وصفة سحرية للوقاية من هموم الدنيا فتنة الإصابة بالهم لغلاء الأسعار يتعرض بعض الناس لحالات من التوتر والقلق وكثرة الضغوط والهموم وبعضهم يشعر بعدم الرضا ويبتعد عن القناعة ويحيا بعضهم في رغد من العيش وينقلب حاله إذا ابتلي بنقص في الرزق أو انتشرت حمى غلاء الأسعار مع زيادة التكاليف وكثرة الأعباء. وكثير من الناس يمر بظروف أصعب من ذلك وقد يصاب بمحنة كبيرة أو تهاجمه مصائب عديدة أو يمتحن بابتلاءات أشد من رفع الأسعار فينجح في مواجهة هذه العقبات ويصمد في وجه هذه الأزمات ويصبر على هذه المصائب فلماذا ينجح أحدنا في هذا الاختبار ويتجاوز الصعوبات ويصاب بعضنا باليأس أو القنوط أو تغلبه الهموم وقد تفتك بك المصائب وتقعده هذه المشكلات. فلا بد من النظر بواقعية للحياة الدنيوية وأنها مليئة بالمشكلات وقد تزعزعها بعض المنغصات أو تهدم أركانها عدد من المعوقات قال تعالى: (لقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد ) البلد 4 أي في مشقة. ولا ينجح الإنسان في الوقوف أمام هذه التحديات سوي بقوة الإيمان وبالرضا والقناعة فالمسلم الفطن يتوقع تقلب الأحوال وتغير الأزمان ويستعد لمواجهة ذلك بأن يؤسس حياته على ترسيخ العقائد الإيمانية السليمة ويتمسك بالقواعد الحياتية المتينة حتى يتمكن من الصمود في وجه تقلبات الزمن. وهناك سبب رئيس يجعل بعض الناس عنده القدرة على مواجهة المشكلات والتغلب على الأزمات والوقوف في وجه العقبات ومواجهة التحديات ألا وهو قرب الشخص من الله تعالى فالاستقامة على دين الله تعالى تعطي الإنسان قوة يواجه بها جميع المصائب ويستطيع تجاوز العقبات والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات مثل: قراءة القرآن والمحافظة على الأذكار والتي تبعد الشيطان الذي قد يوسوس باليأس. فليتفكر كل من لديه مشكلة مدى استقامته على دين الله وليبادر بالاستغفار والتوبة ويلتزم تقوى الله ويقبل على طاعته ويحرص على حسن الخلق مع التضرع إلى الله تعالى بالدعاء خصوصا في أوقات الإجابة مع مراعاة آداب الدعاء والمحافظة على الصلوات ومحاولة زيادة جرعة الإيمان وذلك بالتقرب إلى الله تعالى بسائر الطاعات وتجنب المعاصي والمنكرات. فالحياة الدنيوية لا تخلو من المشكلات بل ولا يكون لها الطعم المحبب للنفس إلا بوجود هذه الصعوبات فإذا أردنا حياة هنيئة تماما خالية من المعوقات فهذا حلم لا يتحقق إلا في الجنات نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها. والمشكلات تجعل للحياة طعما وروعة خصوصا إذا خرج منها الإنسان منتصرا فيشعر بالفخر والنجاح لأنه تمكن من التغلب عليها فتزيد الإنسان قوة وصلابة وتكسبه خبرة وعقلا ويتمكن من حل المشكلات مستقبلا والوقوف في وجه الصعوبات والصبر على المحن والابتلاءات. ومن السن الإلهية المعروفة: الابتلاء فالله سبحانه أن يبتليَ عبادَه ويمحِّصَهم: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ) البقرة:214. ولنعمل بهذا الحديث الشريف: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَلا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْكُمْ) رواه مسلم.