انتشرت في الآونة الأخيرة كتب صغيرة ومطويات شيعية في مساجد العاصمة، تحت عنوان "أدعية طواف وسعي"، تعلم المصلين كيفية الدعاء أثناء تأدية العمرة أو الحج، والأغرب حسب محتوى الكتب التي وجدت في تلك المساجد أن جزءا منها كتب بالفارسية. وللوهلة الأولى وحسب عنوان أحد الكتب "أدعية طواف وسعي" الذي عندما يشاهده المصلي يظن أنه كتاب للأدعية والأذكار ولكنه عكس ذلك تماما وهو كتاب للشيعة. ومن يتمعن في الكتاب أكثر يلاحظ أنه لا يحتوي على اسم المؤلف ولا يوجد تخريج للأحاديث. ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها بل سبقها العديد من الوقائع التي حدثت عبر العديد من مساجد الجمهورية. واتهم مسؤول الصحوة الحرة السلفية، عبد الفتاح حمداش زراوي، سفارة إيرانبالجزائر بنشر هذا المذهب، بأساليب وصفها ب"الأخطبوطية"، حيث كشف أن هناك أزيد من 3 آلاف شيعي في الجزائر وينتشرون في مختلف ولايات الوطن، مؤكدا أنه حصل على إحصائيات تؤكد تواجدهم في كل مناطق الجزائر، مشيرا إلى أن سفارة إحدى الدول في الجزائر تضخ أموالا ضخمة لنشر التشيع وتدعم المتشيعين بشتى الطرق، مضيفا أن هناك علاقة بين رجال أعمال تلك الدولة والأموال التي يتلقاها الذين يقومون بنشر هذا المذهب. وأضاف المتحدث أن هناك قسما خاصا في السفارة نفسها يسهر على دعم هؤلاء الأشخاص ويتابع ملف الشيعة والمتشيعين في الجزائر، مؤكدا وجود "شيخ" شيعي يحضر أغلب تجمعات أو ما يسمونه ب"الحسينيات" التي يقيمونها. وفي هذا الشأن، طالب زيراوي السلطات العمومية بضرورة التصدي لهذه الظاهرة، وتطهير المساجد من هذه الكتب الشركية، ويطالب بإيقاف كل متشيع وتعريضه للمساءلة. كما أكد المتحدث أنه سبق أن وجد مثل هذه الكتب عبر مساجد العاصمة وفي العديد من مساجد الجمهورية، وذلك في كل من وهران، عين تموشنت، سعيدة، ومناخ فرنسا بالعاصمة، وبقسنطينة. حيث يعمل المتشيعون حسبه بدس هذه المطويات في وسط المصاحف. من جانبه أكد المهتم بقضايا التشيع في الجزائر والباحث نور الدين المالكي، أنه عثر مؤخرا على كتب شيعية بأحد مساجد حي حيدرة بأعالي العاصمة، مشيرا إلى أن هذه الكتب تدخل للجزائر بطرق غير شرعية، وذلك عبر الحدود الشرقية وبالتحديد تونس، كما تصل حسبه بعض الطرود البريدية من دولة الكويت تحمل في طياتها كتب شيعية. ورجح المتحدث أن تكون هذه الكتب الشيعية وضعت عن طريق الخطأ. كما لم يستبعد أن يكون ما حدث حرب أجنحة بين الطوائف الشيعية. للإشارة، شهدت الاحتفالات التي أقامها الشيعة بمدينة كربلاء العراقية بمناسبة إحياء أربعينية الإمام الحسين، السنة الماضية، مشاركة شيعة الجزائر الذين رفعوا العلم الوطني في سماء كربلاء لأول مرة منذ بداية انتشار الشيعة في بلادنا. وقام الوفد الشيعي الجزائري برفع العلم الوطني أثناء هذه المناسبة الدينية الشيعية، الأمر الذي يؤكد مدى تمدد هذا التيار في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، وهذا عكس ما تدعيه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي في كل مرة تقلل من مخاوف انتشار المذهب الشيعي في بلادنا. 0وفي هذا السياق، نشر مركز الأبحاث العقائدية الشيعي، عبر موقعه الإلكتروني ضمن ركن "المستبصرون"، عدد من المداخلات لجزائريين اعتنقوا هذا المذهب، يتحدثون عما يسمونه ب"القمع" و"المضايقات" ويطالبون القائمين على هذا المركز بدعمهم بالكتب والمرجعيات الشيعية الدينية، وكانت أبرز المداخلات لأحد الشباب من ولاية شرقية الذي تشيع سنة 2014، كتب يقول "اللهم صل على محمد وآل محمد الشيعة هو المنهج الحق ليتني تعلمته في المدرسة في صغري ضاعت مني سنون وأنا في الظلمات الحمد لله على التوفيق". حسب وكالة أنباء "براثا" العراقية "التشيّع بالجزائر نجح على حساب الصوفية والإباضية" قدّرت وكالة أنباء "براثا" العراقية المقربة من التيار الشيعي، أن "آلاف الجزائريين تشيّعوا بفعل أنشطة جمعيات رسمية وأخرى تنشط في سرية". وذكر تقرير للوكالة نقلا عما وصفته بمصادرها الخاصة في الجزائر أن "التشيع ينتشر بسرعة كبيرة في عدد من المدن الجزائرية الكبرى، كالعاصمة ووهران وسطيف وباتنة". وذكرت الوكالة حسب التقرير أن "الأنشطة الثقافية، وخطاب المقاومة من أسباب تحول الجزائريين إلى المذهب الشيعي". وحسب التقرير "ترعى جمعيات وتنظيمات أهلية وثقافية هذا التبادل، وبعضها تمت تسوية وضعه القانوني والآخر يعمل دون اعتراف رسمي، وأمام أعين السلطات". ولم يستغرب الباحث في شؤون التيارات الإسلامية محمد بن زيان الذي تواصلت معه وكالة "براثا" ما قال إنه لاحظ "تناميا ملحوظا للنشاط الشيعي في الجزائر"، معتبرا أن "البلاد صارت أرضية خصبة لمختلف التيارات الدينية والمذاهب الوافدة". وأكدت وكالة الأنباء أن "التشيع نجح في الامتداد على حساب المذاهب الأخرى في الجزائر مثل الصوفية والإباظية. وتعتبر الجزائر حسب الوكالة العراقية للأنباء "البلد السني الوحيد الذي يدرج عاشوراء في خانة أيام العطل مدفوعة الأجر، كعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف، وهو الأمر الذي يعارضه أنصار التيار السلفي ويعتبرونه انحيازا غير مبرر وخدمة مجانية لغير المذهب السني. بهاء الدين. م