اتّهمه بالدفاع عمّن ينكّل بالجزائريين في المعتقلات *** ميليشيات متّهمة بالتنكيل بجزائريين في سجون العراق -- تجدّدت الحرب الكلامية بين الحقوقي الجزائري المغترب أنور مالك ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى بسبب قضية الشيعة حيث لم يهضم مالك مرافعة عيسى لصالح السفارة الإيرانية في الجزائر وراح يتّهمه بالدفاع عمّن ينكّل بالجزائريين في المعتقلات. شنّ الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك هجوما حادّا على وزير الشؤون الدينية محمد عيسى متّهما إيّاه بالدفاع عمّن ينكّل بالجزائريين في المعتقلات على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن (براءة) السفارة الإيرانية من نشر التشيّع في الجزائر. وكتب مالك في تغريده عبر صفحته في موقع التدوينات القصيرة (تويتر) أمس: (في وقت يدافع فيه وزير الشؤون الدينية عن سفارة إيران نجد ميليشياتها تنكّل بجزائريين في سجون العراق). وعرفت قضية السجناء الجزائريين في العراق مستجدّات خطيرة بحر هذا الأسبوع عقب إصدار حكومة العراق حُكما بإعدام أحد الجزائريين المعتقلين في سجونها من بين ثمانية أشخاص يقبعون حاليا في سجون العراق منذ ما يزيد عن 10 سنوات وجاء هذا الحكم الجديد بعد انقطاع أخبار ثلاثة سجناء جزائريين يُرجّح أنه تمّ إعدامهم أيضا وسط تكتّم شديد. في السياق قالت تنسيقية مساندة المعتقلين الجزائريين في العراق إنها تتابع لحظة بلحظة تطوّرات الأوضاع في العراق لا سيّما بعد إعدام السلطات السعودية رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر أحد وجوه المعارضة للسلطات السعودية في بداية جانفي 2016 وتداعياتها في العراق خاصّة على المعتقلين الجزائريين. وتؤكّد ذات التنسيقية أن معاناة المعتقلين العرب السُنّة منهم الجزائريون في السجون العراقية تتضاعف في ظلّ إرهاب (داعش) في العراق والأزمة السعودية-الشيعية التي انجرّ عنها حقد موظّفي السجون العراقية التي تنتمي إلى المذهب الشيعي وتعمّدهم التنكيل بالمعتقلين السُنّة وإلحاق الأذى بهم. وقد أكّدت السلطات العراقية منذ 2008 في مناسبات عديدة نيّتها الإفراج قريبا عن المعتقلين الجزائريين (إلا أن النيّة وحدها لا تكفي أمام السلطات الجزائرية التي لم تقم بما يلزم اتجاه أبنائها) وفقا لعائلات المعتقلين. هذا وقد صنعت التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بشأن (براءة) السفارة الإيرانية من نشر التشيّع في الجزائر الحدث ليس في الجزائر فقط بل عربيا وعالميا أيضا بالنّظر إلى الضجّة التي أحدثتها الاتّهامات الخطيرة الموجّهة لأحد كبار مسؤولي السفارة. وقال عيسى إن السلطات الأمنية لم تسجّل أيّ تجاوز للسفارة الإيرانية في الجزائر بشأن الترويج للتشيّع في أوساط المجتمع الجزائري مضيفا: (نحن نتواصل مع السفارة الإيرانية لكننا لم نلمس أيّ تورّط للسفارة). وحسب الوزير عيسى فإن مصالح الأمن تملك كافّة المعطيات الدقيقة حول المتشيّعين في الجزائر من قبيل أسمائهم وعناوينهم كما أنها تحوز معطيات حتى على أولئك الداعين إلى التشيّع في الجزائر وتابع قائلا: (سوف نقطع الطريق أمام كلّ من يريد تهديد استقرار الجزائر وأمنها). وجاءت (شهادة) وزير الشؤون الدينية للسفارة الإيرانية من تهمة نشر التشيّع وسط الشباب وغير الشباب على خلفية حملة أطلقها ناشطون على موقع (الفايس بوك) طالبوا من خلالها بطرد الملحق الثقافي بسفارة إيرانبالجزائر أمير موسوي وهي حملة قادها الكاتب والحقوقي الجزائري المقيم بفرنسا أنور مالك.