يبدو أن أحداث كولونيا الأخيرة في ألمانيا أثارت مخاوف أمنية – خاصة وأن الشرطة قد نسبت العديد من أعمال السرقات و التحرش في تلك الليلة إلى مغاربيين، ما دفع بالسلطات الألمانية إلى التحرك سريعا لتكثيف الضغوطات على دول من بينها الجزائر... وفي سياق متصل، يقول نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد زيغمار غابرييل مخاطبا دول المغرب العربي: "من غير المقبول أخذ المساعدات التنموية (منا) وفي الوقت نفسه رفض مواطنيها الذين لا يحصلون على حق اللجوء عندنا!". ويضيف غابرييل في حديث مع القناة الأولى أن ألمانيا مستعدة لتقديم الدعم الاقتصادي لدول شمال إفريقيا، ولكن فقط عندما "تكون تلك الدول منصفة وتسمح بعودة مواطنيها( الذين ترفض طلبات لجوئهم". من جهته، طالب وزير العدل الألماني هياكو ماس بضرورة القيام بمفاوضات أكثر صرامة مع الدول المغاربية لتسريع عملية ترحيل مواطني لها يرتكبون جرائم في ألمانيا أو الذين يتم رفض طلبات لجوئهم. وفي حوار مع صحيفة راينشه بوست الألمانية قال الوزير ماس: "يتيعن علينا زيادة الضغط على هذه الدول حتى تلتزم باتفاقية إعادة مواطنيها (المرفوضين)." يذكر أن السلطات الالمانية أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أنه عندما يتم رفض طلبات لجوء لمواطنين من المغرب والجزائر وتونس، ويجري الإعداد لابعادهم، فإن هذه الدول ترفض استعادتهم إن لم يكن في حوزتهم وثائق تثبت هويتهم الوطنية، ما يعرقل عندئذ اجراءات الإبعاد، رغم وجود اتفاقات بهذا الشأن. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد قال خلال زيارته لبرلين قبل أيام قليلة، أنه قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".