اهتمام كبير بالشكليات مظاهر الإسراف والتبذير تغزو الأعراس الجزائرية * حلويات عصرية تستنزف مبالغ معتبرة أضحى أصحاب الأعراس في الفترة الأخيرة يهتمون كثيرا بجانب الحلويات بالنظر إلى كونها أساسية في أي عرس إلا أنها زادت من التكاليف لاسيما مع ميزات التباهي والتفاخر التي طبعت الكثير من النسوة والمنافسة الحادة التي اندلعت بينهن في ذلك الجانب مما أدى إلى ارتفاع تكاليف تحضير حلويات الأعراس وأضحت هي الأخرى تستنزف مبالغ مالية كبيرة بعد الاهتمام الكبير الذي أولاه البعض للشكليات. مبالغة وتكليف الحلويات التقليدية الجزائرية عرفت منذ القديم بشكلها الجميل وكذا بطريقة تحضيرها الصعبة فيمكن اعتبارها مختلفة عما هو معروف ومتداول عند بقية الشعوب العربية والغربية وتطبعها ميزة خاصة فالحلويات الجزائرية متنوعة جدا ولطالما رافقت هذه الحلويات الأفراح الجزائرية بكل أنواعها فقد اعتبرت زينة الموائد ولكنها تحولت في آخر فترة لحلويات مبالغ في زينتها ومن آخر الإبداعات قيام الحرفيات بتزيين الحلويات بطريقة مبالغ فيها لدرجة أنها أصبحت شبيهة بأدوات الزينة فقد طغى عليها في آخر فترة التزيين المفرط حتى أنها أصبحت لا تفتح شهية الفرد لتناولها وتتبع ذلك التزيين المبالغ فيه المبالغ الباهظة التي لا يقوى عليها الكثيرون فبقدر ما تكون الحلويات جدابة في شكلها بقدر ما تكون مرتفعة الثمن. أسعار خيالية للحلويات الحلويات المصنوعة خصيصا للأعراس ثمنها مرتفع للغاية وتدخل في تحديده العديد من المعايير لاسيما إن كانت مصنوعة من اللوز إلى جانب درجة التنميق والزينة وفي زيارة لنا إلى بعض المحلات المختصة في تحصير الحلويات أكد لنا البائعون بأن السعر تابع للجهد المبذول في تحضيرها فهي تأخذ منك الكثير من الوقت والجهد أيضا كما أنها تتطلب عددا أكبر من العاملين لذا فهي مرتفعة الثمن كما أن المواد التي تدخل في صنعها مرتفعة السعر فالجوز واللوز ثمنهما مرتفع لذلك تكون الحلويات مرتفعة السعر نوعا ما أما أخرى فقد قالت لنا إنها تصنع الحلوى بالزبدة الأصلية لهذا فهي تبيعها بثمن جد مرتفع لأن الزبدة ليست في متناول الجميع كما أنها تمنح للحلوى نكهة طيبة وتجعلها ألذ وهذا ما أكده لنا زبائنها فعلى حد قولهم فهي تستحق ذلك الثمن فهي شهية كما أن شكلها الجميل مطابق لذوقها اللذيذ لكن أصحاب الأعراس أكدوا أنهم يعجزون في بعض الأحيان عن اقتنائها من الخارج أي من عند المحلات المختصة بالنظر إلى المبالغ الكبيرة التي تفرضها بعض المحلات وقالت إحدى السيدات إن حلويات ابنها الذي تزوج مؤخرا كلفتهم مبلغ 12 مليون سنتيم خاصة وأنها عكفت على تحضير 5 أنواع في العلبة وعلى الرغم من نكهتها الخاصة وإعجاب كل المدعويين بها إلا أن المبلغ كان باهظا وحفظت الدرس وقالت إنها قررت صنع حلويات عرس ابنتها في المنزل على الطريقة التقليدية بجمع نسوة العائلة والتعاون فيما بينهن وستصنها باللوز ورأت أنها سوف لن تكلفها مثلما كلفتها حلويات عرس ابنها. قنوات ومواقع تختص في الحلويات لقد لاقت في الفترة الأخيرة القنوات التلفزيونية المتخصصة في الطبخ رواجا كبيرا بين الناس فقد صار هذا الأمر حديث العائلات الجزائرية فقد دأبت هذه القنوات على تقديم برامج للحلويات وتركز دوما على طريقة التزيين التي اهتم بها الكل فالعين تأكل قبل الفم وقالت لنا إحدى الماكثات بالبيت بأنها وجدت ضالتها في هذه القنوات فقد تعلمت منها الكثير من التقنيات والتي طبقتها على حلويات العيد كما أن حرفيات حلويات الأعراس عادة ما نجدهن ينشغلن بكل ما هو جديد من أجل الإبداع أكثر في تحضير الحلويات للزبائن وبكل تأكيد المقابل سيكون كبيرا على حسب التنميق والشكل العصري للحلويات. وحتى مواقع الإنترنت لم تقصر هي الأخرى في نقل فنون تزيين الحلويات ففي الوقت الراهن تخلى الناس على الحلويات البسيطة وبدؤوا يتوجهون نحو التكلفة والمبالغة في التزيين الذي طغى على الحلويات فقد صرنا نشاهد يوميا أنواعا جديدة من الحلويات والأنواع القديمة صار من النادر مصادفتها وقد صادفنا الكثير من قنوات اليوتوب التي تختص في تقنيات التزيين. الحلويات هي زينة الأفراح الجزائرية فلا يمكن تصور عرس من دون حلويات لكن وجب الابتعاد عن المبالغة والزيادة في التكاليف حتى نبتعد عن مظاهر الإسراف والتبذير التي نهانا عنها ديننا الحنيف وهي كلها جوانب شكلية جعلت من الزواج خطوة عسيرة.