أصبحت الطبق الشتوي المفضل مطاعم الدوبارة البسكرية تغزو شوارع العاصمة تعرف الجزائر العاصمة خلال السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا للعديد من محلات الإطعام السريع أو الفاست فود فبعدما كانت تنحصر هذه الثقافة على الدول الغربية فقط ها هي اليوم تصل إلى بلادنا حيث أصبحت النسوة يجدن متعة في تناول الكثير من الوجبات خارج منازلهن ولعل أهم ما يشد العاصميين في فصل الشتاء الأكلات الحارة والساخنة على غرار الدوبارة البسكرية كأكلة شهيرة. عتيقة مغوفل تزخر كل ولاية من ولايات الوطن بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها من الولايات وهو ما يجعل الموروث الثقافي الجزائري متنوع ومن الأمور التي تميز كل ولاية عن أخرى أكلاتها الشعبية والتي عادة ما تكون الطبق المميز في العديد من الاحتفالات والمناسبات ومن بين أشهر المأكولات المميزة عند الجزائريين طبق (الدوبارة) التي تشتهر به ولاية بسكرة والذي أصبح مذاقه يسيل لعاب الكثير من العاصميين. الدوبارة تستقطب العديد من العاصميين المتجول في العديد من شوارع الجزائر العاصمة يشد انتباهه انتشار العديد من المطاعم الشعبية المختصة في تقديم طبق(الدوبارة البسكرية) التي تعد أحد أهم الأطباق في الجنوب الجزائري والذي عادة ما يكون محل طلب العديد من السياح الذي يتوافدون على المنطقة هو الأمر الذي جعل العديد من مختصي (الدوبارة) في المنطقة يقبلون على فتح محلات خاصة لبيع هذا الطبق في العاصمة وقد قامت (أخبار اليوم) بزيارة بعض المطاعم المختصة في تقديم هذا الطبق وكانت البداية بمطعم يقع ب(حي كيتاني) التابع لبلدية باب الوادي فكل من يمر بمحاذاة المطعم يشد انتباهه لافتة كبيرة على واجهة المحل كتب عليها مطعم عائلي خاص (بالدوبارة) وقد زينت تلك اللافتة ببعض صور الطبق وهو الأمر الذي يسيل لعاب كل من يمر من أمام المكان بقينا برهة من الزمن أمام مدخل المطعم نشاهد إقبال الوافدين إليه وقد ذهلنا من كثرة الزبائن الذي يتوافدون على المحل من أجل تناول هذا الطبق المشهور وبعد مرور حوالي خمس دقائق شد انتباهنا منظر سيدتين تدخلان المطعم من أجل تناول وجبة الغذاء وهو الأمر الذي شجعنا على دخول المكان وبمجرد الدخول إليه وجدنا قاعة كبيرة تتضمن العديد من الطاولات والكراسي فقد كان مطعما حقيقيا استقطب العديد من الزبائن. الإقبال الهائل من الزبائن على ذاك المطعم جعلنا نقترب من البعض منهم من أجل معرفة رأيهم في الأكلة الصحراوية التي غزت الجزائر العاصمة وكان أول من تقربنا منه(سمير) شاب في العقد الثالث من العمر موظف وجدناه ينتظر الدور إلى حين أن تسلم إليه(الدوبارة) التي طلبها وكانت فرصة لنا حتى نتكلم معه وقد أخبرنا هذا الأخير أنه لم يكن يعرف المطعم من قبل إلى أن اقتاده أحد أصدقائه في يوم من الأيام إليه من أجل تناول وجبة الغذاء وقد أعجب كثيرا بالطبق لذلك وحسبه فقد قرر الاستغناء عن البيتزا والسندويتش واستبداله بالدوبارة الشهية والدافئة في فصل الشتاء. بعد أن سمعنا رأي سمير أردنا أن نسمع آراء أخرى في الطبق لذلك قمنا هذه المرة بالتقرب من سيدتين كانتا تجلسان على نفس الطاولة وبعد دردشة بسيطة جمعتنا بهما أكدت لنا السيدتان أن الدوبارة تستقطب اهتمامهما كثيرا فبعدما كانتا تشاهدان الأكلة فقط في الروبورتاجات التلفزيونية هاهما اليوم تستمتعان بها في المطعم الذي يقدم الدوبارة بأفضل نكهة. دوبارة لذيذة بأذواق مختلفة بعد أن عرفنا رأي الزبائن في الطبق أردنا أن نعرف كيفية تحضير طبق (الدوبارة) لذلك تقربنا من أحد المشرفين على المطعم الذي استقبلنا بحفاوة ناس الصحراء المعروفين بالكرم والجود وفي خضم كلامنا معه أكد لنا العامل أن الدوبارة البسكرية الحقيقية ثلاثة أنواع دوبارة بالحمص أو دوبارة بالفول أو دوبارة مختلطة أي أنها تتضمن الفول والحمص معا وحتى تكون الدوبارة لذيذة لا بد من نقع الحمص والفول في الماء ليلة كاملة قبل التحضير وفي اليوم الموالي نتركها تغلي في الماء بدون ملح ليتم بعدها تحضير المرق الذي يتكون من الطماطم الطازجة والمصبرة ليضاف عليها الزيت والثوم بالإضافة إلى الفلفل الحار الأخضر والهريسة والليمون ثم يتم وضع التوابل التي تتكون أساسا من الكمون ورأس الحانوت والفلفل الأسود لتقدم في الأخير بالقليل من زيت الزيتون. من جهة أخرى أكد محدثنا أن الدوبارة واحدة من أهم الأطباق التي تقدم في فصل الشتاء على اعتبار أنه طبق دافئ وغني للغاية.