أثار الهجوم الذي تعرّضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية (شمالي مصر) عقب منتصف الليلة قبل الماضية، وأسفر عن مقتل 21 شخصًا، موجةَ إداناتٍ وانتقادات واسعة من مختلف طوائف الشعب المصري، وأشار مسئولون رفيعو المستوى بأصابع الاتهام تجاه تنظيم القاعدة وأطراف أجنبية. وأدانت مشيخة الأزهر الشريف أمس السبت الحادث الذي وصفته بأنّه عمل "إرهابي جبان"، ودعت المصريين جميعًا إلى الاعتصام بوحدتهم. وقال الشيخ أحمد السيد أحمد تركي إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية: إنّ الحادث جبان يجب إدانته ودعَا إلى التكاتف بين المسلمين والأقباط لصالح مصر ولعدم تمكين الإرهابيين من تحقيق أهدافهم، مشيرًا إلى أن مشايخ الأزهر وعلماء وزارة الأوقاف سيقومون بأنشطة وتحركات لتأكيد الوحدة الوطنية. ومن جانبه، اتّهم هاني عزيز أمين عام جمعية محبي مصر السلام، في تصريحاتٍ صحفيةٍ جهات خارجية بالوقوف وراء الحادث، وقال: إننا دائمًا شعب واحد ولا يجب أن نسمح لهؤلاء الإرهابيين بإفساد العلاقة بيننا". كما دان الدكتور نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى الحادث الإرهابي ووصفه بالجبان، ودعا إلى الوحدة والتآلف لمواجهة هؤلاء العابثين بأمن مصر ووحدة شعبها. وبدوره، قال اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية: إن الحادث الإجرامي الذي وقع أمام كنيسة القديسين هو مخطط خارجي يستهدف الأمن الداخلي المصري وضرب الوحدة الوطنية. واتّهم لبيب خلال تصريحه لقناة "النيل للإخبار" المصرية تنظيم القاعدة بارتكاب هذه "الأعمال الإرهابية بعد تهديداتها المستمرة وتفجير بعض الكنائس"، مشيرًا إلى أنه كان هناك انفجار أمس بالعراق، نافيًا ما إذا كان الحادث له أي علاقة بالفتنة الطائفية، موجهًا رسالة إلى شعب الإسكندرية بضرورة التوحُّد لمواجهة الحادث. وقد ارتفع عدد قتلى الانفجار الذي استهدف كنيسة "القديسين" بمدينة الإسكندرية المصرية إلى 21 وإصابة 43 آخرين، فيما شكّلت لجنة من خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي لمعاينة موقع الحادث. وقال الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة: إنّ عدد حالات الوفيات في حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية ارتفع إلى 21 حالة، كما بلغ عدد المصابين 43 مصابًا، تَمّ نقل 35 منهم إلى مستشفى شرق المدينة، و8 إلى مستشفى الجامعة". وأوضح "أنّ وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي تابع الحادث لحظةً بلحظةٍ وأمر بإرسال فريق طبي بالإسعاف الطائر برئاسة الدكتور هاني مورو إلى الإسكندرية، يشمل عددًا من التخصصات الطبية، ويضم 7 أعضاء" . وأشار إلى أنّ الفريق توجه فور وصوله إلى مستشفى شرق المدينة وتابع جميع حالات المصابين، موضحًا أن الإصابات تراوحت ما بين كسور وحروق وجروح قطعية، وقرّر الفريق الطبي إرسال حالتين من المصابين إلى القاهرة لاستكمال علاجهم بمستشفى معهد ناصر حيث إنّ حالتهم تتطلب مهارات طبية خاصة. وأضاف أنّ الفريق الطبي يقوم حاليًا بمتابعة حالات المصابين في المستشفى الجامعي للاطمئنان عليهم وسوف يتم نقل أي من المصابين الذين تستدعي حالتهم إلى القاهرة لاستكمال العلاج. من ناحيةٍ أخرَى قرر المحامى العام لنيابات استئناف الإسكندرية المستشار ياسر الرفاعي، أمس السبت، تشكيل لجنة من خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي لمعاينة موقع حادث كنيسة "القديسين" بالإسكندرية . وانتقل فريق من النيابة العامة برئاسة مدحت شرف، رئيس نيابة المنتزه، بمعاينة موقع الحادث ومناظرة الجثث واستمعوا لأقوال المصابين وشهود العيان . ولفت الموقع الرسمي للإذاعة والتلفزيون في مصر أنّ الفحص المبدئي أشار إلى أن السيارة التي تسببت في الانفجار "كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها." وكان الرئيس المصري، حسني مبارك، طلب من كافة أجهزة الأمن الإسراع في التحقيق بانفجار السيارة المفخخة التي استهدفت الكنيسة بعد ساعات من وقوع الهجوم، وتبعته أعمال شغب من محتجين نصارى وقوات الشرطة. كما أصدر تنظيم "الإخوان المسلمون" بيانًا استنكر فيه التفجيرات، وسأل الله أن "يحفظ شعب مصر مسلمين وأقباطًا وأن يحمي بلادنا من كل مكروه وسوء."