ترضخ مواقع التواصل الاجتماعي للضغوط "الإسرائيلية" وتمارس التضيق والإغلاق لصفحات فلسطينية بذريعة تحريضها على "العنف"... ولم يقتصر الأمر على حذف الصفحات الفلسطينية خاصة من موقع فايسبوك، بل تم حذف عشرات الصور ورسوم الكاريكاتير، التي تنتقد الانتهاكات والجرائم "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، بذريعة "التحريض والعنف". ويشتكي عشرات النشطاء من حذف الصور والرسومات والفيديوهات التي تتعلق بانتفاضة القدس، وحظر وحذف كثير من الصفحات التي تنشر هذه المواد الإعلامية. ويقول مسؤول (أدمن) صفحة "المركز الفلسطيني للإعلام" باللغة الإنجليزية على موقع "فايسبوك" رامي سلام إن إدارة الموقع حذفت فيديو وصورتين ورسما كاريكاتيريا باللغة الإنجليزية في الشهر الأخير دون إبداء أسباب مقنعة. وتتناول الصفحة تغطية الأخبار المتعلقة بالقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، التي تهملها وسائل الإعلام الرسمية سواء المحلية أو العالمية، وتدعّم المقاومة الفلسطينية، وتعمل على كشف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. وأعرب الفلسطيني سلام في حديث للجزيرة نت، عن استغرابه الشديد من حذف الصور والرسوم التي لا يمكن أن تندرج تحت بند التحريض، معتبرا أن الحذف جزء من سياسة التضييق بحق كل من يعادي إسرائيل. وحذفت إدارة فايسبوك من صفحة المركز الفلسطيني كاريكاتيرا للرسام البرازيلي المشهور كارلوس لاتوف، ينتقد فيه استخدام إسرائيل مصطلح معاداة السامية لكل من يرفع صوته منتقدا جرائم الاحتلال، وصورة أخرى لمتدين إسرائيلي مع طفلته وهما يحملان سلاحا ناريا، وتلقت الصفحة تهديدا بالحذف النهائي. ويرى سلام أن ما يتم حذفه لا يندرج تحت سياسة التحريض، فمصطلح "التحريض" فضفاض وما يراه الفلسطينيون داعما للمقاومة تعتبره إسرائيل إرهابا وتحريضا، مشيرا إلى أن موقع فايسبوك لا يعتبر الإرهاب الإسرائيلي تحريضا، ويخضع لضغوط اللوبي الصهيوني لممارسة التضييق على الصفحات الفلسطينية. ويعتقد المتحدث أن إسرائيل لا تريد أن يخاطب الفلسطينيون الجمهور الغربي بالصور والفيديوهات والرسوم التي تظهر جرائم الاحتلال وتكشف كذب روايته، وتبين مظلومية الفلسطينيين، موضحا أن "إسرائيل ترى في الصورة والكلمة خطرا إستراتيجيا، فتنفق ملايين الدولارات وتضغط على فايسبوك لإغلاق الصفحات والحسابات، وتعتقل الصحفيين والنشطاء لأنها ترى في الحقيقة وصوت الفلسطيني الحر العدو الأول لها". وفي السياق نفسه، حذف موقع فايسبوك عشرات رسومات الكاريكاتير للرسامة الفلسطينية أمية جحا، تتحدث أغلبها عن "انتفاضة القدس" والمقاومة الفلسطينية. وقالت أمية في حديث للجزيرة نت "فوجئت بعشرات البلاغات على صور تدعم الانتفاضة الفلسطينية، وفي اليوم التالي لم أتمكن من الدخول لصفحتي، وبعد ساعات تم حذفها نهائياً"، مضيفة "معظم الرسومات التي يتم التبليغ عنها هي الرسوم التي تحتوي صورة لسلاح أو سكين أو ملثم، أو تتحدث عن عمليات الدعس، وكل ما ينتقد إسرائيل". وتعتقد الفنانة الفلسطينية أن حذف صفحتها جاء بعد عمل منظم، حيث تلقت العديد من التبليغات في يوم واحد، وسبقتها عشرات التعليقات والتحريض والشتائم على صفحتها، ووضعوا صورة شخصية وكتبوا عليها عبارة "المحرضة على الإرهاب". ولم تفلح كل محاولات أمية في التواصل مع إدارة الموقع لإعادة الصفحة، فحاولت إنشاء صفحة جديدة، لكن الموقع لم يقبل اسمها. رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده يرى من جهته أن إدارة فايسبوك تحذف المنشورات والصور بناءً على ترجيحات موظفي الموقع والتبليغات التي عادة ما لا يتم التحقق من صدقها. ويرى عبده أن شروط وتعليمات فايسبوك التي يضعها للمستخدمين شروط فضفاضة وواسعة تسمح له باتخاذ القرار الذي يريد دون ضوابط واضحة، وبمزاجية عالية وبناءً على ترشيحات الموظفين، مشيرا إلى رفع دعاوى ضد الموقع لتقييده حرية التعبير في بعض البلدان الأوروبية، لكن أغلبها لا تنجح لوجود شرط رفع الدعوى في بلد منشأ الموقع أي أمام المحاكم الأميركية.