثير لكن السوق واصلت المسار الذي بدأته في جوان 2014 لعام آخر.