اعتدى عليها رفقة زوجته.. والإعدام مصيره موظّف في مستشفى الدويرة يقتل والدته خنقا قضت محكمة الجنايات مؤخّرا بتسليط عقوبة الإعدام على موظّف سابق في مستشفى الدويرة أقدم رفقة زوجته على قتل والدته العجوز البالغة من العمر 77 سنة بعدما قاما بحنقها بواسطة خيط والاعتداء عليها بالضرب في أنحاء مختلفة من جسدها في حين قضت بانقضاء الدعوى العمومية في حقّ شريكته في الجريمة بسبب وفاتها. تفاصيل القضية التي هزّت قاعة الجلسات والتي راحت ضحيتها عجوز في العقد السابع من عمرها وتعاني من شلل أطرافها السفلى والعلوية تعود إلى تاريخ 16 سبتمبر 2009 حين تقدّم نجل الضحية المدعو (ل.ع) وهو متقاعد كان يعمل في مستشفى الدويرة إلى مصالح الدرك الوطني لبئر خادم من أجل إخطارهم بوفاة والدته البالغة من العمر 77 عاما مؤكّدا أنه وفي حدود منتصف اللّيل وبينما كان خارج المنزل اتّصلت به زوجته لتخطره بأن والدته قد اشتدّ عليها المرض ليتنقّل على الفور ويتولّى نقلها إلى مستشفى الدويرة ولدى فحصها في مصلحة الاستعجالات اتّضح أنها توفّيت. وبعد معاينة جثّة الضحية للوقوف على الأسباب الحقيقة للوفاة تبيّن أن المرحومة تعرّضت للعنف وقد تمّ إزهاق روحها عمدا لتنسب القضية لفاعل مجهول قبل أن تؤكّد خبرة الطبيبة الشرعية بعد إخضاع الجثّة لعملية التشريح في المؤسّسة العمومية الاستشفائية بزرالدة بعد مرور 3 أيّام عن الجريمة وجود أثار عنف على جثّة الضحية وأن السبب المباشر لوفاتها كان تعرّضها للتعنيف من خلال وجود عدّة كدمات على مستوى النّصف الأيسر من الوجه وبالضبط على مستوى الجهة اليسرى للأنف والجهة اليسرى المحاذية للأنف والفم وكدمات أخرى لونها أحمر على مستوى الجهة الأمامية لرقبتها ليفيد التقرير بتعرّض الضحية للعنف لا يتجاوز تاريخ حدوثه اليومين. كما أكّدت الطبيبة الشرعية أنها اعتادت رؤية تلك الأثار على جثث سابقة ممّن تعرّض أصحابها للخنق بواسطة خيط لتشدّد بالقول إنها عاينت كدمات كبيرة الحجم على مستوى الثدي الأيسر للضحية تمتدّ إلى ثديها الأيمن وأضافت أن الضحية تعرّضت للعنف ب (آلة راضة أو سطح أرضي) وذلك بعد أن اكتشفت أثارا للدم مجمّد من الجهة الأمامية والخلفية لرأس الضحية. كما أوردت الطبيبة الشرعية في تقريرها أنها لاحظت وجود كدمات في الجهة الداخلية للرقبة كما شدّ انتباهها عند محاولتها تحريك رأس المرحومة استحالة إدارته رأسها إلى الجهة الخلفية وهو ما اعتبرته (أمرا غير طبيعي) مؤكّدة أن جميع الأثار الموجودة على مستوى الرقبة هي ناتجة عن (الخنق الذي تعرّضت له الضحية بواسطة خيط). كما استبعدت الطبيبة الشرعية أن تكون تلك الأثار والرضوض ناتجة عن حالات مَرَضية أو سقوط المرحومة من مكان عال نوعاما مثلما أفاد به ابنها المتّهم خلال التحقيق معه مؤكّدة (بصفة قاطعة) أن أثار العنف الموجودة على جثّة المرحومة لا سيّما على مستوى الرقبة والرّأس (لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تكون ناتجة عن تعقيدات صحّية كانت تعاني منها الضحية). كما أشارت خلاصة الخبرة المنجزة إلى أن أثار العنف الموجودة على جثّة الضحية لا سيّما على مستوى الرّأس وبالأخص من ناحية الجبهة والجمجمة والرقبة لا يمكنها أن تكون ناتجة عن سقوطها من مكان عال نوعا ما حسب ما ورد في تقرير تشريح الجثّة. من جهته المتّهم أنكر خلال استجوابه تهمة قتل الأصول مصرّحا بأنه يوم الوقائع اتّصلت به زوجته المتوفّاة وطلبت منه الإسراع لنقل والدته إلى المستشفى بعد سقوطها على الأرض وفعلا قام بنقلها وفي الطريق توفّيت وعن العلاقة بين والدته وزوجته التي كانت متابعة بالقتل العمدي فأكّد أنها لا تخلو من المشاكل لكن ليس إلى درجة القتل مستدلاّ بشهادة جيرانه بخصوص اهتمامه بوالدته ومعاملتها بطريقة جيّدة. وهي التصريحات التي استنكرتها ممثّلة النيابة العامّة التي أكّدت أنها متناقضة حيث سبق للمتّهم وأن أخطر مصالح بأن أُمّه توفّيت بالمستشفى وأن الكدمات والجروح التي تعرّضت لها كانت إثر محاولة إدخالها في السيّارة لتلتمس إدانته بالإعدام وهو الحكم الذي أقرّته هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية.