- الأعراس بين الأمس واليوم- مغالاة وتبذير في تحضير حلويات العرس تعد الحلويات الحاضرة الأولى في الأعراس الجزائرية لإكرام المدعويّين وتحضر قبل العرس بأيام وبكميات كبيرة لأجل استيفاء الطلبات يوم العرس لكن تلك العادة ميزتها العديد من نقاط الاختلاف بين أعراس الأمس وأعراس اليوم بحيث كانت الحلويات بالأمس لا تخرج عن حدود بيت أصحاب العرس إذ تجتمع النسوة أسبوع قبل العرس لتحضيرها ويتعاونّ في صنعها في أجواء بهيجة تملأها الزغاريد والفرحة كما كانت حلويات تقليدية بسيطة لا تخرج عن (البقلاوة والعرايش ومقروط اللوز والمقروط المعسل). أما اليوم فالحلويات صارت تجلب إلى بيت العرس في ذات اليوم وأضحى الاعتماد كبيرا على (الحلواجيات) اللواتي يحترفن صنع الحلويات ومن ثمة تخصص ميزانية لذلك تعد بالملايين وتضيف تكاليف إلى أهل العرس خاصة مع الأشكال المنمّقة التي صارت تفرضها العائلات في أعراس اليوم من دون أن ننسى أنواعها التي فاقت الحد المعقول وأضحت تصل من 6 إلى 8 وحتى 12 نوعا بالنسبة للعائلات الميسورة الحال بغرض التباهي والتفاخر والمنافسة في ذلك الجانب الذي أضحى يحترز حيزا كبيرا من الاهتمام. اقتربنا من بعض النسوة من اجل رصد آرائهن في الموضوع فكانت آراء متباينة إلا أن أغلب الآراء أكدت على الهوس الذي أصاب البعض في جانب تحضير الحلويات وصارت هناك منافسة شرسة بين العائلات في الظهور بمظهر مميز يوم العرس تتداوله الألسن فيما بعد. الحاجة فاطمة الزهرة تقول: (إن أعراس الأمس لم يسجل فيها ذلك الابتداع الذي لا يخدم أصحاب العرس بل يضاعف مصاريفهم بسبب ما هو حاصل الآن ورأت أن العائلات صارت تتصف بالتبذير حاليا خصوصا لكثرة الأنواع فبالإضافة الى حلويات العلبة التي قد تصل الى خمسة أنواع نجد الحلويات الجافة التي تصطف في الصحون على الطاولات حتى يصاب المدعوون بالتخمة من جرّاء كثرة الأنواع وأضافت أنه وجب التعقل فتلك الحلويات صرفت فيها ميزانية بسبب غلاء المستلزمات فحتى اللوز وصل إلى سعر 2000 دينار دون أن ننسى الأنواع الأخرى التي تدخل في تحضير الحلويات كالجوز والفستق التي وصلت أيضا إلى أسعار خيالية. الآنسة ريمة قالت إنها مقبلة على الزواج وأرادت أن تقيم عادات زمان من حيث تحضير الحلويات في المنزل بجمع قريباتها أسبوع قبل العرس خصوصا وأن منهن من تحترف صنع الحلويات وعن عدد الأنواع قالت إنها سوف تكتفي بثلاثة أنواع في العلبة بالإضافة إلى المقروط المعسل الذي ترفقه بالشاي وعن الحلويات الجافة قالت إنها ضد تحضيرها فهي تضيف عبئا ماديا ومعنويا على أهل العرس ورأت أن تعوضها ب(المعارك) لتقلص من التكاليف والأعباء. السيدة ربيعة قالت إنها حضرت عرسا لعائلة ميسورة قدّمت في العلبة 12 نوعا من الحلويات وكانت علبة كبيرة منمقة تنميقا رائعا وكلها مصنوعة باللوز والفستق والجوز لكن على الرغم من حرية الأشخاص في إعداد أعراسها إلا أنها رأت أن في ذلك مغالاة من أجل الظهور والبروز أمام الناس وأضافت أن من (الزوالية) من لا يستطيع حتى تحضير حلويات الكاوكاو وكان على الغنياء التفكير في إخوانهم الفقراء ومساعدتهم في اعراسهم ووجدت في ذلك نوع من الأنانية إلى جانب التبذير المعلن. لتبقى الحلويات جزءا هاما من الأعراس الجزائرية وتكون أجمل وأروع لو تجنبنا فيها التبذير والمغالاة.