ثبات على رفض الظلم واستهداف الاحتلال هذه ملامح مستقبل انتفاضة القدس في 2016 قالت مؤسسة القدس الدولية إن الشعب الفلسطيني دخل انتفاضة القدس الأخيرة مرتكزا على إرادة التحرر ورفض الاحتلال واستغلت جميع عوامل الضعف لدى كيان الاحتلال من النضوب السكاني إلى الفشل الأمني والعسكري. وتابعت مؤسسة القدس الدولية في تقدير موقف أصدرته قبل أيام بعنوان (انتفاضة القدس وعام 2016) إن (المجتمع الفلسطيني دخل الانتفاضة مرتكزا على إرادة التحرر ورفض الاحتلال باعتباره قوة دفع تاريخية أساسية بينما كانت الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السابقة للانتفاضة تسير في الأغلب بعكس اتجاهها وتسعى لمنع حصولها). وأضاف التقرير: (من جانب الدولة الصهيونية فقد جاءت الانتفاضة في ظل بوادر (نضوب) سكاني واستراتيجي وسياسي وعقم عسكري عن الإتيان بإجابات شافية على مدى عقد مضى مع بقاء التفوق التكنولوجي والأمني عناصر تفوق ابتدائية). وعلى الصعيد الإقليمي قال التقرير: (جاءت الانتفاضة بعد الثورات العربية والموجة المرتدة عليها وآثارها من إنهاء وجود دول مركزية وإعادة الاهتمام بدعم الانتفاضة إلى ذيل الأولويات لدى كل دول الإقليم الكبرى في ظل مواجهة مفتوحة بينها). وسجل التقرير على المستوى الدولي أن (هناك تراجعا أمريكيا تدريجيا مستمرا دون تقديم بديل قادر على ملء الفراغ كقطب منافس ما يعني الانتقال إلى نظام عالمي خال من الأقطاب وقائم على قوى دولية كبرى) وتابع: (وهذا يعني ضمنيا انحسار الغطاء المطلق الذي كانت الدولة الصهيونية تحظى به في ظل النظام أحادي القطبية). وانتقل التقرير للحديث (عن السيناريوهات المتوقعة لمستقبل الانتفاضة عام 2016) وسجل أنه تتوزع بين (التوسع الاستمرار على الوتيرة الحالية والوصول إلى تسوية سياسية مبكرة تؤدي لاستدامة الوضع السابق لانطلاقها أو ذوبانها التدريجي) واعتبر أن (السيناريو الأول مفضل والرابع غير مرغوب وتبقى الاحتمالات متقاربة على أن الاستمرار على الوتيرة الحالية يبدو أقرب للتحقق). ووجهت الدراسة توصيات في ختامها لتجنب سيناريو الذوبان التدريجي والدفع باتجاه استدامة الانتفاضة وتوسيعها. * البحث جار عن منفذ عملية تل أبيب تواصل دولة الاحتلال البحث عن منفذ عملية تل أبيب وسط تضارب التكهنات حول مكان اختبائه بينما يوجه الرأي العام الإسرائيلي أصابع الاتهام لأجهزة الأمن لفشلها في العثور عليه. وتعيش قوات الأمن حالة من الارتباك ورغم الإمكانيات التكنولوجية المتطورة وعمليات التفتيش الواسعة التي تعكر الحياة العامة بمدينة تل أبيب فإن كل ذلك لم يؤدِّ لاعتقال نشأت ملحم منفذ العملية من قرية عارة داخل أراضي ال 48. ويشير المحلل للشؤون الأمنية يوسي ميلمان إلى أن قوات الأمن دفعت خيرة قواتها الخاصة لتل أبيب. ويوضح ميلمان أن عمليات التفتيش عن ملحم تتركز الآن في شمال تل أبيب بعد العثور على هاتفه المحمول أمس الأحد لكن الشرطة تقر بأنها لم تمسك بعد بأي طرف خيط يقودها للهدف. ولفت المحلل الأمني إلى أن قوات الأمن تعتقد بوجود علاقة بين العملية وبين قتل أمين شعبان سائق سيارة تاكسي عُثر على جثته بعد ساعة من العملية بالناحية الشمالية للمدينة. وفي ظل هذا الغموض يواصل عدد قليل من أهالي تل أبيب إرسال أبنائهم للمدارس في وقت يبدو شمال تل أبيب كمدينة أشباح يكتنفها التوتر الشديد كما يؤكد الصحفي حاييم فولفسون المقيم بالمدينة. ويكشف فولفسون أن ملحم عمل في الماضي بشمال المدينة بعدة وظائف وأن الشرطة تفتش مساكن الطلبة العرب بجامعة تل أبيب كما أن الإحباط ما انفك يلازم الإسرائيليين جراء الفشل في إلقاء القبض خاصة أنه مسلح مما يتسبب بحالة فزع للسكان. * سيناريوهات مفتوحة في غضون ذلك اعتقلت قوات الأمن -التي تخشى من قيام ملحم بعملية ثانية- شقيقه الآخر واستأنفت التحقيق مجددا مع والده الذي كان أبلغ الشرطة بعد العملية مباشرة بأن منفذها ابنه بعدما شاهد الصور في شاشة التلفاز. ولا تستبعد الشرطة أن يكون ملحم قد استولى على شقة سكنية في شمال تل أبيب وحوّل ساكنا مسنا فيها لرهينة مستغلا معرفته للمنطقة بحكم عمله في دكان خضراوات وفي مغسلة وسط ترجيحات أخرى بأنه فرّ لأراضي السلطة الفلسطينية. وعلى خلفية هذا الفشل قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان للإذاعة العامة إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن منفذ العملية ما يزال في تل أبيب وليس بمكان آخر. وشدد أردان على عدم قدرته الكشف عن المزيد من المعلومات حول العملية مبديا تفهمه للقلق الواسع في تل أبيب غير أنه دعا المستوطنين إلى الاعتماد على قوات الأمن ومواصلة حياتهم كالمعتاد رافضا الانتقادات والاتهامات للشرطة بعد إطلاع الجمهور على ما يجري بشكل كاف مثلما رفض التعقيب على اتهامات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لفلسطينيي الداخل.