تظاهر مئات المواطنين، بالمشاركة مع أحزاب المعارضة مساء الجمعة، احتجاجا على مقتل شاب من الجماعات السلفية في محافظة الإسكندرية (سيد بلال 32 سنة). ويقول ذووه بأن الوفاة نجمت عن التعذيب أثناء التحقيق معه من قبل قوات الأمن على خلفية حادث كنيسة القديسين الذي راح ضحيته 23 وأصيب فيه أكثر من 90 آخرين. ونقلت قناة "الجزيرة" عن المتظاهرين احتجاجهم على طريقة تعامل الأمن مع المقبوض عليهم من المنتمين للتيارات السلفية وقولهم إن الذين تم اقتيادهم لمراكز التحقيق استخدم ضدهم اسلوب التعذيب خلال التحقيقات. واكد المتظاهرون أن القبض على بعض اعضاء هذه التيارات وإساءة معاملتهم تمَّ رغم انها تيارات "دعوية وليست جهادية" وأن السلفيين ليست لهم أي صلة بالجماعات الجهادية التي انتشرت في التسعينيات، بالاضافة إلى ادانة التيار السلفي لحادث الاسكندرية والتنديد به، على حد قول المتظاهرين. وكانت مصادر اخبارية قد افادت بوفاة احد عناصر الجماعة السلفية اثناء التحقيق معه في الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة رأس السنة. وبدأت نيابة الإسكندرية بفتح تحقيق موسع لمعرفة ملابسات مقتل السيد محمد السيد بلال حيث أمر المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية باستدعاء كل الضباط الذين جاءت أسماؤهم فى البلاغ المقدم من أسرته التي اكدت ان التعذيب طال كل اجزاء جسده لنيابة اللبان والمرفق معه التقرير الطبي الذي أشار إلى وصول القتيل لأحد المستشفيات بالإسكندرية. وقد سادت حالة من الحزن والفزع أمام منزل سيد بلال، الذى تم إلقاء القبض عليه فجر الأربعاء الماضي للتحقيق معه حول حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ومعه مايقرب من 300 شخص آخرين من أعضاء الحركة السلفية بالإسكندرية لاستجوابهم، وقد فارق سيد بلال الحياة بعد ذلك اثناء التحقيق معه. قال مؤمن بلال شقيق المتوفي:"فوجئنا باستدعاء من جهاز أمن الدولة لشقيقي بالحضور للتحقيق، وبعدها اقتحم رجال شرطة منزلنا فجر يوم الأربعاء الماضي، وتفتيش المنزل بطريقة هستيرية واصطحاب شقيقي والاستيلاء على جميع حاوياته من اللاب التوب والكتب والأوراق وغيرها". ومن جانبه طالب مركز "ضحايا" لحقوق الإنسان، النائب العام بالتحقيق في ملابسات مقتل سيد بلال المنتمي إلى الجماعات السلفية، والذي تم اعتقاله الأربعاء الماضي على خلفية التحقيقات حول تفجير كنيسة القديسين، وأثناء التحقيق تم الاعتداء عليه بالضرب الذي انتهى بوفاته بعد 24 ساعة من الاعتقال، بحسب اتهام أهل القتيل لقوات الأمن. وأكد المركز في بيان له أن الأجهزة الأمنية دفنت الجثة ليلا "رغماً عن أهله" الذين رفضوا دفنه وطالب المركز بسرعة الكشف عن وقائع هذه الحادث المروَّع واستخراج الجثة وإعادة تشريحها لمعرفة السبب الرئيسي للوفاة. من جهةٍ أخرى، شهدت أمس مساجد الإسكندرية الكبرى إجراءات تأمين غير مسبوقة من قبل أجهزة الأمن حيث حاصرت عربات الأمن المركزي الشوارع المحيطة لعدد كبير من المساجد بمختلف أنحاء المدينة، خاصة تلك التي عرف عنها بأنها تابعة للتيار السلفي. وذكرت بوابة "الأهرام" الالكترونية أن منطقة محطة الرمل تحولت إلى ثكنة عسكرية حيث حاصرت مدرعات وسيارات الأمن المركزي مسجد القائد إبراهيم الشهير. وهو المسجد الذي شهد في الأسابيع الأخيرة عددا من مظاهرات التيار السلفي السلمية ضد الكنيسة المصرية بسبب احتجازها مسيحيات اعتنقن الإسلام. وكان آخرها الأسبوع الماضي وقبل وقوع حادث تفجيرات شارع خليل حمادة أمام كنيسة القديسين. ويعدُّ مسجد القائد إبراهيم من أكثر المساجد التي شهدت مظاهرات لمختلف التيارات السياسية والدينية المصرية في الشهور والسنوات الأخيرة سواء لجماعة الإخوان أو التيار السلفي أو ناشطي 6 أفريل وغيرهم. * الأجهزة الأمنية دفنت الجثة ليلا "رغماً عن أهله" الذين رفضوا دفنه وطالب المركز بسرعة الكشف عن وقائع هذه الحادث المروَّع واستخراج الجثة وإعادة تشريحها لمعرفة السبب الرئيسي للوفاة.